الشوك والقرنفل (ص 202)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 202)
- المحتوى
-
عشرات سيارات الجيب تهرع للنجدة» تصطدم في طريقها بالمتظاهرين من كل
زقاق وبعد جهد جهيد يصلون ويخلصون جنودهم من بين الحجارة الغاضبة» عشرات بل
مئات من الجرحى يصلون إلى مستشفى دار الشفاء بعضهم بسيارات الإسعافء وغالبيتهم
بسيارات المواطنين التي تطير عن الطريق وأبوابها مفتوحة» والعشرات يتعلقون بها
مرافقة للجريح والآلاف يحتشدون عند مدخل المستشفى للتبرع بالدم» يشمرون عن
أذرعتهم والطواقم الطبية تدفعهم للوراءء وهم يصرخون أن هذا أكبر بكثير من طاقاتنا
وقدرتنا في المستشفى على الاستيعاب لبحر هائج من الناس عند مدخل المستشفى تنشط
الحركة بصورة أوتوماتيكية كلما أطلت إحدى السيارات تحمل جريحا تطلق بوقهاء وتشغل
أضواءها.
هذا البحر الهائج يهتف بصوت واحد لفلسطين وللشهداء والجرحىء؛ وضد الاحتلال
وقادته وممارساته التي لا تخيف ولا تردع.
قوات ضخمة من الجنود تتقدم لمنطقة المستشفى وتبدأ بإطلاق كميات خيالية من
الغاز المدمع والرصاص الحي ف المتظاهرين وآلاف من الحجارة تنهال على الجنود»
فيزداد إطلاق النار فيندفع الحشد للوراء إلى داخل المستشفى» وصوت واحدٌ يصدر
هادراً: الله أكبر...الله أكبر خيبر خيبر يا يهود...جيش محمد سوف يعود...بسم اللهء الله
أكبر. ..بسم الله قد حانت خيبر فيندفع الجنود وراءهم لمدخل المستشفى فينقض الجميع مرة
أخرى للأمام وقد تزود الشبان بالحجارة في أيديهم» وأمام ذلك السيل الهادر يتراجع جنود
الاحتلال» فيتعثر أحدهم ويقع على الأرضء» يهاجمونه ضرباً وركلاًء ويجردونه من
سلاحه وملابسه العسكرية ويتركونه يجري هارباآ بملابسه الداخلية» ثم يلقون سلاحه بعد
أن حذر أحد العقلاء أن بقاء السلاح سيجعلهم يقتلون ألف واحد مناء ارموا لهم سلاحه
روح الجماهير المعنوية تطير في السماء وهم يرون أن أسطورة الجيش الإسرائيلي
تتحطم أمام حجارة الغضب الفلسطيني العارم؛ والقصص عن المواجهات والشهداء
والجرحى والبطولات تتطاير إلى كل بيت ودارء تذكي في نفوس الشباب والفتيان روح
التضحية والقداء.
في المساء التقى إبراهيم بالشيخ أحمد في منزل الشيخ» حيث أملاه الشيخ نص البيان
الذي سيتم طبعه وتوزيعه في مساجد القطاع في صلاة الجمعة في اليوم التالي.
ب - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 2972 (10 views)