الشوك والقرنفل (ص 159)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 159)
- المحتوى
-
ورغم ذلك تبني محمود فكرة أن نعطيه فرصة ونحاول إصلاحه وإعادته إلى
وضعه الطبيعيء أفرغنا له غرفة الضيوف وبدأنا جميعاً نحاول أن. نشعره بدفء العودة
للعائلة» ولكنه لم يكن قادراً على الشعور لا بدفء ولا بحرارة» وفي كل يوم يحاول
التطاول على أحد الجيران أو الاعتداء على أعراضهمء فتأتي الشكاويء» فييدأ محمود
بالنصح والإرشاد دون جدوى حتى فاض الأمر وطفح الكيل» وبات واضحاً أننا نعالج في
حالة مستحيلة فقررنا بالإجماع طرده من الدار وكان أشد المتطرفين في ذلك إبراهيم.
حين عاد حسن من إحدى طيشاته وقد كان في حالة مماثلة» بدأ إيراهيم الحديث
معه بحدة وعصبية وأخبره بأنه لا محل له عندنا وعليه الانصراف حيث يشاءء ودخلنا
جميعاً لنشارك في ذلك الحديث حيث أوضحنا له ذلك بصورة قاطعة» تناول بعض أدواته
خاصة جهاز تلفازه وانصرف وهو يتمتم بالشتائم معظمها باللغة العبرية وبعضها بالعربية
المكسرة؛ وغاب عنا وقد تصورنا أننا قد ارتحنا منه ومما جلبه لنا من حرج مع الجيران.
بعد أيام جاءتنا الأخبار أنه يسكن في بيت أحد المشبوهات التي فاحت رائحتها
جتى أزكمت الأنوفء ثم بدأت الأخبار تتوالى أنه يعمل في ترويج المخدرات والحشيش
والصور والمجلات الفاحشة. وبات واضحاً لنا أنه على علاقة أكيدة بالمخابرات: وقد
تأكدنا من ذلك حين جاء بعض أصدقاء محمد وأخبروه أن حسن يذهب إلى مكتب أبي
وديع بصورة دورية» ويدخل ويخرج من هناك بدون تشديد أو رقابة أو موانع.
صورتنا وسمعتنا في المخيم كانت على أفضل ما يحب كل فلسطيني طيلة فتقرة
حياتنا بل إن وضع محمود عند فتح» ووضع إبراهيم عند التيار الإسلامي جعلنا كأننا بؤرة
للعمل الوطني والاستقامة الدينية وكما كانت أمي تقول: (الحمد لله كل المخيم بحلف
بحياتكم وبأدبكم) وفجأة يطل علينا حسن هذا ليشوش كل الصورة. أكثر المتضررين من
ذلك كان أخي حسن فكثيراً ما سمع الناس عن الفاسد الكبير والمشبوه 'حسن الصالح"؛ فإذا
ما ذكر أخي حسن اسمه "حسن الصالح" ارتجف السامع وفتح عينيه مستفسراً مستغرباًء
وعلى حسن في كل مرة أن يفسر ويوضح القصة من بدايتها فأحياناً يصدق السامعون
وأحيانا يهزون رؤوسهم وعيونهم تخبر بأنهم غير مصدقين. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 4233 (8 views)