الشوك والقرنفل (ص 321)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 321)

المحتوى

في إحدى غرف سجن غزة المركزية يلتف خمسة عشرة سجيناً حول التلفاز
ويشاهدون نشرة الأخبار المسائية وهي تتحدث عن الأحداث والمواجهات وسقوط عشرات
الشهداء ومئات الجرحى.
في هذا اليوم ستعرض نقاط -الاحتكاك» وما كان عليها من مواجهات وصدامات
وشهداء وجرحى عند بوابة صلاح الدين في مدينة رفح» ومواجهات وصدامات وشهداء
وجرحى عند حاجز التفاح غربي مدينة خان يونسء وكذلك الحال عند مستوطنة (كفار
داروم) قرب بلدة دير البلح. والوضع أصعب بعشرات المرات عند مفرق الشهداء بالقرب
من مستوطنة(نتساريم) شهداء وجرحى عند معبر ايرز الحدودي وشرقي الشجاعية»
وصورة شبيهة في نقاط الاحتكاك في الضفة الغربية» كمدينة القدس وحولها في أطراف
مدينة رام الله وعند قبر يوسف في نابلس وحول جنين ومخيمها.
صمت مطبق يسود الغرفة أثناء نشرة الأخبارء وما إن انتهت حتى بدأت التعبيرات
عن الغضب تصدر عن أولئك الشبان في تلك الغرفة» وغيرها من غرف السجنء هذا
يصرخ مكبرا: الله أكبر ماذا يحدث يا ناس؟ والثاني يضرب السرير بقدمه صارخاً: إلى
متى يظل هذا الحال؟ والثالث يضع رأسه بين يديه يعصرها دون أن ينبس ببنت شفةء
والرابع يضرب رأسه بكف يده » وهكذا من التعبيرات الغاضبة أو غير الرزينة.
إبراهيم يجلس على حافة السرير وقدماه تتدليان على الأرضء وقد أسند ذراعيه على
ركبتيه وأسند رأسه على كفيه» والتزم الصمتء أحد الشبان توجه إليه بالقول: ما رأيك يا
إبراهيم؟ نظر إليه إبراهيم قائلاً: هذا هو حالناء أرواح ودماء أبناء شعبنا صارت حقلاً
لتجارب أوسلوء فإن تنجح بها ونعمتء وإن لم تنجح فما المانع أن نبدأ من الصفرء هذا هو
الحل؛ كل تضحيات الانتفاضة الأولى ذهبت هدراء والآن وصلت الأمور مع السياسيين
والمفاوضينء إلى طرق مسدودة: فما المانع من أن تبدأ التجربة من جديد!!
مئات بل آلاف الشهداء سيسقطونء, وعشرات آلاف الجرحىء؛ وستجد من يأتي ليطرح
مرة أخرى الذهاب إلى أوسلو جديدء أو سمه ما شئت أن تسميهء وهكذا بعد كل جولة من
جهاد وكفاح شعبنا يأتي السياسيون ليقطفوا الثمرة؛ لأنهم يسارعون في قطاف الثمرة قبل
أوانها فإنهم يعاقبون بحرمانهاء فلا الثمرة تبقى على الشجرة حتى تثمرء ولا ينتفع بها حين
قطافها فهي لم تنضج بعد. هكذا كان الحل مع انتفاضة شعبنا الأولى» ولأن علينا أن نبدأ
من جديد ليأتينا من يتوهم أن الثمرة قد نضجت وآن أوانهاء فيدمر كل ما ضحى شعبنا من
أجله. هم

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set