الشوك والقرنفل (ص 250)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 250)

المحتوى

من خلال تكثيف حملات المطاردة والتفتيش عن المجاهدين والتحقيقات وراءهم
كانوا يضطرون لتغيير أماكن اختفائهم بين الحين والآخرء لذا فقد كان بعض المساعدين
يحصرون مهمتهم في البحث عن بيوت مستعدة لهؤلاء المطاردين لإيوائهم لليلة أو أسبوع
أو أكثرء عثر أحد المساعدين على أحد الإخوة ممن أبدى استعداده لإيوائهم» فانتقلوا إلى
بيته الذي ب يقع إلى جوار بيوت إخوانه الثلاثة» مشدداً ذلك الرجل على أهل بيته ألا يجعلوا
أحدا وكسر ورجود السواسين» لأن ذلك قد يعرضهم للخطرء ومن خلال هذا البيت يخرج
المجاهدون لإحدى عملياتهم؛ حيث يكمنون على جانب الطريق لدورية» يطلقون عليها
النار ثم ينسحبون بهدوء وبشيء من التمويه يدخلون إلى البيت الذي يأويهم.
بعد دخولهم بساعة يأتي أبو العائلة الكبير لبيت ابنه»ء ويحس بوجود غرباء في
البيت» ويدرك ابنه ذلك فيتدارك الأمرء ويخبره أن لديه ضيوفاً لوقت قصير جداء يجلس
الرجل وبعد دقائق تر ترتسم على شفتيه بسمة عريضة:؛ ويمد أصابعة ليبرم شاربه ويقول
فجأة: خذوا راحتكم أيها الشباب» فحقيقتكم لا تخفى على مثلي!!! ارتبك الشباب ونظر
بعضهم إلى بعض دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة» فواصل الشيخ مختصراً عليهم الحرج
رائحة البارود على ثيابكم فقد كنتم تطلقون النار قبل ساعة إلى ساعتين» صعق الشباب
وغاص كل واحد في نفسه لا يدري ما يقول؛ فواصل الشيخ: لا تشعروا بالحرج.ء فو الله
إنكم أحب إلى من كل شيء في هذا الكون: ثم نظر إلى عماد وقال: لا بد أنك عماد؟
فلل لقي يتستون. مله أن. قد سيمة روي وه مراع خ المحتلين»ء غرق عماد في عرق
خجله وغمغم: أنا عماد يا حج ولكن. ..قاطعه الشيخ لا لكن ولا غيرهء لقد سمع الجميع
عن يططولاتك» لنت وإشوللاده سلم الك ليديكب خنوا رالعتكم با ابمتال. ..خذوا راحتكم؛ شعر
الشباب أن الأمور مكشوفة بحقء وطمأنهم كلام الشيخ؛ فبادر عماد بالسؤال: ولكن كيف
عرفت يا حاج كل ذلك عنا؟ قال الشيخ بعد أن تبسم: إن من يذوق طعم الجهادء ويتنشق
طعم البارود في ساحات الرجولة» لا ينساها يا أبنائي وقد شرفني الله بذلك قبيل ضياع
بلادناء وقد شممت رائحة البارود على ثيابكم؛ وكان الجدير بكم أن تغيروها فور وصولكم
وتلقوها لزوجة محمد كي تغسلها على الفورء افعلوا ذلك في المرات القادمة» تساءل عماد
وهو يبتسم: ولكن كيف عرفت أني عماد؟ أجاب الرجل: سمعت ما يقال عن عملياتكم من
الأولاد وفي الأخبارء فتصورت بخيالي عيون ذلك المجاهد؛ حيث رأيتكم وشممت رائحة
البارود عرفتك من عيونكء؛ فالعيون لا تكذب يا عمادء العيون لا تكذب يا بني.
لك

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set