الشوك والقرنفل (ص 67)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 67)
- المحتوى
-
ظل عبد الحفيظ على هذه الحالة سنتين» وهو يعمل بمنتهى الحيطة والحذرء وقد
نجح في تنفيذ العديد من تلك العمليات»: التحقيقات التي أجراها جهاز المخابرات (الشين
بيت) حينها أدت إلى الشك الكبير في عبد الحفيظء وفي إحدى الليالي داهمت الحارة قوات
كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت البيت وقامت باعتقاله حيث أخذ للتحقيق» وهناك لا
تسل عما تعرض له من الشبح والضرب والتعذيب» وهو ينكر أي علاقة له بأي شيء مما
يتهمونه به» في نهاية الأمر كانوا قد اعتقلوا زميلاً له؛ اعترف عليه أنه منظم في الجبهة
الشعبية» واجهوه به فاعترف بذلك فقطء وقد حوكم على ذلك بالسجن لمدة سنة ونصف.
عند انتهاء العام الدراسي واقتراب عودة أخي محمود من مصر للإجازة الصيفية»
كنا نبدأ بالتردد على مقر الصليب الأحمر لنسأله عن موعد عودة طلاب الجامعات من
مصرء أو لنراقب لوحة الإعلانات هناك حيث كانت تنزل على اللوحة أفواج العائدين
أسماؤهم ومواعيد عودتهم. في اليوم الذي سيعود فيه محمودء نخرج جميعاآ لانتظاره عند
مبنى الجوازات هناك تأتي الحافلات تحمل الطلاب ترافقها سيارات جيب عسكرية»ء
يُدخلون الجوازات» ينزلون وينتظرون في قاعة الانتظار فيقفز إليه أهله يقبلونه ويسلمون
عليه ويعانقونه» ويذهبون إلى البيت.
كنا نجلس هناك ننتظر محمود عند عودته كل سنة» يخرج إلينا فنتسابق إليه
فينقض علينا يقبلنا ويسأل عن أحوالناء ويقبل رأس أمي ويدها وهي تنظر إليه بفغفر
واعتزاز والدموع تترقرق في عينيها وهي في قمة فرحتها بابنها (الباش مهندس محمود)
ورغم قلة حيلتنا تجتهد أمي في إعداد أنواع الطعام المختلفة إكراماً لمحمود وحفاوة بقدومه
وتعويضاً عن سنة من الحرمان.
محمود كان يحضر لنا بعض الملابس القطنية من المصنوعات المصريةء أيامها
بدأنا تعرف ملمس .ورائحة الملابس الجديدة: وقد كتا من قبل لآ نلبس إلا مااتأخذة من
الوكالة أو تشتريه من :مواد وأدواك مستخدملة» ومئذ انتهاء السنة الأولى لدراستة أصيحت
أمي تناديه (الباش مهندس). - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 3560 (9 views)