الشوك والقرنفل (ص 70)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 70)

المحتوى

وبدأت حالة الإعداد والاستعداد لاستقباله على قدم وساقء الشي الأكبر هو أنها
طلبت من أخي حسن أن يشتري كمية من الجير (الشيد) حضرنا له حفرة وسط الدار
ووضعناه فيها ووضعنا عليه كمية من الماء لكي يبردء ثم بدأنا بتصفيته وطرشنا الدار
كلها باللون الأبيض مع شيء من الزرقة» ثم بدأت أمي بتجهيز الطعام والشراب خاصة
الحلبة والبسبوسة» الحلوان لنا وللأحباب الذين سيأتون للمباركة والفرحة معنا.
يوم موعد قدوم محمود تجهزنا وخرجنا لاستقباله مقابل الإدارة العامة للجوازات»
جاءت الحافلات تراقبها سيارات الجيش ودخلت المقرء انتظرنا على أحر من الجمر نحن
ومئات العائلات» وبدأ العاتدون بالخروج واحداً تلو الآخرء حتى خرج محمودء فطرنا إليه
جرياً مستقبلين وسبقنا أمناء وقد استقبلنا بذراعيه بكل الحب» ودموع عينيه تنهمر بغزارة
حتى وصلنا لأمي التي ذرفت عيناها الدموع من شدة الفرح» ومحمود ينكب يقبل رأسها
ويديهاء وهي تبارك له تخرجه؛ وهو يهمهم قد عدت يا أمي وانتهى عصر التعب والشقاء
إن شاء الله إلى غير رجعة:ء فتردد الحمد لله الحمد لله» إن شاء الله إن شاء الله.
ما إن وصلنا البيت: حتى. اجتمعت تقريباً كل الحارة لاسمتقبال محمود قي حفل أشبه
بالحفل الجماهيري العارم» وجميع الرجال يحتضنونه ويقبلونه والنسوة يباركن لأمي
وبعضهن يطلقن الزغاريد. بصعوية دخلنا الدار من شدة الزحام في الشارع رغم سعته»
وتدافع الجيران للدار يباركون ويهنئون» وأمي وإخوتي وأخواتي مشغولون بتقديم
الحلويات والمشروبات لهم وصيحات: (يا باش مهندس تتردد) والجيران ينادون محمودا
ويسألونه عن مصر وعن الجامعة وعن صحته وعن كل شيء.
اقتربت الشمس من الغروبء وبدأ الظلام يسدل أستاره واقترب بذلك موعد منع
التجول فبدأ الجيران ينصرفون لبيوتهم وهم يرددون كلمات التهنئة والمباركة:؛ وجلستا
نحن في البيت حول محمود» عائلتنا وحدهاء بما فيها دار عمي إبراهيم الذي اندمج في
العائلة مثل أي واحد فينا تماما دون أي فوارق وبدأت الأحاديث عن الآمال والطموحات؛:
فحسن سوف يصفي البسطة ويتفرغ للدراسة فقط» وأنا ومحمد سوف نتوقف عن العمل
البسبيط في مصنع خاليء» سنبني غرفة جديدة في البيت» سنرفع سقف القرميد عن
الغرفتين» ونرفع جدرانها ونسقفها بالإسبست وسنرفع أرضيتهاء وسنرصف أرضية الدار
بالإسمنت ..الخ» من تلك المشاريع فقط بعد أن يتوظف محمود ويبدأ باستلام راتبه.
له

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set