الشوك والقرنفل (ص 153)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 153)
- المحتوى
-
بهت الحاكم» ولم يستطع أن يخفي ذلك وتساعل: : من أين عرفت هذا؟ أجاب
إبراهيم: هذا مكتوب في الكتب» حاول الحاكم أن يعيد الكرة إلى إبراهيم قائلا: أنا أفتخر
أن واحداً مثلك يعتبر الشعب اليهودي قدوة ومثلاً لهء رد إبراهيم: : أنا لم أذكر ذلك كقدوة
ومثل؛ وإنما كنموذج من التاريخ وأنا أؤكد لك مرة أخرى ألا علاقة لي بما يجري. 1
في كل يوم كان إبراهيم يزداد في نظري سمواً واحتراماء فهو الذي تربى يتيما
من أبيه الذي استشهد وهو في الرابعة من عمره؛ ثم تركته أمه وهو لا زال صغيراء
وتربى بينناء وقد أصبح رجلا عصامياًء وقائداً حقيقيا رغم صغر سنه» وصعوبة الظروف
تحت الاحتلال.
كنت أنظر إليه وهو يتحرك في ساحة الجامعة يتحدث مع هذا ويوجه ذاك»
ويصدر أوامره وتعليماته لهؤلاء» ويُسيّر الأمور كما يريدء ثم تجده مفكرا ومناظرا جيداء
وفوق كل ذلك فهو في حيائه كالبكر في خدرها سرعان ما يتدفق الدم إلى وجهه فيحمر
ويكاد ينفجر من وجنتيه.
كان الاحتلال يمنع البناء في الجامعة في محاولة لحصرها والتضييق عليهاء ولم
يكن يد من فرض سياسة الأمر الواقع كان عدد طلاب الجامعة وطالباتها قد تجاوز الألف
وخمسمائة وزاد عدد الكادر الأكاديمي والإداري فيها بصورة لم تجعل لدى أي من طلابها
أو مراقبيها شكاً بأنها قد تجاوزت مرحلة الخطرء وبدأت تخطو في طريق الجامعة
الرسمية.
وكان الأمر قد تحول إلى تحد ضد الاحتلال الذي يحارينا في كل شيء حتى في
التعليم» لذلك رأيتنا ونحن ننشئ الخيام وعرائش سعف النخيل لندرس فيهاء وإبراهيم يقف
على رؤوسنا ويشرف على العمل بكل جد واهتمام» ويزرع في الطلاب روح الإصرار
والتحدي فيأتي الواحد منا للجامعة وهو يشعر أنها جزء من واجبه الوطني أولا قبل همه
الدراسي. بدأ ينطبع اسم (جامعة الخيام) على الجامعة الإسلامية» وكان هذا موضع فخرنا
واعتزازتا ؤلم يكن جوسع الالمتلال لوقو أمام إرادة هب لالم والتعليج؟ قد يدأ ببسام
بالأمر الواقع» وكان علينا التقدم للأمام.
فجأة ودون سابق إنذار تدخل الجامعة عدة شاحنات تقف وتبدأ بتفريغ كميات
كبيرة من مواد البناءء وإذا إبراهيم يتحول من طالب وناشط إلى مقاول حيث انهال هو
وعدد من الطلاب المحترمين والمئات منا يساعدونهم في بناء قاعات دراسية بالطوب
وسقفها بالإسبست. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 4233 (8 views)