الشوك والقرنفل (ص 274)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 274)

المحتوى

وعلى سقف مسجد مصعب بن عمير في حي الزيتون بغزة» كان يكمن فتى لم يبلغ
العشرين من عمره يرقب الطريق» وفي بيت مهجور بالقرب من المسجد كان عماد
وإبراهيم يكمنان في انتظار صفير الفتى» في يد عماد بندقية (أم ‎)١7‏ قصيرة» وفي يد
إبراهيم بندقية كلاشينكوف»؛ وعلى جنب كل واحد منهما خزنات إضافية من الرصاصء»
ومن بعيد أطلت سيارة جيب لدورية من جيش الاحتلال فيها ثلاثة جنود» صفر الفتى
صفرته الأولى» فاستعد عماد وإبراهيم؛» ثم صفر صفرته الثانية» كانت سيارة الجيب قد
أصبحت أمام البيت المهجور تركاها تتقدم متراً إضافياً ثم انطلقا يطلقان عليها نيرانا
أوتوماتيكية.
انكفأ الجنود الثلاثة على وجوههمء وظلت السيارة مندفعة إلى الأمام حتى ارتطمت
بأحد الأبواب لمخازن مقابلة» وعماد وإبراهيم يجريان وراءها وهما يغيران خزانات
بنادقهما للمرة الثانية» ويواصلان إطلاق النارء حين ارتطمت السيارة وتوقفت؛ كان عماد
وإبراهيم قد وصلاهاء عماد يسحب الجندي من السيارة إلى الأرضء» يضع قدمه على
رقبته» ويطلق طلقة أخيرة على رأسه؛ إبراهيم يصور المشهدء ثلاثة مشاهد مع ثلاث
صورء حمل عماد وإبراهيم ثلاث بنادق جديدة» كانت سيارة الانسحاب قد وصلت؛:
ركباها وانطلقت بهما.
في نفس الوقت على الطريق العام بين الخليل وبيت لحم كان أربعة من المجاهدين
على رأسهم أبو رشدي يكمنون خلف الصخور على جانب الطريقء وفي يد كل واحد
منهم بندقية رشاشة أوتوماتيكية...في انتظار مرور أي مركبة إسرائيلية» مرت حافلة تقل
عددا كبيراً من الجنود حين أصبحت قبالتهم انفتحت عليها نيران البنادق الأربعة حمم من
الجحيم» اندفعت الحافلة للثمام عشرات الأمتارء ثم توقفت تدريجياً على جانب الطريق»
في نفس الوقت وصلت سيارة الانسحاب استقلها المجاهدون» وطارت بهم في إحدى
الطرق الفرعية الترابية بين الجبال» سارت السيارة مسافة طويلة مبتعدة عن مكان
العملية» وعند إحدى الالتفافات في الطريق المتعرج» وعلى بعد عشرات معدودة من
الأمتار كان هناك حاجز للجيش» أربعة جنود من جيش الاحتلال يقفون على جانب
الطريق يشهرون أسلحتهم ويشيرون للسيارة بالتوقف سأل خالد السائق ماذا أفعل؟ أجاب
أبو رشدي بصوت صارم: تظاهر بأنك تريد التوقف: وحين تصل انطلق بسرعة وكل
واحد منا يطلق النار على الجنود الذين يقفون على اتجاهه؛ نرفع البنادق ونبدأ في نفس
اللحظة على بعد خمسة أمتار منهم...جاهزون؟ فرددوا: جاهزون بعون اللله.
ننه

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set