الشوك والقرنفل (ص 329)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 329)
- المحتوى
-
كنا نجلس نحن في غرفة أمي ونهم بالخروج إلى غرفتنا حين قطعت البرامج العادية
في التلفاز وبدأ يبث بثا حيا من المكان» وبدأت تأتي التصريحات المنددة والمستنكرة
والمُدينة والشاجبة لهذه العملية الإرهابية في كافة الجهات. نظرت إلى إبراهيم وكأني أقول
له: ما رأيك أنت في هذا ففهم قصدي وقال: ألا ترون هذا العالم الظالم» شعبنا يُذبح على
مدار ثمانية أشهر متصلة» وجيش الاحتلال يصب على رؤوسنا جهنم أسلحته» ويستخدم
ضدنا ترسانة أسلحته المتطورة» طائراته ودباباته وكل أسلحته»: والعالم في حالة من الصم
والبكم؛ وعند أي عملية من طرفنا الطرف المظلوم المغلوب المقهورء الذي يطالب بحقه
في الحد الأدنى من الحياة الحرة الكريمة تتعالى الأصوات حتى من أبناء أمتناء وحتى من
بعض أبناء شعبناء تندد وتستنكرء لكن كل هذا لا قيمة له» فهذه الملايين من الرباط حتى
جاكارتا كانت منذ أيام تهدد في الشوارع مطالبة بهذا ألم يسمعها العالم؟ وهي تهتف
الانتقام الانتقام يا كتائب القسام» فأي انتقام غير هذا أرادت جماهير أمتناء وإذا كانت
جماهير أمتنا تريد هذاء وهو حقنا في أن ندافع عن أنفسنا فما الضير في ذلك؟
في شهر يوليو حاولت قوات الاحتلال بمروحياتها وطائراتها ودباباتها وصواريخها
الموجهة وقواتها الخاصةء وأساليبها الخبيثة باستخدام عملائهاء القيام بخمس وتسعين
عملية اغتيال في الضفة الغربية وقطاع غزةء وقد نجحت في حوالي ثمانين منهاء حيث
حصدت أرواح العشرات من ناشطي وكوادر الفصائل الفلسطينية المعروفة». قذائف
صاروخية تخترق نوافذ ومكاتب مركز الدراسات الإسلامية في نابلسء التي تقع في بناية
كلها شقق سكنية» فتقتل جمال سليم» وجمال منصورء وأربعة آخرين من العاملين في
المركزء وتخرج الجماهير في نابلس وفي كل مدن وقرى ومخيمات الوطن تهتف مطالبة
بالرد الرادع للاحتلال عن جرائمه؛ مئات الآلاف تصرخ بأعلى صوتها الانتقام الانتقام يا
كتائب القسام» أصوات هادرة تطالب بوضع حد لجرائم الاحتلال الذي بدأ يمارس سياسة
واضحة أسماها قادته سرا بسياسة اصطياد الناشطين» بحيث يسمح للقوات المحتلة من
خلالها باقتناص أي ناشط فلسطيني من أي الفصائل» يندرج اسمه في لائحة طويلة من
المستهدفين» ومن يرد اسمه في أي من التحقيقات التي تجريها مخابرات الاحتلال أو يرد
اسمه في أي تقرير يرفعه أحد العملاء.
صحفية شابة فلسطينية تنطلق إلى مدينة القدس تبحث عن هدف مناسب لعملية فدائية
كبيرة» تجد أحد المطاعم المكتظة» في اليوم التالي وهي تحمل عبوة ناسفة أخفيت في
إحدى الأدوات الموسيقية» ومن خلفها يسير أحد الشبان خالي اليدين كيلا تشك فيه قوات
الأمن المنتشرة في كل مكان تحسبا من عمليات فدائية.
ع - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 1218 (16 views)