الشوك والقرنفل (ص 206)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 206)
- المحتوى
-
في الصباح اشتعلت المدينة وسقط الجرحىء ونقلوا إلى المستشفى (الشفاء) وبدأت
الجماهير تتدفق إلى المستشفى وحناجرها تتفجر بالتكبير وبصياح: خيبر خيبر يا
يهود...جيش محمد سوف يعود.
عند ساعات الظهر بدأت تتدفق قوات كبيرة من جنود الاحتلال لتحاصر منطقة
المستشفى وتبدأ في مهاجمة المتظاهرين» حسين كان مرابطاً في المستشفى بانتظار قدوم
جنود المحتلين» حين بدأت القوات تتجمعء بدأ يتسلل موزعا الزجاجات إلى وعلى امتداد
جدار المستشفى من الداخل وقد جهز برميلا فارغا قريبا من الجدارء تقدمت القوات
وبدأت تشتبك مع المتظاهرين» نقل حسين البرميل ووضعه إلى جوار الجدار» وتناول
إحدى الزجاجات وصعد على البرميل.
أشعل الفتيل ثم ألقى الزجاجة على إحدى سيارات الجيب التي يمترس بها الجنود من
سيل الحجارة» انكسرت الزجاجة: واشتعلت على سيارة الجيب؛. وعلا صراخ الجنود فيها
وتراجعت القوات للوراء وهي تطلق النار إلى المكان الذي ألقيت منه الزجاجة» كان
حسين قد نقل البرميل للوراء وبينما الجنود مشغولون بالحجارة» وبمكان إلقاء الزجاجة»
تناول زجاجة ثانية صعد على البرميل» أشعل الفتيل وألقاها باتجاههم. وهكذا مرة من
الأمام وأخرى من الخلف» وحجارة الحشد الهائل من الناس تنهال عليهم.
استمرت الاشتباكات حتى بعد غروب الشمس بوقت طويلء» أربعون زجاجة
حارقة ألقاها حسين وحده في هذا اليوم ودون تنسيق مع أحد سوى مساعدة حسن له أثناء
الليل.
صبي أخذ المطرقة التي يستخدمها والده في أعماله وأحضر بعض المسامير»
وأخذ يدق في بعض القطع الخشبية الصغيرة المسامير» ثم يثبت تلك الأخشاب في طريق
تأتي منه سيارات الجيب العسكرية» حين تبدأ بمطاردة المتظاهرين» بحيث يكون الطرف
المدبب من المسمار باتجاه الأعلى. وأخر كان يدق المسامير في جانب إحدى العلب ثم
يدفنها في التراب لتعطب إطارات سيارة الاحتلال.
يجلسان من بعيد يرقبان نتائج عملهماء ثم تأتي سيارات الجيب مسرعة لتلتف من
وراء المتظاهرين؛» مما أدى إلى عطب إطارات أربع منها وتتوقف وقد أغلقت الطريق
على الأخريات فيضحك الصبيان ويقفزان طرباً وهما يرددان النشيد اليومي الذي عمّ كل
القطاع: خيبر خيبر يا يهود...جيش محمد سوف يعودء ولا ينتبهان أن عليهما رفع
المسامير التي ظلت وراءهما.. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 3524 (9 views)