الشوك والقرنفل (ص 165)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 165)
المحتوى
ظلت أمي جالسة على سجادة الصلاة بعد أن أدت صلاة العشاء ما يقارب ثلاث
ساعات والقلق باد عليها ولا تستطيع إخفاءه» حتى سمعت طرق الباب وهو يُغلق» ودخل
إبراهيم فهبت إليه صارخة: أين كنت؟ لماذا تأخرت؟ فأجاب إبراهيم: الحكومة تريد تقريرا
خطيا أم شفويا؟ صرخت مرة أخرى حيث لم يتمكن إبراهيم من تهدئة روعها أسألك أين
كنت؟ ولماذا تأخرت؟ أدرك أن الوضع صعب فأجاب: أحد أصدقائي له مشكلة وذهبنا
لحلها واحتجزنا وقتا حتى أقنعنا والده فرضيء قالت: ألا يصح تأخير ذلك للنهار؟ لا
تتأخر هكذا مرة أخرىء هل تفهم؟ فأجابها ممازحا: السمع والطاعة يا جلالة السلطان»
خرجت لتجهز له الطعام فنادى عليها أن تترك ذلك وأقسم عليها ألا تفعل فهو سيجهزه
كنت أراقب ذلك وبداخلي بركان يكاد ينفجر فلا بد أن أصارحه بأنني قرأت الورقة
وأوضح له الأمرء لا يصح أن أسكت على ذلكء قد يزعل ويخرجء لا ضير ولكن لا بد
أن أخبره.
ذهبت أمي لغرفتها لتنام وخرج هو ليجهز لنفسه العشاء ثم عاد ليتناوله بجواري»
فقد كنا ننام سوية في نفس الغرفة» جلس يتناول طعامه » فسحبت الكرسي وجلست إلى
جواره وقد حرصت على الاقتراب منه وقربت فمي من أذنه وقلت له أرجو أن تعذرني
فقد وقعت حافظة أوراقك منيء وحين جمعت الأوراق التي تناثرت منها رأيت التقرير
المكتوب عن حسنء توقف عن الطعام وقد كادت اللقمة التي في حلقه أن تغصه وتقتله
وقال: ماذا؟ قلت: لا تقلق فأنا أحمد وأنت تعرفني» وسرك في بتر هذا ما حدث ثم لم
أستطع أن أقاوم الفضول فقرأت الورقة.
بدت الحيرة عليه ولم يعد قادرا على التصرفء كان ذلك أصعب موقف أرى فيه
إبراهيم؛ استطردت قائلا: اعتبر أن أحدا لم يقرأ ذلك ولم يره» ولم يرد ولم ينطق أي
حرف...وأنهى طعامه سريعا ثم ذهبنا للنوم.
. في اليوم التالي رأيت أنه يفضل أن ينتظرني ليرافقني إلى الجامعة» خرجنا للجامعة
سوياء في الطريق قال لي مفتتحا الحديث» اسمع يا أحمد أنا واثق أنك لن تذكر ذلك لأحد
ولكن اعلم أن موضوع حسن يقلقني. وأنا شغلت عددا من زملائي ليراقبوه حتى أعرف
ما يفعل أدركت أنه يحاول ذر الرماد في العيون ليخفي عني حقيقة من جهز التقريرء
نظرت إليه نظرة عميقة وقلت: يا إبراهيم العب هذا على غيريء فالتقرير ليس شغل أي
أولاد أو أصحابء هذا شغل ناس تعرف ما تفعل والمعلومات التي فيه معلومات لا يحصل
عليها أي ناس» هذه معلومات ناس مختصة:» ولكن ليس هذا ما يهمني...ما يهمني هو ماذا
ستفعل مع حسن؟! تنهد بعمق وقال: أقسم بالله العظيم أني سأقتله وأريح الناس من شرهء
وأنا أول من يقتلهء ولكن كل: شيء في وقته جميل.
م
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4227 (8 views)