الشوك والقرنفل (ص 54)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 54)

المحتوى

يتيسر من أنواع الخضراوات ويعود بها إلى بسطته يرتب الخضراوات عليها
ويبدأ ببيعهاء وعند الظهر يجمع ما تبقى من الخضراوات ليحضرها لتتصرف بها الوالدة
للبيت وفي كل يوم يرفعون من كسب اليوم عشرين قرشاً أو ربع ليرة ليدخروه.
فرض منع التجول أثناء النهار كان يتكرر بين الحين والآخر؛ ولأن الجيران كانت
تلزمهم الخضراوات التي يشتريها محمود فرغم فرض منع التجول لم تكن تفسد عنده أي
خضراوات حيث تتحول بسطته إلى المنزل وفي أزقة الحارة يستطيع أن ينقل ما يريده
الجيران دون خوف من جنود جيش الاحتلالء فقد كانوا يخشون دخول المخيم خشية
الكمائن التي يعدها لهم رجال المقاومة والفدائيون» ومع استمرار المقاومة والعمل الفدائي
وتصاعده وإدراك القادة العسكريين أن اكتظاظ المخيمات وضيق أزقتها والأثمان التي
يتكلفونها في عمليات اقتحام المخيم معهم يفكرون في شق شوارع واسعة تقسم المخيم
الواحد إلى عدة أرباع يسهل حصرها وعزلها وتمشيطها.
وبالفعل ففي أحد الأيام فرض نظام منع التجول على المخيم» وجاءت قوات كبيرة
من الجنود وكأنها عملية احتلال جديدة» مع بعض الجنود كانت دلاء دهان أحمر اللون
وفراش للدهان» على بعض جدران المنازل كانوا يضعون إكساً كبيراً باللون الأحمر» على
جدران منازل أخرى كانوا يضعون خطأً رأسياً بعد أن يجروا بعض القياسات» ثم يضعون
على أحدها إكسأ صغيراً وهكذاء ثم سلموا كل صاحب بيت من البيسوت التي وضعت
العلامات عليها إخطارات بأنه سيتم هدم البيوت التي وضعت على جدرانها الاكسات
الكبيرة» سيتم هدم الأجزاء التي من ناحية الإكس الصغيرة في البيوت التي وضعت على
جدرانها خطوط رأسية وإكسها صغيرة» مع كل إحظار يتم تسليمه لأحد أصحاب البييوت
تبدأ الصراخات والشتائم والعويل فإلى أيِن يذهب هؤلاء الناس بأبنائهم وبناتهم
وزوجاتهم؟!! سيصبحون في الشارع من جديد!!.
من حُسن حظنا لم يصل أي من الشوارع التي سيتم شقها بيتنا حيث لم توضع
عليه أي علامات؛: وبات واضحا أن بيتنا سيصبح مطلاً على شارع عريض وليس على
ذلك الزقاق الضيقء فبيت جيراننا سيهدم كاملاً.
ويبدو أن ذلك كان من حسن حظ أخي محمود بالتحديد؛ لأنه لو هدم بيتنا أو جزء منه فكل
ما ادخره محمود للدراسة في مصر لم يكن ليكفي لترقيع الوضع ولما كان باستطاعته

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set