الشوك والقرنفل (ص 112)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 112)

المحتوى

فتيات المخيم كن على طبيعتهن دون مواد تجميل دون أي عمليات تجميل؛ حتى
البدائية جداً مثل نزع الشعر وتخفيف الجواجبء ورغم ذلك فقد كن في العادة مثل مكل البدوو
وأجمل ما في غالبيتهن كان الحياء في أوج درجاته فإذا سألت الواحدة منهن ظلت عيونها
نحو الأرض ولو صادف أن وجهت نظرهاء والتقى بنظر أحد الشباب خفضته فورأء والدم
يكاد يتفجر من وجنتيهاء الأمر الذي يزيدها جمالاً على جمالها..
"خليل" أحد أبناء الجيران كان قد بدأ يتعلق بإحدى فتيات المخيم بعد أن التقفى
نظره بنظرها ذات مرة؛ أحس أنه أحبها» وبدأ يحس أنها تباذلة الشتعور» فيد دوم يتتظر
خروجها من البيت للمدرسة وعودتها من المدرسة إلى البيتء دون أن يجرؤ على
الاقتراب منهاء أو يتبادل كلمة واحدة معهاء كان يكتفي في معظم الأيام بأن ترفع عينيها
عن بعد فتلتقي عينه بعينهاء ثم تخفض نظرها فيدرك أنها تبادله ذلك الشعورء ويكتفي
بذلك إلى أن يتمكن من التقدم إلى أهلها ليخطبها منهم بعد أن ينهي دراسته ويجد له عملا
ويجمع ما يكفي لتغطية تكاليف البناء والزواج ليتقدم لخطبتها.
بعض الشبان كانوا يتراسلون مع فتيات أحبوهن. وبعضهن كن يجبن على تلك
الرسائل أي غالبية شبان وشابات المخيم كانوا ملتزمين بالقواعد الصارمة بعدم
الاقتراب من هذا الميدان وقد كنا وفقآ لتعليمات أمي الصارمة وتربيتها السامية أبعد ما
نكون عن هذه الأشياء» ولكن يبدو أن بعض الشبان والشابات قد تجرأوا وأوغلوا في
هذا المجال...وبدأوا يتعاملون معه وكأنه لعبة.
فذات مرة كنت قادما من شاطئ البحر إلى الدار» وبينما التفت عند زاوية الدار وإذا
بإبراهيم ابن عمي عائد من المسجد وإذا بواحدة من فتيات الجيران من تلك الفتيات
اللعوبات ات تجلس عند باب دارهم فحين رأت إبراهيم يسير مستحيياً وهو ينظر إلى
الأرض وفقا لتوجيهات المشايخ في المسجد وتعليمات أمي ووصاياها الدائمة. حين
أصبح قبالتها نظرت إليه وقالت بصوت لعوب (إإنه الكبر لأنه سيدي الشيخ» دخيلك
اطلع علينا ياهل الله ياللي فوق متطلعوا علي ت عبارو عم رسب
انفجر وجهه احمرارا من شدة الحرج والخجل وأصبحت خطوته ثلاثة أضعاف ما
كان» كمن يفر من اعتقال طويل الأمد وظلت تلك الكلمات مطروحة محرجة لإبراهيم,
وجملتي التي أهدده بفضحها لزوجة عمه (أمي) إذا ما لف ودار معي.
كه

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set