الشوك والقرنفل (ص 45)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 45)
المحتوى
الفصل الساداس
تسكن خالتي فتحية في قرية صوريف قضاء الخليل» وهي قرية فلسطينية مثل كل
قرى الوطن وقعت تحت الاحتلال عام ا ونالها نمديها من التغريب والتدمير عفان
على دورها في المقاومة قبيل الاحتلال» وفي المعارك التي سبقت عام ‎:١548‏ كونها
قرية حدودية تقع على الخط الأخضر الفاصل بين الأراضي التي احتلت عام ‎١5544‏ وبين
الأراضي التي ظلت تحت الحكم الأردني» حتى احتلت عام ‎.١951‏
وبعد الاحتلال بقليل اقتربت دوريات الاحتلال من القرية ودخلتها لتجوبها متلها
مثل معظم القرى الفلسطينية في ربوع الضفة الغربية. يعيش الناس فيها في بيوت حجرية
صغيرة متواضعة وجميلة» بين أشجار الزيتون والتين والعنب واللوزياتء ويربون
المواشي والدواجن ويكتسبون رزقهم» ويحمدون الله على خيراته ونعمه التي لا تحصى.
رجال القرية معروفون بالشهامة والرجولة ويلبسون الزي القروي الفلسطيني
التقليدي» ترى الواحد منهم يتبختر بعصاه وهو يراقب أغنامه ترعى على سطح الجبل»
ونساؤها المتحشمات يظهرن بخلقهن وثيابهن وأغطية رؤوسهن.
خالتي لم تشعر باختلاف كثير إثر انتقالها من غزة إلى صوريفء فقط الاختلاف
في الأجواء القروية والزراعية» أما أطباع الناس وعاداتهم وأصالة نفوسهم فهي واحدةء
ربما اللهجة المحلية مختلفة قليلاً لكنه ليس خلافاً شاسعاء وسرعان ما اعتادت على الحياة
هناك: زوجها عبد الفتاح أنهى دراسته الثانوية» في مدرسة طارق بن زياد في مدينة
الخليل» ففي صوريف لا توجد مدرسة ثانوية» مثلها مثل كل القرى المحيطة بالمدينة»
ومن أراد إكمال دراسته الثانوية فإنه يضطر للدراسة في الخليل» ودراسة زوج خالتي في
الخليل جعلته عارفاً بالمدينة وما يجري فيهاء وله أصدقاء كثر من المدينة وأبناء القرى
الأخرى الذين درس معهم في تلك المدرسة.
وقد رزقت خالتي بولد أسمته "عبد الرحيم". أمي لا تستطيع السفر إلى الخليل
لتبارك لخالتي بمولودها الجديد واكتفت بالذهاب إلى بيت خالي لتبارك له؛ وتطلب منه أن
يبارك لفتحية عندما يذهب إليها باسمهاء ويعتذر عنها فهي تعرف أوضاعنا المادية
وتعرف أوضاع العائلة.
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5158 (7 views)