الشوك والقرنفل (ص 81)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 81)

المحتوى

الفصل العاشسر
في اليوم التالي لقدوم أخي محمود: إلى غزة من دراسته في مصرء كان طالب
آخر من العائدين من مصر للإجازة الصيفية في القطاع قد ضبطت معه أثناء التفتيش
رسالة وفيها قائمة أسماء لمجموعة من الشبان الفلسطينين الذين تم تنظيمهم في مصر
لحركة فتح, ليبدأوا في تنظيم العمل الفدائي في قطاع غزة وفي هذه القاتمة كان اسم
محمودء وبناء عليه تم اعتقاله والتحقيق معه.
قسم التحقيق في سجن غزة كان يسمى (المسلخ) لما يمارس فيه من تعذيب وقهر
وسلخ لمن يدخلونه» وهو عبارة عن مبنى فيه ممر يتوسط المكان»ء عرضه حوالي أربعة
أمتار وطوله عشرون متراً... على جانبيه تفتح أبواب غرف مختلفة الحجم يتم فيها
التحقيق. في هذا الممر الطويل يتم إجلاس المعتقلين على الأرض أو إيقافهم ووجوههم
إلى الجدار وقد غطيت رؤوسهم بأكياس من القماش السميك حتى الأكتاف» وربطت أيديهم
خلف ظهورهم.
الجنود يدورون بينهم يضربون ويركلون ويصفعون دون انقطاع. وإذا شعر
الجنود بأنه قد سّها أو غفا للحظة سكبوا عليه الماء البارد.... يتم بين الحين والآخر
جر(سحب) أحد المعتقلين إلى واحدة من الغرف الجانبية حيث يرفع الكيس عن رأسه ليجد
أمامه مجموعة من المحققين الذين يتحدثون اللغة العربية بصورة تشوبّها اللكنة العبرية
يوجهون له آلاف الأسئلة وخلالها الركل والضرب والصفع دون انقطاع.
أحد المحققين يلعب دور الصديق الحريص على المعتقل؛ » فيخلصه من بين أيدي
العنيقيق المعتدين الذين أوسعوة ضترباً وصفعاً وهو يقول: اتركوه أنا سأتحدة معه: قا
أعرف أن الضرب لا يفيد» وأعرف أنه يريد الاعتراف؛ وهم يتظاهرون بمحاولة الهجوم
عليه وهو يدفعهم لخارج الغرفة فيخرجون. قيبداً بالحديث: معه يالكلام المعسول محاولاً
إقناعه بالاحتر لف رعيث. ل" جدورعم من الإنكار وكل شيء معروف وأنهم سوف ينقضون
عليه وينهكونه ضرباً وتعذيباً حتى يعترفء فما لزوم ذلك وهكذا من الكلام الرقيق الناعم
وقد يقدم له سيجارة يشعلها أو يحضر له كأساً من الشاي؛ فإن نجح في انتزاع اعترافه
طلب منه كتابته» وإن فشل عادوا ليكملوا مهمتهم بالقوة...
له

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set