الشوك والقرنفل (ص 216)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 216)
المحتوى
إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والبلاستيكي
والاعتقالات وتكسير العظام من قبل قوات الاحتلال مستمر ومتصاعد وفعاليات المنتفضين
تتزايد والتناسب بين الشبان والفتيات يتصاعد. وعند كل زقاق عندما يجتمع الفتية ويجدون
وقتاً للحذيت: يبدا كل واحد منهم يُظهر آثار الهراوة التي شجت رأسه وآثار الغرز لا
تزال بارزة» ومن لم ينل أياٌ من تلك الأوسمة حاول التهرب بفتح موضوعات أخرى
لحديث» أو اقتنص فرصة قدوم سيارة الدورية ليطير إليها وقد التهب حماسا يريد وساما
مثل باقي زملائه وأقرانه» فهو ليس أقل شجاعة؛ ولا رجولة من أي منهم.
كي تتمكن مخابرات الاحتلال من تحديد الناشطين والفاعلين في تحريك الأحداث
فكانت تضطر إلى تشغيل عيونهاء ودفعهم ليكونوا قريبين من أماكن الصدام والمواجهات
وعند أبواب المساجد. بعض هؤلاء كانوا معروفين من قبل بسوء سمعتهم» وشك الناس
فيهم» وقد كان البعض منهم يأتي للقيام بدوره بصورة مكشوفة ومفضوحة:» وملفتة للنظر
فيراه الشبان فينسحبون من المكان ثم يعودون ملثمين كيلا يعرفهم ويشخصهمء فينقل
أسماءهم للمخابرات التي تأتي لاعتقالهم.
في إحدى المرات وبعد سقوط أحد الشهداء وحين أخذ جسده الطاهر إلى المسجد
للانطلاق بمسيرة دفنه» يجتمع حشدٌ هائل من رجال ونساء وأطفال المخيم فيأتي أحد
أولئك المشبوهين ويقف على زاوية الشارع المقابل بصورة تثير حفيظة الناس وتقلق
النشطاءء فيبدأون بالانسحاب والعودة ملثمين والجمع يحتشد ويزدادء وإذا بأحد الشبان
الملثمين يصرخ بالجمع لماذا نظل ساكتين من هؤلاء الخونةء وهم يراقبوننا ويرسلون
أسماءنا للمخابرات فيأتي الجيش لاعتقالنا ونضطر للاختفاء أو التلثم (وضع اللثامات)
يجب أن يختفوا وأن يخافوا همء وصرخ بالجمع أن يهاجم ذلك المشبوه المعروف؛ ودون
تردد تدفق الجمع وراء ذلك المشبوه يركلونه ويضربونه» وكادوا يقتلونه فخلصه من بين
الأرجل أحد العقلاء صارخا هل تريدون قتله؟ كفى وسحبه وقد تورمت كل أنحاء جسمه.
ظاهرة ضرب المشبوهين وما يُسمى (يقمعهم) انتشرت كثيرا حيث أن الكثيرين من
هؤلاء اعتادوا على مراقبة المتظاهرين أو الملثمون وبصورة حمقاء ومكشوفة وكثيرا ما
كان أحدهم يطارد مجموعة من الملثمين مسافات طويلة كي يتعرف عليهم حين يخلع
الملثمين أقنعتهم» » فكان المتظاهرون أو الملثمون يضربونه ضربا أ مبرحاً وكثيرا ما كاد
الأمر أن يصل إلى موت أحدهم.
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2912 (6 views)