الشوك والقرنفل (ص 97)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 97)
- المحتوى
-
تخرج حسن من الصناعة وعلى الفور وجد ملة فى لسعو ررشناك تمستا
والخراطة والبرادة في منطقة الزيتون في غزة؛ وبراتب معقولء مع وعد بالزيادة إن أثبت
جدارته وقدراته الفنية وبات واضحا أننا قد دخلنا عصر حياتنا الذهبي بعد سنوات الفققر
و«الفحظ
كنت حينها قد أوشكت على إنهاء دراستي الإعدادية» وإيراهيم ابن عمي كان قد
بدأ الثانئوية وأخي محمد كان في الثاني الثانوي/ القسم العلمي» تهاني كانت قد أنهت
الثانوية العامة وسجلت للالتحاق بدار المعلمات في غزة وتنتظر النتائج في تلك الفترة»
مما بدا وكأن الدنيا تبتسم لنا من جديد.
بعد سنوات من الغياب أطل علينا حسن (ابن عمي من جديد) ولكن بصورة جديدة
كان قد أصبح رجلاً كبيراً ولكنه قد أعفى لحيته وشعرهء ملابس غريبة بصورة موحشة»
مثل ملابس اليهودء وقد لبس في عنقه سلسلة ذهبية ووضع حول رسغ يده سلسلة ذهبية
سميكة» ويلبس بنطال كابوي متآكل عند ركبته وبيديه علبة سجائرء يبدو تماما من كوكب
آخرء طرق الباب فتحت له ولم أعرفه للوهلة الأولى فوضع أصابع يده بين شعري ناثرا
إياه قائلا: أنت أحمد فعرفته من صوته: أنت حسن؟ فقال نعم فصرخت يا أمي يا محمود
هذا ابن عمي حسن قد عاد للدار.
خرج الجميع يجرون من غرفهم تجاه باب الدار وكان حسن قد خطا خطوتين أو
ثلاث الداخل؛ وكل من يخرج جارياً يتوقف كمن أصابته صاعقة» ولا يدري ما يقول» كان
أول من أفاق من الصدمة أخي محمودء تقدم وسلم عليه وعانقه» سلم عليه إيراهيم وأخذه
محمود من يده إلى غرفته ولحقنا به إيراهيم وحسن وأخي محمد وأناء وذهبت أمي لإعداد
الشاي.
وجلسنا في الغرفة وبدأ محمد يستفسر عما جرى معه وكيف وصلت به الأمور؟
وما هي أخباره؟ وهو يحدثنا أنه يعيش في تل أبيب وأنه يعمل في مصنع والد صاحبته
اليهودية؛ وأن وضعه ممتازء وأنه يسكن شقة مستأجرة ممتازة في يافاء المهم أن لسانه
كان ثقيلا وهو ينطق بالعربية ويكثر من استخدام الكلمات العبرية في حديثه.
أحضرت أمي الشاي ودخلت به لتضعه على الطاولة فسألها: : كيف حالك يا مرت عمي؟
أجابت: الحمد لله؛ فقال: المهم يا مرت عمي أنت كسبتي في خيرء طلععت من المخيم
وشفت الدنيا وعشت وأخذت راحتي بدل بؤس المخيم وحرمانه. فقالت أمي متهكمة: (آه - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 5137 (7 views)