الشوك والقرنفل (ص 79)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 79)
المحتوى
الحاخام 'ليفنجر" وغيره يأتون لوجهاء المنطقة للصلح بالضبط وفقا للعادات العربية
مؤكدين حرصهم على حسن الجوار واستمرار علاقات الأخوة والجيرة الحسنة» فيأخذون
(العطوة) ويقدرون التعويض ويدفعون الدّية إن لزم» المهم أن يظل العرب على حال من
المهادنة والمسالمة.
بعض مناطق الاحتكاك التي ظلت تحافظ على شيء من سخونة المقاومة في المنطقة
كانت في المخيمات القريبة حيث يقع مخيما الدهيشة والعروب على الطريق الرئيسي بين
القدس وبيت لحم وأثناء تحرك الجنود أو الحكام والموظفين العسكريين أو المستوطنين
والسياح على هذه الطريقء كانوا يتعرضون لبعض العمليات الفداتية من هذه المخيمات»
فتقلب الدنيا على رؤوس ساكنيها حيث يفرض منع التجول ويحتجز الرجال» ويُضربون»
ويُعتقلون لفترات. 1
ظلت تلك النظرة الفوقية التى امتاز بها أهل المدن خاصة أهل مدينة الخليل على
سكان المخيمات حيث إن النظرة إلى المهاجر أو اللاجئين ظلت كما هي طيلة هذه
السنوات رغم أمور الاحتلال الذي طرد هؤلاء من قراهم ومدنهم هو نفس الاحتلال الذي
يجثم الآن على صدور الجميع من المهاجرين اللاجئين في مخيماتهم أو المواطنين في
مدنهم كما أن النظرة الفوقية قد استمرت تجاه أهل القرى المحيطة كما هو الحال في شتى
مناطق الوطن» حيث ينظر ابن المدينة لابن القرية نظرة استعلاء. ويتعامل معه بالكثير
من الفوقية إلا في بعض الحالات النادرة.
أبناء القرى ونساؤهم يزرعون ويجنون ويحصدون ويربون المواشي ويصنعون الجبن
واللبن» ويستخرجون السمن وينزلون للمدينة ويبيعون ما يحملون من سلال التين والعنب
وشتى الفواكه» أو (طباخات) اللبن الرائب أو السمن في أسواق المدينة بأقل وأزهد الأثمان
ثم يشترون احتياجاتهم من الملابس أو الأحذية أو الصابون وغيرها من المدينة بأعلى
الأسعارء ويعودون لقراهم ببعض القروش سعداء راضين والدنيا كلها لا تسعهم.
تجد الصبي و المرأة يحمل أو تحمل سلة التين أو سلة البيضء ينتظر قدوم الباص في
قلب القرية منذ ساعات الصباح الباكر يستعدون» هذا يحتضن سلته وتلك تحتضن جرة
الفخار التي تمتلئ باللبن أو السمن فينطلق بهم (الباص) في تلك الطرق الترابية غير
المرصوفة مسافة طويلة» حتى يجد طريقه المرصوفة فينزلون في سوق المدينة» يتلقف
منهم التجار ما جلبوا معهم وتراهم ينطلقون في السوق يستعرضون بضائع المدينة
ويشترون ما يطيب لهم ثم يعودون لانتظار (الباص) لنقلهم للعودة لقراهم» وقد يضطر
أحدهم بعد عودته إلى موقف الباص في القرية على قطع مسافات طويلة إلى داره وإن
شه
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7382 (4 views)