الشوك والقرنفل (ص 135)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 135)
- المحتوى
-
طيلة الطريق إلى الحافلة كانت لا تزال تتردد في سمعي كلمات إبراهيم عن منيرٍ
صلاح الدين الذي أعده قبل تحرير القدس بسنوات ووضعه أمامه ليكون له حافزا ومحركا .
للسير نحو القدس لتحريرها من أيدي الصليبيين وكيف أحرقته الأيدي اليهودية الآثمة عام
6 وأتساءل في نفسي هل من صلاح الدين لهذه المرحلة؟.
انطلقت بنا الحافلة نحو الخليل» حيث مرت في طريقها بمدينة بيت جالاء ثم بيت
لحم ثم مخيم الدهيشة» عرفنا المخيم من شكل بنائه المكتظ المتراص ومن بساطته»ء عرف
إبراهيم أن هذا مخيم الدهيشة ثم أشار إلى الجانب الآخرء فإذا بخيمة قد نصبت في ارض
خالية وعشرات الجنود يحرسونها فقال: هنا يعتصم الحاخام "موشي ليفنجر" أحد كبار
المستوطنين في مدينة الخليل» وهو يعتصم أمام مخيم الدهيشة احتجاجا على عجز قوات
الاحتلال من حماية المستوطنين في طريقهم إلى الخليل من حجارة فتيان المخيم التي
تنهال عليهم ليل نهارء مررنا بعد ذلك بمخيم العروب؛: وبعد وقت وصلنا مدينة الخليل.
حين دخلنا قلب المدينة القديمة» وجدنا أنها أشبه بثكنة عسكرية لقوات الاحتلال.
مئات الجنود هنا وهناك» وعشرات السيارات العسكرية تتحرك في المواقع الحساسة»
والأسلاك الشائكة تحيط بالعديد من المواقع والمباني.
منذ أواسط السبعينيات كان المستوطنون اليهود بدعم وحماية وتغطية قوات
الاحتلال قد بدأوا يسيطرون على العديد من المباني والمواقع في المدينة القديمة يطردون
الناس منها ويسكنون فيها وعشرات الجنود يحرسونهم ثم يبدأون بعمليات بناء وترميم
وتغيير لوجه المنطقة العربية» وفي كل يوم يسيطرون على مبنى جديد أو موقع جديد
والجنود يحمونهم ويدعمونهم.
وصلت بنا الحافلة إلى الحرم الإبراهيمي الشريف. أعداد ضخمة من الجنود
يتمركزون في المكان ويفحصون بطاقات القادمين من العرب ويستوقفونهم بينما السياح
من اليهود والأجانب يتحركون بكل سهولة ويسر صعودا بذلك الدرج (السلم الحجري)
الطويل؛ ثم سرنا في ممر طويل حيث إلى جوارنا ساحة طويلة مفروشة للصلاة» ثم دخلنا
إلى ساحة جانبية تفضي إلى صحن المسجد الرئيسي في الحرم» وفي طرفها الآخر قاعتان
أخريان للصلاة» رأينا أضرحة عديدة كتب عليها أسماء موغلة في التاريخ: إيراهيم»
اسحاق» سارة ويوسف عليهم السلام؛ مجللة بالقماش الأخضرء أدينا في المسجد صلاة
المغرب؛ وتجولنا فيه نتعرف على أركانه وما فيه من تاريخ أمتنا وعقيدتناء ثم خرجنا
حيث اشترينا من الباعة عند الأبواب قطع الملبن والقمردين والزبيب والقطين» ثم انطلقت
بنا الحافلة إلى غزة. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 2594 (11 views)