الشوك والقرنفل (ص 33)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 33)
المحتوى
ولا يمر أسبوع إلا ونسمع صوت مكبرات الصوت تعلن منع التجول فنفهم أن أحد
الفدائيين قد نفذ عملية ضد قوات الاحتلال بإلقاء قنبلة يدوية أو إطلاق النار على إحدى
الدوريات. مرة أخرى تحاول قوات الاحتلال اقتحام المخيم فيتصدى لها الفدائيون فترجع
خائبة الشيء الجديد الذي حدث هذا العام هو استشهاد "أبي يوسف" (جارنا) فقد خرج أبو
يوسف برفقة شابين آخرين لينفذوا إحدى عملياتهم الفدائية ضد دوريات الاحتلال. كانت
الخطة أن يلقي أحد الشبان قنبلة على الدورية التي تمر يومياً من الشارع العام في نفس
الساعة» وينسحب بحيث يجعلهم يرونه وهو ينسحب. وفي طريق انسحابه يكمن أبو
يوسف والفدائي الآخر ببنادق الكارلوستوف والقنابل اليدوية» في انتظار التعزيزات التي
تأتي لملاحقته» وبالفعل فقد تقد تقدم ذلك الشاب ليقوم بمهمته؛ وبينما هو في انتظار الدورية
هاجمه الجنود من الخلفء وهاجموا أبا يوسف وزميله إبراهيم فجأة» وأطلقوا عليهم النار
ستشهدوا على الفور.
هذه المرة لم تفرض قوات الاحتلال حظر التجول على المخيم؛ خرج المخيم عن
بكرة أبيه» رجاله ونسائه» كباره وصغارهء من بيوتهم وغالبيتهم كانوا يبكون على استشهاد
أبي يوسفء وجرت للشهداء جنازة مهيبة شارك فيها كل سكان المخيم وهم يهتفون:
بالروح بالدم نفديك يا شهيد. ..بالروح بالدم نفديك يا فلسطين؛ وطافت الجماهير بالنعوش
أنحاء المخيم عدة مراتء ثم أخذوهم ليدفنوهم في المقبرة ة القريبة. عصر ذلك اليوم أخذني
جدي معه إلى زاوية الدار حيث يجتمع عدد من رجال وشيوخ الحارة يتحدثون ويتسلون
ويناقشون أحداث الساعة وآخر التطوراتء؛ طبعا كان حديث اليوم استشهاد أبي يوسف
ورفيقيه» والجميع كانوا مندهشين مما حدثء أحد الرجال قال: الجماعة أخذوا على حين
غفلة (الجماعة انخدعوا) وتساءعل آخر كيف كان ذلك؟ فأجابه صاحبه: إطلاق النار كان
من خلف ظهورهم يعني من عكس الجهة التي كانوا ينتظرون العدو منهاء فتساءل ثالث:
ماذا تقول يا رجل! فأجابه (زي ما سمعت) فتساءل جدي هل يعني هذا أنه غدر وخيانة؟
فقال الرجل (أنا عارف! ايش عرفني هذا اللي صار) فردد أحدهم (والله اي بطير العقل)
الله يرحمك يا أبا يوسف ويعوضنا فيك عوض الخير.
بعد عدة أيام وقد قاربت الشمس على الغروب واقترب موعد فرض نظام منع
التجول. كلاعادة» وييئما كنا ذلعب: في لتحازة: وذ بعدد مق. الفذائيييق الملثنمين المسلحين
يملأون المكان وكل واحد منهم يأخذ موقعه على رأس الأزقة» ثم جاء "أبو حاتم" وهو
يجر أحد رجال المخيم من أذنه وهو في أذل شكل وأخزى صورة: كانت بيد أبي حاتم
عصا خيزران وبندقية معلقة في كتفه توقفنا جميعا عن اللعب؛ وبدأ أهل الحي يتجمعون
ويطلون من بيوتهم؛ وقف أبو حاتم والعصا بيده وذلك الرجل يحاول إخفاء وجهه بين يديه
ويثني جسده ليلصقه قدر المستطاع.
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2251 (12 views)