الشوك والقرنفل (ص 144)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 144)

المحتوى

انطلقت بنا الحافلة إلى القدس ومعنا أحد المدرسين من الجامعة الشيخ يونس وكنا
نريد أن تطير بنا الحافلة للوصول إلى القدس لنجعل أجسادنا درعاً لحماية المسجد
الأقصى وطيلة الطريق كان الشيخ يحدثنا عن فضل هذه الأرض المقدسة وعن فضل
الجهاد فيها حتى التهبت عواطفنا ومشاعرنا فوق التهابها الأصلي.
وصلنا المسجد الأقصى فوجدنا فيه أعدادا كبيرة من الرجال والنساء والولدان»
تجمع كبير غير منظم كنا نحن حوالي ستين؛ تجمعنا في أحد أركان المسجد وشكلنا قيادة
على رأسها إبراهيم» وكان الشيخ هو الموجه والمعبئ؛ تم تقسيمنا إلى عدة مجموعات
أوكلت كل مجموعة بحماية أحد الأبواب التي يفترض أن يأتي منها المعتدون؛ لم يكن لدينا
ما ندافع به غير أيدينا وما تيسر من العصي والحجارة:» أخذنا مواقعنا وقد طلب منا عدم
مغادرتها مهما كان خشية أن يهاجموا المسجد الأقصى من عدة أماكن» والجموع كونها
غير منظمة فهي ستندفع إلى الباب الأول الذي ستأتي الأخبار أن الهجوم حصل منه.
تم تقسيم كل فرقة إلى مجموعتين لأداء الصلوات عند حلول وقتها مجموعة
تصلي وأخرى تواصل الحراسة فإذا أنهت الأولى صلاتها احتلت مواقع الحراسة وذهبت
الثانية للصلاة ثم عادت؛ حين حل الليل وسكنت الحركة وبدا أن الأمور قد تطول اتفق
على أن تذهب المجموعة الأولى للنوم شطر الليل الأول ثم تعود لتذهب الثانية للنوم شطر
اليل الثاني ومجموعة القيادة توزع الأوامز على كل الفرق بحيث كان العمل موحدا
من ظلوا للحراسة بدأ الليل ببرده يتناوشهم» فسارع عدد من الأهالي لإحضار
البطانيات الصوفية وأعطوا كل واحد منا واحدة ليلف نفسه بهاء ونزلنا بجوار الجدران
والأعمدة الحجرية نترقب تداعب خواطرنا كل تلك الأفكار الجميلة عن قداسة المكان
والمراحل التي مر بها والتهامس بأننا والحمد لله قد نلنا شرف الرباط العلمي في الأقصى
لنحميه بأجسادنا من أي عدو آثم.
تذكرنا إسراء ومعراج رسول الله يَييّ وتذكرنا الناصر صلاح الدين واغرورقت
العيون بالدموع وسُمع نحيب البعضء بدلتنا المجموعة الثانية عند منتصف الليل فأعطيناهم
البطانيات ليلتفوا بها والحجارة ليتسلحوا بهاء وانطلقنا إلى صحن المسجد الأقصى نفترش
بعض بسطه ونتغطى بالبعض الآخرء حتى أذان الفجر قمنا وتوضأنا وصلينا الفجر مع
المصلين٠‏
نك

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set