الشوك والقرنفل (ص 56)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 56)
- المحتوى
-
الآباء على محاولة ضمان حياة ومستقبل أبنائهم وجعل هذا القيار يشقق تدويجيا
حتى صار أمرا طبيعياء ولم يكن بإمكان الفدائيين منعه أو وقفه.
بعد شق الشوارع من ناحية وفتح باب العمل في الداخل من ناحية أخرى والحرب
الضروس التي تشنها مخابرات الاحتلال وجيشه على المقاومة بدا واضحا أنهم بدوا
يشعرون بشيء من الارتياح» فأصبح رفع حظر التجول صباحاً أكثر من قبل حتى يتمكن
العمال من الخروج مبكرين إلى عملهم والوصول إليه في الموعد المحدد بعد سفر ساعات
من الضفة الغربية والقطاع إلى حيفا ويافا وغيرهاء ولقد بدا واضحا أن مستوى حياة
العائلات التي يعمل أربابها في الداخل قد بدأ يتحسن تدريجياء وخلال فترة ليست طويلة
بدأ هذا الرجل يرفع سقف بيته من القرميد و ويضع بدله ألواح (الزينكو) الصاج؛ء وهذا
الرجل يعلي سور بيته» وهذا يضع لبيته بابا قوياء وهذا يحضر كيسا من الأسمنت وقليلا
من رمال شاطئ البحر الخشنة المخلوطة بالصدف ويستدعي أحد عمال البناء ليرصف له
أرضية بيته. . وهكذا بدأت البيوت من حولنا ترتقي من جديد تدريجياً ويرتفع مستواهاء
وبيتنا على حاله»ورغم أنه كان أفضل البيوت في الحي منذ الأيام التي سبقت الحربء بدا
وضعه يتراجع مقارنة بتقدم بيوت الجيران.
بعض الجيران الذين لم تسمح لهم الحال بتغيرات كبيرة في بناء البيت» لجأ إلى
جلب قطع كبيرة من النايلون حيث يتم فرشها على سقف القرميد لتغطي كل السقف. ثم
يقوم بطي حوافها ويتم تثبيتها بشرائح خشبية» يتم تثبيتها بالمسامير الصغيرة المربوطة
بالحبال» كل كيس معا بحيث يكون كل كيس على جانبي سقف القرميد» فلا د ينزلق الكيس
عن النايلون» ومثل هذه الأكياس تشكل ثقلاً على النايلون يمنع من تحركه وسقوط.
مثل هذا المشروع لا يكلف كثيرا وفيه حل معقول لمشكلة تسرب مياه المطر إلى
الغرفة وسيلها على الفراش واضطرارنا لوضع الآنية لاستقبال قطراتها بين فراشنا ونحن
نيام» وحين تدارست أمي الأمر مع أخي محمود وعرفا كلفته قرر أن يضيف النايلون على
سقف غرف بيتناء فاشترى محمود النايلون وشرائح الخشب والمساميرء واستعار مطرقة
(شاكوشا) من أحد الجيران وسلما ووقف أخواي حسن ومحمد يساعدانه؛ كان وضع
النايلون على سقف الغرفة تطورا مذهلا في حياتنا في الشتاء وبدأنا ننام مرتاحين من
تسرب المياه وصوت القطرات وهي تسقط في تلك الآنية ومن رذاذها يتراشق على
وجوهنا وفراشنا.
كنت قد أصبحت في الصف الثالث الابتدائي» وكانت العادة أن طبيب عيادة الوكالة يأتي
لزيارة المدرسة بين الحين والآخرء ويقوم بجولة على الفصول ويعاين الأوضاع الصحية - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 5158 (7 views)