الشوك والقرنفل (ص 218)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 218)
المحتوى
حققت تلك القوات أهدافها بالاعتقالات أو بالجرح والتصفية من ناحية» وكذلك ,
بإثارة نزعة الخوف لدى العامة من ظاهرة الملثمين» ولكن لم يكن من الصعب بعد قليل
من التجربة أن تعتاد الجماهير على ذلك» وتصبح لديها القدرة على اكتشافه.
وفي مرات عديدة تورط أفراد هذه القوات بين حشود هائلة أو بين أعداد كبيرة
: بلحم ميدي الكأس الذي طالما أشربوه لهؤلاء الشباب وهذه الجماهير؛
وأحياناً كانت تحدث ب بعض الإرباكات حين تشك الجماهير في مجموعة من الملثمين من
شبان الانتفاضة فتحاول مهاجمتهم فيضطرون للكشف عن هوياتهم الشخصية خشية أن
وقد سرت إشاعات واسعة لدى الجماهير أن بعض العملاء يشاركون في
القوات الخاصة التي تهاجم الشباب» حيث نجح بعض المتظاهرين في أكثر من مرة حين
هاجمه أفراد هذه القوات في نزع اللثام عن أحدهمء فعرفه أو عرفه الناس الذين هبوا
لنجدته» لذا فقد زادت النقمة على العملاء فإذا ضبط أحدهم نال أضعاف سابقيه ممن
ضبطوا من قبل.
أعداد المعتقلين في معتقل النقب زادت وبلغت بالآلاف»: وأصبح المعتقل مقسما
إلى أقسام لها أرقام تعرف بهاء وظلت سياسة إدارته على نفس الأسلوب من القمع
والعنف؛ على أي شيء يتم استخدام العنف والضربء ويغرق القسم المعني ببحر من
الغاز المسيل للدموع؛ أو يأتي قائد المعتقل حيث يهدد ويتوعد ويرغي ويزبد.
في إحدى المرات طال وقت الجلوس في انتظار العدّء حين جاء العدّ أخطأ
الضباط عدة مراتء وكلما أخطأ عاد وبدأ من جديدء» حتى تعب الجلوسء فحدثت ململة
واضحة من الذي تحدث؟ لا أحد يجيب» من الذي تحدث؟ لا أحد يجيب لأنه لم يكن حديث
من شخص محددء توتر الجو وحشدت قوات كبيرة» وجاء قائد المعتقل يهدد ويتوعد ويتهم
الموجودين بالجبن؛ وانه لا يوجد فيهم رجال» ثم يسأل من الذي تحدث؟ وقف أحد الشباب
واقفآا صارخاً اعتبرني أنا الذي تحدثتء وليكن في علمك أننا كلنا رجال» وجنودك الجبناء
فأنتم ترتعدون والسلاح بأيديكم» رفع قائد المعتقل سلاحه تجاه الشاب الذي لم يتردد لحظة
واحدة ولم ترف له عين وظل واقفاً فأطلق عليه رصاصة واحدة بين عينيه فسقط شهيداً.
دنه
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2221 (12 views)