الشوك والقرنفل (ص 253)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 253)
المحتوى
كنا في فرح على فوز رجل اختار طريقه وقام بواجبه؛ ففاز بأعلى وأثمن ما يتمناه
لجال سن فى ستل حال شصبغله وكنا في حزن علي فراق .رول عر أن قر لقه كنوه
فراغا ليس:من السهل أن تملاه أو يملوه غيره. ٍ
فور سماعنا الخبر سقطت دمعة حادة على وجنة إيراهيم» مسحها سريعا وهو يحاول
إخفاء ذلك ثم قال: الحمد لله الذي أكرمه بالشهادة» والله إن ياسرا يستحقهاء نسأل الله أن
يتقبله في الصالحيين والشهداءء ثم خرجنا مسرعين لنقوم بواجبه» فنقف مع أهلهء أقمنا
عريشا كبيراً مغطى (بالشادر) وأحضرنا الكراسي وجلسنا مع عدد من أهله وجيرائه
لاستقبال وفود المعزين. رأيت أمه وزوجته في حالة غريبة كذلك» يغالبهما البكاء وأمي
إلى جوارها وهما تحاولان أن تواسياها بدلاً من أن تفعل هي ذلك وتقول إحداهما: الحمد
لله لقد نال أسمى ما تمنى...الحمد لله وقد كان يشدد علينا ألا نبكي عليه قائلاً: الشهداء لا
يبكى عليهم ولا يتم العزاء فيهم»ء وإنما يودعون بالزغاريد»ء ويبارك لأهلهم باستشهادهم,
فتنطلق زغاريد النساءء فلا أمتلك القدرة على حبس دموعيء وأنا أعجب لهذه الحالة التي
هي بهاء فقد اعتاد شعبنا أن يبكي الشهداءء أما الآن فبالزغاريد يودعون» والأعجب أنهم
كانوا يوزعون البقلاوة على الذين جاءوا للعزاءء فيرتبك المعزون هل يرددون كلمات
العزاء أم كلمات التهنتة والمباركة.
وبينما نحن في خيمة العزاء جاءت قافلة كبيرة من سيارات ومركبات الاحتلال»
داهمت المكان» واقتحمت بعض المركبات الخيمة» فهدتها وكسرت بعض الكراسي»
فانفتحت مواجهات عنيفة بين الحشد وبين قوات الاحتلال» بعد انصرافهم أعدنا نصب
الخيمة» وعاد تدفق وفود المعزين كما كان دون توقف.
يومها وزعت صور ملونة كبيرة للشهيد وقد تنافس الناس على أن تنالهم إحداهاء
وألصق الكثير منها على جدران الأزقة في المخيم» فلا تسير في زقاق إلا وصورته
أَمَامك» وصنع الكثيرون لها إطارات وعلقوها على واجهة غرفة الضيوف عندهم. أما
إبراهيم فلم يعلق الصورة؛ وحين سألته لم لا يُعلق صورة صديقه الحميم؛ ؛ قال هي معلقة
في أعماق روحي يا أحمدء وقد كانت زوجته حاملاً فقال: كن .رقت ولدآ سأسسيه يآدسراً
إن شاء الله.
يحيى يترك بيرزيت في عطلة نهاية الأسبوعء عائداً إلى قريته» وبعد رؤية أهله
خرج لصلاة العصر في المسجد هناكء التقى بأحد أصدقائه وخرج معه للالتقاء ببعض
المطاردين من المجاهدين الذين يقيمون في القرية.
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2907 (6 views)