الشوك والقرنفل (ص 186)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 186)

المحتوى

يوم السبت الساعة الحادية عشرة قبل الظهرء حافلات عديدة تتوقف في ميدان
فلسطين في مدينة غزة» وينزل منها المئات من اليهود ذكوراً وإناثاء حيث يبدأون التجول
في المدينة وأسواقهاء مجموعات مجموعاتء يتمايلون ويتضاحكون ويشترون ما طاب لهم
ويأكلون ويشربونء» وشارع عمر المختار في المنطقة التجارية المكتظة منه الواصلة بين
ميدان فلسطين وميدان الشجاعية يكتظ بهمء يتحدثون اللغة العبرية وأحياناً يتلفظون ببعض
الكلمات باللغة العربية بصورة مكسرة» فيتضاحك الباعة ويتضاحكون هم كذلك.
عن طرف نازع المفتال» من جهة ساحة الشجاعية يسير "خليل” متسفعاً وبيذه
جريدة القدس مطوية كما هي عادة الكثير من الشبان من أبناء المخيمات وينظر إلى زجاج
محلات (فاترينات) العرض في المتاجرء ومتقدماً رويداً رويداء أصبح إلى جواره أحد
أولئتك اليهود على متر واحد جعله على يمينه» ليمر هو بجوار الحاجز الحديدي الذي
يفصل الرصيف عن الطريق وفجأة سقطت الصحيفة من يدهء وإذا بسكين مطبخ حادة
النصل في قبضته» طارت يده والسكين فيها باتجاه عنق اليهودي للأمام وللخلف بسرعة
البرق لا أكثر ولا أقل» فكانت عتقه قد ذبحث وتدفق الدم منها غزيرا وسقط على الأرض.
كان خليل قد انعطف في شارع جانبي وما أن انتبه الناس وتصايحوا حتى كان قد
ركب سيارة تنتظره يقودها عبد الحميد وانطلقت بصورة هادئة مندمجة في حركة
المواصلات التي تزخر بها شوارع المدينة» خلال ربع ساعة كانت قوات ضخمة من
جنود الاحتلال ومخابراته وشرطته قد حضروا إلى المكان» حاصروه وبدأوا بإجراءات»:
نقلوا جثة القتيل وتفحصوا المكان وبدأوا بحملة تحقيقات بين أصحاب المحلات والمارة»
بعد أيام ليست كثيرة تكرر الحادث في منطقة قريبة.
خليل يرسل سكينة كالبرق إلى أحد المحتلين للأمام وللخلف مرة واحدة ثم تبتلعه
أزقة المدينة» ويختفي مع هوائها الناعس وقوات الاحتلال ومخابراته تقيم الدنيا وتقعدهاء
اعتقالات حجزء تحقيقات...دون جدوى.
ع

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set