مداخل لصياغة البديل (ص 90)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 90)
- المحتوى
-
ونأى بنفسه خسرء وكما يقول مثلنا الشعبي "الذي يذهب للسوق يتسوق" أو يبقى
بمعزل وتهمشه الجماهير.
ولكيما يؤدي الحزب دوره ليس مطلوبا منه رصد المتغيرات واستخراج
المهام والشعارات فقطه بل عليه ان يكون سباقا بحيث تكون امتداداته هي جزء
من المتغيرات أو فاعلة فيها منذ البداية ... وان حضوره الجماهيري وامتداده في
كل مكان هو الذي يكفل له بان لايطرأ حدث بدون مشاركته وعلمه.
اي ان قضية الانتشار هي قضية مفصلية.
طبعا مفهوم انه تأتي لحظات خاسمة في التاريخ؛ فان لم يقتنصها الحزب
عزله التاريخ لزمن قد يطول وقد يقصرء وهذه اللحظات وان كانث تختص بفن
التكتيك» غير ان أهميتها توجب ذكرها هنا ايضا.. فالحزب الشيوعي الاندونيسي
الذي كان يضم حوالي مليوني عضوء فضلا عن عشرة ملايين في أطره
الديمقراطية العمالية والنسوية والشبابية في بداية الستينات؛ لم يحسم موضوع
السلطة وتسليح الشعب الامر الذي سهل على 'سوهارتو' القيام بانقلابه الفاشي
ضد 'سوكارئو" حليف الشيوعيين والتالي ابادة الحزب الذي لم تقم له قائمة منذئد»
اي لقد تهدم الحزب نتيجة خطأ سياسي.
وأحيانا يتفرغ الحزب من صفته الثورية فيغدو أشبه بجسم مجوف وليس
اتحادا حرا لمناضلين ثوريينء القيادة متبقرطة والقاعدة بليدة وتواكلية: فيما
برامجه تتلقاها الجماهير كمتأملة وسلبية أكثر منها فاعلة ومتفاعلة؛ فما ان
يتعرض الحزب لامتحان جدي حتى يتحلل وتنفض من حوله الجماهيرء مثلما
لاحظنا في الاتحاد السوفييتي السابق الذي كان قوام عضوية الحزب ١5 مليوناء
والحزب الشنيوعي في المانيا الديمقراطية السابقة» الذي كانت عضويته ١١17
مليون مفرغين من الروح القتالية»ء وأشبه ما يكونوا بموظفين متثائبين اهتزت
سيقانهم جزعا وتبعثروا مددا حالما اختلت سلطة النظام.
وهذا درس كبير يتعين الافادة منه؛ فالطليعة الثورية ليس بصفتها
الجماهيرية فقط» بل والأهم من ذلك وقبل ذلك بصفتها الثورية التغييرية» فالحزب
يعيد لعناصره ثقتها بنفسها وينهي استلابها ويوحد ارادتها على أساس الاقتناع لا
التخويف ولا القهر؛ فيربيها على أسس صلبة وديمقراطية.
84م - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed