الشوك والقرنفل (ص 113)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 113)
المحتوى
انتصار عام ‎١517*‏ ورغم أنه لم تخفف شيئاً عملياً لنا كفلسطينيين كان نقطة
تحول استراتيجية في مشاعرنا جميعاء صحيح أننا لم نر إسرائيل تزول وترحل عن
فلسطين ولم نعد إلى بلدتنا ومدننا وقرانا التي هجر منها أهلنا عام ‎١9547‏ وحتى لم تتحرر
المناطق التي احتلت عام ‎١3717‏ في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء وأن كل
ذلك الذي حصل عمليا هو تقدم الجيش المصري واجتيازه لقناة السويس وخط بارليفء إلا
أننا شبعنا وارتوينا حتى تمام الرضى من هزيمة إسرائيل..
هكذا فهمنا الأمور حينها وصدقنا وآمنا وأقنعتنا بكل عقولنا وقلوبنا أن أسطورة
إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر قد انهارت أمام عظمة وإرادة الجندي العربي الذي خاض
معركة معقولة سواء على الجبهة المصرية أو الجبهة السورية» وكانت رؤوسنا جميعا تكاد
تطاول السماء :فكو | وهز ‎.١‏
ولكن مشاعرنا تلك بدأت تنقلب تدريجياً أمام النبرة الجديدة التي بدأنا نسمعها من
الرئيس المصري السادات حول استعداديته للسلام مع إسرائيل.. وكم كانت صدمتنا
عظيمة ونحن نسمعه يعلن أنه مستعد لزيارة الكنيست الإسرائيلي» والمصيبة كات قد
ألجمتنا تماماً ونحن نسمع المذياع وهو يغطي زيارة السادات للقدس وخطابه في الكنيست
أمام الحكومة الإسرائيلية وأعضاء الكنيست في إسرائيل» لم يكن عندنا في الدار جهاز
تلفزيون. لذا لم نر تلك الصور ولكن التغطية للحدث في المذياع كانت كافية لصدمنا
بصورة أفقدتنا القدرة على إدراك هل كان ذلك حقيقة أم مجرد خيال؟ ويبدو أن الصدمة
أصابت العالم العربي بأسره أو في معظمه حيث أن مستوى التناقضات والخلافات التي
حدثت بين الأنظمة كانت خطيرة وبعيدة الأثر وبصورة طبيعية فقد كنا كفلسطينيين نميل
بكل جوارحنا إلى الصوت المعارض والمضاد والهجومي ضد السادات وضد اتفاقيات
كامب ديفيد» حيث أننا كنا نحب أن نسمع لمحطات المعارضة خاصة تلك المحطة التي
كانت تبث من بغداد.
الحدث الأهم بالنسبة لنا على مستوى العائلة هو أن الجامعات المصرية قد أغلقت
أبوابها أمام الطلبة الفلسطينيين» على خلفية التناقض الكبير بين السادات ومنظمة التحرير
المعارضة بقوة للسلام مع إسرائيل» والذي كان معروفاً واضحاً وصريحاً وقد تتوج بأنه
قام بعض الفلسطينيين بقتل الكاتب الصحفي المعروف "السباعي" على خلفية ذلك» صدر
القرار المصري السياسي بتقليص العلاقات مع الفلسطينيين والذي شمل عدم قبول خريجي
الثانوية العامة الفلسطينيين من القطاع في الجامعات المصرية»ء كما كان من قبل.
لك
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 566 (16 views)