الشوك والقرنفل (ص 213)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 213)
المحتوى
العدد كان يجري أربع مرات في اليوم. يعلن أحد الجنود العدد بمكبر الصوت وعلى
الجميع الخروج من الخيام والجلوس في الساحة الواسعة أمام القسم متربعين بصورة
منتظمة وفق الأرقام التي أعطيت لهمء ويبدأ العدء يقول الضابط الرقم ويقول الأسير اسمه
أو يقول الضابط رقم الأول الذي يجب أن يجيب بنعم ثم يبدأ الثاني بقول رقمه وهكذاء
وإذا حدث أي خلل تم البدء من جديدء ساعة» ساعكان كانت يستسر العدد أحياناً والجمع
جلوس على الأرض والبنادق من وراء الأسلاك الشائكة موجهة إليهم والجنود على أبراج
الحراسة يوجهون فوهات رشاشاتهم الثقيلة نحو الجمع» وحول الجمع عشرات الجنود
يحملون الهراوات.
طعام الخمسة أو السبعة لا يكفي واحداً والملابس متسخة وغير كافية» وليست
مناسبة حيث إن معظمها واسعة جدا يضطر الواحد من المعتقلين إلى ربطها بقطعة من
القماش كي تثبت على وسطه.ء والمياه قليلة وشحيحة» الحمام مرة كل أسبوع؛ وخلال
خمس دقائق يجب أن يكون قد أنهى» المراحيض صف متجاور من الأكشاك الخشبية
الصغيرة مثبتة فوق حفرة طويلة كخندق» حيث لا يوجد صرف ولا مياه.
لا زيارات أهل؛ ولا رسائل» ومندوبو الصليب الأحمر الذين يأتون للزيارة لا يفيدون
بشيء عملي سوى كتابة التقارير عن الوضع المأساوي من الناحية الإنسانية ورفعها
للجهات العليا.
بدأ الأسرى خلال الأسابيع الأولى يحاولون الانتظام وترتيب صفوفهم في محاولة
لتحسين ظروف حياتهم وفرض احترامهم على السجانين الأفظاظ. وعلى الفور ثارت
مشكلة التمثيل الفصائلي حيث إن الفصائل الممثلة في منظمة التحرير فتح الجبهة الشغبية
والجبهة الديمقراطية وغيرها من التنظيمات الأخرى اجتمعت واتفقت تفقت على عدم الإقرار
بوجود تنظيمات إسلامية لا حماس ولا جهادء وأن على الأفراد الذين يأتون للسجن العيش
تحت مسئولية أحد تنظيمات منظمة التحرير فقطء ولا يمكنهم العيش بصورة مستقلة.
أعدد الأقراد التابعين لمتظمة التحرير أكير بكثيرء وكان واضحا أن الأمر يفرض
بالقوة وأن من يرفض قد يتعرض لما يكره من العنف والإرغام.كان على القلة من
الإسلاميين قبول الأمر الواقع مؤقتاً والعيش بصمت حتى حينء وكان على إيراهيم العيش
وفق تلك المعادلة...ينظر إلى محمود نظرات استنكار طويلة» يبتسم محمود رافعاً كفيه
مشيراً بهما وكأنه يقول: ما العمل؟ ليس لديك خيار وعليك أن تسلم بالأمر الواقع بالعيش
تحت مسئوليتي المباشرة فهز رأسه إبراهيم وكأنه يقول: مهلاً مهلاً...فإن لكل أجل كتاباً.
ع
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2912 (6 views)