الشوك والقرنفل (ص 155)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 155)
المحتوى
بدأت حافلات من اليهود تأتي إلى كافة المناطق مثلاً إلى قلب مدينة غزة أيام
السبت للفسحة وللتسوق حيث الأسعار رخيصة» مع ما في ذلك من تأثير سلبي كبير على
مستوى البلد المحافظ حين تأتي عشرات الحافلات ‎٠‏ التي تقل الفتيات والنساء شبه العاريات.
ضباط المخابرات (مسئولو المناطق) بدأوا يتجولون بسياراتهم (السوبارو) في
الشوارع بل ويوقف أحدهم السيارة في أي ساعة من ليل أو نهار وفي أي مكان وينادي
على أحد المارة ويطلب بطاقة هويته الشخصية ويبدأ باستجوابه أو الحديث معه دون أي
عرابة من العده فون خقية أو قحسي وأأحيانا إذا رأى ما يريبه في أحد الأزقة نزل
جرياً في تلك الأزقة وراء من يريدء هكذا بدلاً من تلك القوات الضخمة التي ما كانت
تستطيع اقتحام المخيم وصل الحال إلى هذا الوضعء وقد تجده يصرخ على أحد الشباب
الذين استوقفهم وقد يصفعه أو يركله ثم يستقل سيارته دون أن بيعي اله يطاقة هريته طالياً
منه اللحاق به إلى مكتبه» والويل لهذا الشاب إن لم يفعل.
حركة العمال للداخل أصبحت بدون حدود أو ضوابطء ونسج العديد من هؤلاء العمال
والحرفيين علاقات صداقة مع أصحاب العمل اليهودي ولم يظل ذلك محصورا في
علاقات العمل فقط بل تعدى ذلك للعلاقات الاجتماعية» فإذا ما طلب هذا العامل إجازة
لمدة أسبوع لأنه يريد الزواج استفسر منه (معلمه) عن موعد ذلك وأخبره أنه سيأتي مع
زوجته للتهنئة وإحضار الهدية. فكثيرا ما تجد سيارة إسرائيلية تحمل إشارة ترخيص
صفراء اللون» تدخل المخيم تتوقف وتسأل سائقها بالعبرية أو بالعربية المكسرة عن منزل
العريس فلان أو العريس علان فيدلونه عليهاء فيوقف سيارته أمام الباب وينزل هو
وزوجته نصف العارية بمعاييرنا في المخيم ويحملون الهداياء ويطرقون الباب» ويدخلون
للبيت ساعة أو أكثر أو أقل ثم ينصرفون دون أن يعترض عليهم أحد.
كانت مخابرات الاحتلال قد بدأت تتغلغل في المخيم شيئاً فشيئاً بش كل ممنهج
ومدروس وما من مجابه لذلك أو معترض يرسل ضابط المخابرات المسئول عن المنطقة
عشرات مذكرات الاستدعاء (تبليغ) للشبان والرجال فيذهبون لمكتبه؛ يجلسون في
التخشيبة ساعات طويلة» ثم يبدأ باستدعائهم واحدا واحداء يضربء يهدد»ء يتوعدء يساوم»
يعزي ويبذل كل جهده في محاولة تجنيد من يستطيع منهم؛ وينجح أحياناً في اقتنتناص
بعض ضعاف النفوسء كل من يريد السفر للخارج للدراسة» لزيارة أقاربه» للعمل؛ كل من
يريد ترخيصاً للبناء» لفتح ورشة؛, أو متجر كل من يريد ومن لا يريد لا بد أن يمرادمن
مكتب ضابط المخابرات حيث يبدأ المساومة ويعرض خدماته المسهلة مقابل خدمات
بسيطة جداً من هذا المواطن.
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 3538 (9 views)