الشوك والقرنفل (ص 43)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 43)
- المحتوى
-
بعد أن أنيوا الصلاة وقف أمامهم شاب في مقتيل العشرين: من عبرء:ولثقاً سا
يريد عمد الله ولقتى عليه وضلى على رسوله 89 ثم بدأ يخاطب القوم ويستثير فيهم القؤة
والشهامة نحو إخوانهم في مخيم الشاطئ الذي يُفرض عليه منع التجول منذ شهرء
فيتساءل الشيخ وماذا بإمكاننا أن نفعل يا ابني؟ فيجيب الشاب ليس أقل من أن نخرج في
مظاهرة تضامنء تدافع المتواجدون في المسجد خارجا يهللون ويكبرون وقد حمل بعضهم
ذلك الشاب على أكتافهم» وهو يهتف بالروح بالدم نفديك يا فلسطين..كلنا فلسطين
مهاجرين ومواطنين.
ويد الناس ينضمون للمظاهرة الحاشدة وكانت شوارع المدينة قريبة من المخيم
وسيارات جنود الاحتلال تراقب الوضع من بعيد تحسباً للطوارئ دون التدخل» انفضت
المظاهرة وقد شعر الجميع أنهم أدوا شيئا مما تمليه عليه ضمائرهم؛» ومع صباح اليوم
التالي ارتفع صوت مكبرات الصوت يعلن انتهاء نظام منع التجول عن المخيم لتعود الحياة
فيه إلى طبيعتها
في الصباح كنا نصطف في الطابور المدرسيء وبعد بعض التمرينات الرياضية
المحدودة وكلمة الصباح التي يلقيها أحد التلاميذ من فوق ذلك الدرجٍ الحجري أمام
الطابور» يبدأ بالتوجه صفا تلو الآخر إلى كشك الحليب وهو عبارة عن ساحة مغلقة من
ثلاث جهات بالحجارة المبنية مسقوفة بألواح (الزينكو) وفي سطحها مصطبة من الإسمنت
يكون عليها عدد من المناضد الكبيرة خلفها يقف أربعة رجال يلبسون (الابرهولات)
الزرقاء ويضعون على رؤوسهم الطاقيات البيضاء؛ ندخل الكشك على شكل طابورء
ومدرسونا يشرفون على ذلكء فيبدأ أولئك الرجال يمتاولتها بوراحدا كو الأثقر أكو ابا احقيفية
يملؤونها بالحليب بعد أن يعطوا كل واحد منا حبة زيت السمكء ويطلبون منا ابتلاعها ثم
شرب الحليب الساخن عليها.
نشرب الحليبء ونلقي الكؤوس في قدر كبير فيه ماء مغلي؛» ونخرج من طابورنا
إلى صفوفنا (غرف دراستنا) كل المدرسة أي كل الطلاب في كل مدارس الوكالة على
مدار أيام يشربون الحليب و زيت السمكء؛ كنا نكره زيت السمك كراهة عمياءء
المدرسون كانوا يراقبوننا كي لا نلقي تلك الحبات الصغيرة» ويجبروننا على تناولها وهم
يستعجلوننا لشرب الحليب والذهاب إلى الصفوف.
م - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 6706 (6 views)