الشوك والقرنفل (ص 108)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 108)

المحتوى

فهل التطرق لتلك الموضوعات تم في جلسات لم أكن أحضرها لا أدري. ولكن'
كنت مثلي مثل كل الشباب في المخيم في تلك الفترة» أشعر بشيء كبير من الاحترام
والتقدير لأبي عمار 'ياسر عرفات" الذي أصبح رمزاً للثورة الفلسطينية» وأعتبره قافدي
وزعيميء ولطالما رفعنا صورته في المظاهراتء ولطالما رددنا شعار (بالروح بالدم
نفديك يا أبو عمار) وقد كنا نقول ونردد ذاك الشعار من أعماق قلوبناء وبككل صدق
5
وجديه.
لكني كنت ألاحظ أن أخي حسناً ليس مثلي ومثل الباقين من الشباب في المخيم فلم
أكن أشعو أنه حين يذكر اسم أبي عمار ينفعل أو يتأثر مثلنا وكأنه أي شخص آخر يذكر
أمامه؛ لكنه لم اسمعه ولو لمرة واحدة يصرح بموقف معاد أو مضاد لعرفات أو لمنظمة
التحرير.
وحين يطرح موضوع الشهداء؛ فيقال الشهيد فلان أو استشهد فلان؛ كان أحياناً
يصرح بأن الله هو العالم بمن هو شهيد ومن ليس شهيداء فهذا موضوع مرتبط بالنوايا
والقلوب» وقد كانت صراحته تزداد حين يذكر أن أحد أفراد الجبهة الشعبية استشهد.
كك : ومن يدري أنه شهيد؟ فقد يكون أصلاً غير مؤمن بالله وملحداً فكيف يكون شهيداً
في مثل هذه المواقف كان محمود يحتد ويصرخ عليه من أنت ومن كل مشايخك
كمض مع كيج ل بدنياي مسي
تصدرون الفتاوى على الناس التي تحمل روحها على أكفها وتناضل في سبيل
الوطن. ..فيتمتم حسن بكلمات غير واضحة؛ ويقف بحدة وعصبية» ويغادر المكان فإذا ما
كان فيه محمد وإيراهيم غادرا المكان بعده بقليل» » فتخرب الجلسة وتنفض.
كان الحوار يحتد كثيراً جداً إذا ما كان عبد الحفيظ في إحدى هذه الجلسات فييدأ
بالتهجم على المشايخ وعلى الدين ويصل به الحد إلى القول أن الإخوان عملاء لأنهم
يقبضون رواتب من السعودية» بالإضافة إلى نقاشات فكرية مختلفة وكان حسن يرد عليه
ردودا غاضبة بتهمة الإلحاد وعدم الإيمان بال» وأنهم أذناب للاتحاد السوفيتي الذي كان
أول من اعترف بقيام دولة إسرائيل عام ‎.)١544(‏
كان الكثير من حديث حسن وحواره يعجبني ويجد صداه مع نفسي وأعماق
روحي لكني كنت لا أفهم مواقفه في عدة نقاط وكنت أرى ضعفه واضحاً جلياً حين
يناقشون معه دور ر الإسلاميين في حمل الهم الوطني؛ ودورهم في المقاومة المسلحة ضد
الاحتلال إضافة إلى موقفهم من الشهداء الذين يقضون في سبيل الوطن.
0

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set