الهدف : 456 (ص 24)

غرض

عنوان
الهدف : 456 (ص 24)
المحتوى
2
لبقم
فتح باب السجن » واخذت اجراس الرحيل نعرع بارتعاد
وهي نتسلق اسوار الحياة » لكن الرحيل عن ارض الوطن
يمزق الاحشاء بلا رحمة ‎٠‏ وهنا قال رفيقي » وصليل القيد فى
قدميه ويديه يعزف سمفونية الانين وعذاب السدين :
كيف نترك الرفاق يعانون هنا ونرحل '!
وبعت أن صمت هنيهة اردف يقول ودموعه تزف الما :
من العيتى في جنات الحياة بعيدا عنهم .
حاولت ان اواسيه » لكن مواساتي كانت تتكسر ونترئح
ثم تسقط صريعة قبل ان تتنسلق اوتاري الصوتية ‎٠٠١‏ ١ه‏ » من
يقدر على مواساة مواساتي ‎٠‏ .. وجاءني صوت رفيقي انيه »
وكانه ادرك ما يجول بخاطري :
ما اقسى ان ينتزع الحبيب من احضان محبوبه ‎٠‏
‏اليس انتزاع الروح اسهل !؟.
لم احبه » فقد كنت ادرك مدى حبه للرفاق » وكم من مرة
قال » « لا حياة لي بدون رفاقي » رفاقي هم حياتي » وهم الامل
المتسلق شعاب افكاري » وخفقات الحنين في فؤادي ») .
. وقوله ذات مرة » « لم احب جيفارا كثائر بقدر ما احببته
لعشقه وحبه الكبر لرفاقه )» .
كان الالم يفشانا حميعا لمفار عتنا رفاق المسرة 3 عدر
طريقها النضالي الطويل » لكن رفيقا ذاك » كان الالم يعصره »
يمزقه » ويحرق اعصابه » مقد كان حبه للرفاق اكبر من قامته
المديدة » وعشقه للرفاقية كان اقوى من خفقات قلبه المتدفقة
بتبار الحياة وديمومته الازلية .
قلت له بعد ان طال صمته وحزنه : لا تبنئيس يا رفيقي »
فها انت ستعود من حديد الى احضان الرفاق ؛ لتعيش معهم
النضال كما يجب ان يعاثي » وسيكون تضالك. وإياهر بناية
الطريق لتحرير باقي الرفاق من الاسر الصهيوني » والممتقلات
الفاسية الموحشة ‎٠‏
رفع راسه » ونظر مطولا في عيني المكدودتين » وتمتم
بكلمات لم افهمها » ثم عاد الى صمته واحترار آلامه » دون ان
يقوى على التخلص من مرارة ترحيله بعيدا عن رفاقه الذين
بقوا داخل المعتقلات يعانون المعاناة كلها .
أخرا » وصلنا سروت » واستتقبلنا الرفاق بابتسامتهم
الوردية » وحنانهم الدافىء » وحبهم الكبسر الرائع ‎..٠.‏ ونظرت
الى رفيقي من خلال زخم الحب هذا » فرايت الحياة تدب فى
عروقه » وسمعته طيلة الوقت يقص على الرفاق عن ضرورة
تحرير الرفاق الذين ما زالوا في المعتقل ... وعندما قيل لنا »
« بحب ان تأخذوا شهورا من الراحة بعد سنوات الاسر
الطويلة » » كاد الدم ينبثق من كل مسامات حسده الضعيف
الواهن » ثم انفجر يقول في غضب ومرارة ‎ :‏ متى كانت
التورات تخي باسترخاء فوق دماء السهداء !! ثم ماذا سيعول
عنا غسان كنفاني » وبابلو نرودا » وحيفارا غزة ! ماذا سيقول
عنا ( تل الزعتر » و ( جسر الباشا )») واحراشس حرس
وعجلنون !! ثم ماذا ستقول عنا جدران المعتقلات » وغياهب
الظلمة في ليل زنازين العذاب !! ماذا ‎.٠‏ ماذا ‎٠ ٠‏ ماذا ‎٠٠.‏
ولم تمض ايام حتى كان رفيقنا يدق ابواب الكلنة
العسكرية » وهو يبحمل بيده وثيقة عرسه »© وثيقة التحاقه في
الكلية » فقد ادرك ان طريق التحرير » تحرير رفاقه » وتحرير
كل ذرة من تراب الوطن » انما يمر عبر قيادة اركان المسسمرة
الثورية » عبر الكلية العسكرية ‎٠‏
هو جزء من
الهدف : 456
تاريخ
٢٩ سبتمبر ١٩٧٩
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6967 (4 views)