الشوك والقرنفل (ص 181)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 181)
- المحتوى
-
كان يتحدث من أعماق نفسه وروحهء وكأنه في حالة ولادة بعد المخاضء؛ فتساعلت
ألا تعتقد أنك تبالغ في هذا؟ فحسب علمي أن الثوار هم العشاق والأدباءء ضحك وقال: هذا
صحيح هذا صحيح يا أحمد ولكن ليس عندناء ليس في الشعب الفلسطيني هذا صحيح؛ مع
ثوار فيتنام وكوبا والصين الشعبية» لكن يبدو أن قدرنا أن نعيش حبا واحدا فقطء حب هذه
الأرض ومقدساتها وترابها وهوائها وبرتقالهاء ويبدو أن هذه الأرض ترفض أن ينافسها
أي منافس في حب العشاق لها بعشقهم سواها من الصبايا.
شحكت: وقلت: وال لقه, اجقبعت: فيك. القاظطف» ثائر وعاشق وشاعر فما قلته ليس إلا
صورة من الشعرء وهي تغزل في معشوقتك الغيورء ولكني لا أعتقد أن هذا وتناني جسم
عشق واحدة من الصبايا الجميلات: فعشقهن من عشق الوطنء تنهد وقال: مرة أخرى يا
أحمد هل تريد الصراحة؟ قلت لا أريد غيرهاء قال: مثلما قال المثل الشعبي (في هالبلاد
ولاد الحرام لم يتركوا لاولاد الحلال شيء)» يا أحمد الاحتلال لوث لنا كل شيء لوث
أرضناء لوث هدوعناء لوث بحرناء لوث شوارعناء ولوث نفوسناء يا أحمد كم قصة سمعت
بدأت بحب عنيف فى هذا البلد وتحولت إلى سوط يكوي به الاحتلال ظهور المتحابين» يا
أحمد حين تستخدم هذه العلاقة الشريفة المقدسة بيد العملاء إلى أوراق ضغط على العشاق
لإجبارهم على خيانة معشوقتهم الأولى (القدس)ء هل يظل في حياتنا متسع للحب والعشق؟
قلت: أنا متأكد أنك تبالغ وأنك تخلط مفاهيمك الدينية والأحكام الشرعية مع ممارسات
الاحتلال وعملائه فتخرج بمزيج تقيل وحاد من الأفكار. ابتسم قائلا: ومن قال أنه يمكن
فصل المفاهيم الدينية عن واقع الحياة وتفاعلاتهاء يا أحمد أنا قررت قطع هذا الحبل بعد
أن عشقت بكل روحي وجوارحي فتاة ماء رغم أن علاقتي بها ظلت في دائرة المباح
والعفيف, حتى كلمة لم أبادلهاء عشقتها من أعماق روحي وحين ألحح علي ذلك الشعور
الثقيل والحاد من الأفكار إلى حد بعيد سألت نفسي سؤالا: هل أحبها حقا؟ وأجبت
نفسي:بكل تأكيد. فقلت لنفسي حينها: إذا كان حبك صادقا ففي مثل قيود حياتنا كفلسطينيين
يجب عليك التفاني في الحب يترك كل ما قد يفتح أبواب الفساد والشرء ما قد يخدش
صورة المحبوبة أو سمعتهاء وحتى يجب أن توقف نسمات الهواء التي قد تمس وجه
الحبيب: أو تداعب شعورهء تحن السنناا كغيرتا :يا أحمد. ..لسنا كغيرناء وتصبح على خير.
دخل فراشه وسحب الغطاء عليهء فأجبته: وأنت من أهله وسحبت غطائي علي
وأنا أفكر في كل كلمة قالها وأتساءل: هل إنه يبالغ حقا أو أننا لسنا كغيرنا؟!! قصتنا هذه
ليست قصة الايرلنديين أو الخمير الحمر أو الباكستانيين» هذه قصة فلسطينية قصة تربع
في عقدتها المسجد الأقصى. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 2973 (10 views)