الشوك والقرنفل (ص 125)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 125)
- المحتوى
-
الفصل الرابج عششر
كانت في هذه الفترة قد تفجرت الحرب الأهلية في لبنان وبدأ يشتد وزرها وأصبح
الفلسطينيون في لبنان جزءا مؤثرا ومتأثرا بها. أخبار الحرب من لبنان كانت تفعل فعلها
في الأرلاشي المع تهنا جنن ريت أو عائلة إلا ولها نصيب في تلك الحربء فالشعب
الفلسطيني قد تشتت تشتت مرتين الأولى نكبة عام »١354/ والثانية نكسة 14571ء الأمر الذي
أدى إلى انقسام العديد من العائلات؛» يكون نصف العائلات في مخيمات الضفة ونصفها
الآخر في لبنان» ويكون نصفها في مخيمات قطاع غزة والنصف الآخر في مخيمات
الأردن نافيك عن الذين رحلوا أو رحّلوا خلال هذه السنوات أو الذين خرجوا لأسباب عدة
كالعمل وغيرهدء وانقطعت بهم الأسباب ولم يعودوا قادرين على العودة.
نحن لم يكن لنا أقارب معروفون في لبنان آنذاك» ولكن العديد من جيراتنا كان لهم
أبناء أو إخوان أو أقارب من الدرجات الأولى هناك؛: هؤلاء الجيران كانوا يعيشون على
أعصابهم وهم يتابعون الأخبار ويتناقلونها بين الحين والآخرء بعض النسوة كان لهن أيناء
ممن التحقوا بالثورة وسافروا إلى لبنان ومكثوا فيهاء هؤلاء النسوة كان القلق يقتلهن وهن
يستمعن للأخبارء ويحاولن معرفة ولو أي شيء عن أولادهن. والمشكلة أنه لم يكن حينها
مجال للاتصالات الهاتفية وكان السفر إلى لبنان مكلفا ومعقدا حيث يضطر من يريد
السفر إليها العبور من خلال الأردن حيث لا علاقات لإسرائيل مع لبنان ولا معابر بينهاء
وفوق كل ذلك ما قد يتعرض له من يريد السفر من مشاكل مع مخابرات الاحتلال.
إحدى جاراتنا كان لها ابنان مع الثورة في لبنان. هذه المرأة كادت أن تفقد عقلها أو
حتى فقدته في تلك الفترة كانت تظل شاردة الذهن شاحبة الوجه بدأت تمتنع عن الطعام إلا
نادرا فنحل جسمها وهزل وظلت كوابيس المنام واليقظة تلاحقها بمصير شؤم لأبنائهاء
ونسوة الحارة يحاولن أن يخففن عنها بكل الصور الممكنة كي يبقى آخر ما تبقى لديها من
قوة لتواصل الحياة وفيها عقل تدرك به ما يجري حولهاء وكي يقنعها أن تتناول القليل
القليل من الطعام.
ومع استمرار الحرب وطول أمدها ومع صباح أحد الأيام استيقظ المخيم على خبر
وفاتها دون أن تعرف شيئاً عن مصير ولديها. مع تخرج ابن عمي إبراهيم من الثانوية
العامة وجد نفسه أمام خيار أن يخرج للدراسة في إحدى الجامعات في الضفة (النجاح أو
بيرزيت) تحديدا أو أن يدرس في الجامعة الإسلامية التي افتتحت عامها الأول بحوالي
عشرين طالباً. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 1886 (13 views)