الشوك والقرنفل (ص 55)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 55)

المحتوى

الخروج من القطاع وتركنا في الشارع؛ ولكن الله يحبه ويحب (الغلبانة) أمي
حسب ما سمعتهما يتحدثان» بعد أيام جاءت الجرافة ومعها قوات كبيرة من الجيش وأعلنوا
وجوب إخلاء البيوت التي سيتم هدمها وبدأت الجرافة تطحن البيوت كما يطحن الغول
عظام فريسته؛ وتمزق بذلك قلوب مئات الرجال والنساء والأولاد الذين وجدوا أنفسهم في
الشارع من جديد.
ظلت الجرافة تروح وتجيء في المخيم ومع كل روحة أو رجعة ينهار أحد
الرجال» أو تسقط إحدى النساء بعد أن شدت شعرها ولطمت خدودها: أو ضرب أحد
الرجال من قبل الجنود ربا مبرحاً لما حاؤل وضع جسده أمام الجراقة لمئعها من للتقدم
لهدم السقف الذي يأوي أولاده وبناته.
مع حلول المساء كانت مئات الماسي قد فتحت من جديدء وكان على الناس لملمة
جراح بعضهم؛ بيت عمي كان فارغاً منذ زواج زوجة عمي حيث انتقل أبناء عمي حسن
وإبراهيم مع جدي في غرفته؛ فأذنت أمي لعائلتين من جيراننا السكن في البيت مؤقتا حتى
يتدبروا أمورهمء ولا تسل عن كلمات الشكر والثناء التي انهالت علينا. في اليوم التالي
جاء مندوبو الصليب الأحمر لمعاينة ما كان» وتسجيل الحقائق من البيانات» وفي اليوم
الذي يليه جاء موظفو قسم الإسكان في وكالة غوث وتلطيك اللاجئين جمعوا البيانات»
وأخبروا الناس أنهم سيتم إسكانهم في بيوت جديدة 3 : تبنيها الوكالة في مناطق أخرىء فكان
الخبر فرجاً نزل على الناس من السماء...
وبدأوا يوجهون مئات الأسئلة: ومتى نسكن؟ وأين؟ وكيف؟ الخ.. ولم يكن لدى
الموظفين إجابات واضحة ولكن لم يمر الشهر الأول إلا وقد بدأت العائلات تنتقل إلى
مساكنها الجديدة في أحياء تم بناؤها جديداً في القطاع نفسه أو في مدينة العريش» حيث
كانت إسرائيل قد احتلت سيناء كاملة عام ‎١3717‏ وقد غادرت العائلتان اللتان سكنتا بيت
عمي في هذه الفترة» كذلك واستلمت كل عائلة بيتاً جديداء فتح باب العمل داخل الأراضي
المحتلة عام ‎١1547‏ خلق بلبلة كبيرة في أوساط الشعبء ولكن الحاجة الماسة للناس لسد
رمق أبنائهم وستر أعراضهم في بيوت معقولة» لها أبواب تغلق» ولها أسوار ترتفع لتمنع
رؤية ما في البيوت وكأنه في الشارع؛ دفعتهم للعمل في الأراضي المحتلة.
2ج سوسس سوم ميحس حك
العمل؛ فبدأ تيار الحياة يحيي الرغبة في الاستمرار في الحياة وتطوير مستواها وحرص

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set