الشوك والقرنفل (ص 334)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 334)
- المحتوى
-
وأما من يصرحون أن شعبنا تعب فهم حفنة من أصحاب المصالح السياسية أو
الاقتصادية» حفنة قليلة» أما الشعب الصابر فهو مستعد للتضحية بكل غال وثمين من أجل
عزاتة:وكر آففته ومقدساتة: ا 0
شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره يلبس زياً عسكرياً مرقطاء ويضع على
رأسه قبعة خضراء مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ كتائب الشهيد عز الدين
القسام يحمل بندقيته» ويعلق على وسطه عددا من القنابل اليدوية» فينزل من السيارة»
ويدفع باب دار "أبو نضال" في الشجاعية؛ داخلاً لوسط الدارء فتقفز أم نضال قائلة: ولدي
الحبيب محمد ما هذا يا ولدي؟ يبتسم الفتى قائلاً: سأذهب في عملية استشهادية يا أماهء
تصمت الأم للحظات» فقول محمد هل تذكرين يا أماه هذه الزيتونة؟ ويشير إلى الزيتونة
التي استشهد تحتها عماد قبل سنوات هل تذكرينها يا أماه؟ هل تذكرين عماد؟ وهل
تذكرين كم أحببنا ثمرها لأنه امترج برورج عمد هل تذكرين .كيف ربيتموتا على حب
فلسطين والقدس والجهاد والتضحية؟ الآن جاء الموعد يا أماهء فلقد رأيت نفسي أقتحم
عليهم موقعهمء أقتلهم كالنعاج ثم استشهدء ورأيتني بين يدي رسول الله ييٌْ في جنات
النعيم» وهو يهتف بي مرحى بك يا محمد مرحي يك
ترقرق الدمع في عيني الأم» ومدت يدها إلى طرف منديلها تمسح دمعها قبل أن
ينحدر على وجنتيهاء وهي تقول: وفقك الله يا ولدي» وفقك الله وسدد مراميك؛ ثم احتضنته
تقبله وتقبل يديه ورأسه وبندقيته» وهي توصيه إذا اقتحمت فلا تتردد ولا تلتفت للوراء يا
ولدي ولا يأخذك بهم رأفة في دين الله يا حبيبي» وإلى اللقاء في جنة الخلد عند الحبيب
المصطفى وى اللقاء يا فلذة كبدي ومهجة فؤادي إلى اللقاء» يقبل محمد رأسها ثم
ينحني يقبل يدهاء وينطلق وهو يقول ابقي الهاتف التقال (البلفون) مفتوحاً إلى جوارك
فسأودعك الوداع الأخير من هناك وينطلق وتجلس أم نضال على سجادة صلاتهاء تدعو
الله من أعماق قلبها لولدها بالتوفيق والقبول. 1
يجتاز محمد الأسلاك الشائكة حول مستوطنة عتصيونء ويزحف متقدما نحو المعهد
الديني العسكري فيها يفتح جهاز اتصاله ويضغط على أحد أزراره» فتلتقف أم نضال
الجهاز من جوارهاء قائلة إنها هنا يا مهجة الفؤادء فيأتيها صوته هادئا واثقاء أنا هنا يا
أماهء لقد وصلت هدفي يآ غالية:. وداعاً يا أماه وإلى اللقاء في جنات النعيم؛ وداعاً يا
حبيبتي» سأبقي الجهاز مفتوحاً لتسمعي صوت المعركةء يضع الجهاز على حزامه
مقتوحاء ويتقدم مقتحماً العبني: وهو يصرخ الله أكبر خرجت خيبرء ويلقي بقنابله واحدة
تلو الأخرىء ثم يقتحم الباب للقاعة الرئيسية وهو يطلق الرصاصء وأم نضال تتمتم وهي
هفنة - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 81 (51 views)