الهدف : 402 (ص 23)
غرض
- عنوان
- الهدف : 402 (ص 23)
- المحتوى
-
« غرفة الاعتقال في سجن المسكوبية في القدس » منتصف آب ١9071
لوحة زيتية 1غ <ا لاه سم » للفنان الفلسطيني « فلاديمير تماري
فيروز تغني للحب في الصيف ٠٠١ للحب في الشتاء ٠,٠١
لحروف ضائعة في رسالة حب قديمة تبعثرت اجزاؤها وابتلت بماء
المطر الازرق ٠
والسماء في الخارج تمطر مطرا ازرق ممزوجا بفرح طفولي
جميل » وفي نفس الوقت » في مدينة لم تنعم اطرافها بالهدوء »
كان هناك سجان يعبر ممرا مظلما يفتح نافذة تطل على وجوه
مملوءة بالرطوبة يتحدث عن اقتراب موعد القابلة مع الهواء »
ولا ينسى آن يذكرهم بان القابلة ستكون قصيرة جدا لانه
مشغول ٠ ّْ
وبماذا مشغول ٠
بضيوف جدد يقبعون في بركة اماء البارد بانتظار ركلات
الاحذية والانابيب البلاستيكية + والسياط ٠
ويختلط الحابل بالنابل وماء البركة بماء ابلطر » ساعتها
تصبح رؤية الاشياء مرتجة عبر حبات الدمع الجالسة في العيون ٠
٠٠ وفيروز ما زالت تغني للحب في آلصيف ٠٠١ للحب في
الشتاء ٠٠١ لحروف ضائعة في رسالة حب قديمة ٠
بدأت حبات اللطر تداعب الوجوه بحنان » تغسل عنها اثار
الظلمة ٠٠ وانتابه شعور غريب لاول هرة يشعر بجمال المطر »
ولاؤل هرة يشعر بان للمطر رائحة لذيذة تخترق الاعصاب» وتسكن
وتسكن في الاعماق ٠١ في طفولته كان يكره المطر لان المطر يعني
بالنسبة له ولكافة لاجئي المخيم بردا قارسا > ورياحا قاسية لا
ب
تخجل ان تقطع حبال الخيام فتطير يلاحقها الرجال والنسوة
والاطفال عبر بحيرات الطين » نيصل الطبن الى الحلق احيانا ٠
ويعود الرجال والنسوة والاطفال وفي عيون آنجميع حزن وأسى
ورغبة في الانفجار ٠
عندما غادر رفح لاول مرة كانت تمطر ايضا ٠١ لكن مطرا
رماديا ممزوجا بحزن اطفال رفح ٠٠ اقتربت وآلدته منه ٠١
غمست شفتيها بحبات المطر العالقة على وجنتيه » وقالت :
اهتم بنفسك يا ولدي ٠١ ما راحت غير علينا ٠٠ على
الاقل ستكون بين عرب من لحمنا ودمنا ٠
لحم ودم ٠٠١ ؟؟
ويختلط الحابل بالنابل » واللجم بالدم : يعود الحصار الذي
يفرضه عناق الجدران مع القضبان العربية للسجان الذي لا يتكلم
سوى لغة الضاد » ولا يركل الا باحذية عربية ٠
#ة عد نر
الكل يردد مع فيروز ء ما عدا السجان » حتى حبات اللطر
شاركتهم في هذا الفرح الانساني ٠ ونزلت آلى فناء السجن
ترقص على انغام الرحابنة ٠ والصوت حنين يكبر ٠٠١ يكبر ٠١
حتى يصبح عملاقا يطفى على نعومة صوت فيروز وانوثتها
يتحدى الجدران ٠ والاسلاك المكهربة » يخرج آلى الحرية ٠
وصوت اخر كان مزيجا من ركلات وسياط يتحدث عن الحرمان
من مقابلة الهواء ٠,
- لكننا لا نغني للثورة ولا للشيخ امام » اننا نغني للمطر ٠
- الف مرة قلت لكم ممنوع الغناء ٠
اننا نحب المطر » ويجب ان نغني له ٠
ممنوع حب المطر ايضا ٠
ممنوع ٠٠١ ممنوع ٠ سبق ان سمع هذه الكلمة كثيرا احس
بانها تدخل في كل مكان تملا فجوات النوافذ والابواب الحديدية +
لقد قال له احد الحراس الذي ينتمي الى اسرة فقيرة :
لقد منع مدير السجن امك من زيارتك » وهو يعلم
انها قادمة من الارض اللحتلة ٠
صرخ بكل ما في اعماقه من قهر ٠١
- تستطيع هنع أمي من زيارقي ٠٠ تستطيع منعي هن
التحرك تحت شياطك ٠٠١ لكنك لا تستطيع منعي”من آن احب
المطر ٠,
ويجر من رأسه الى بركة الاء البارد ٠٠١ وينسحب صوت
فيروز الى مكان بعيد بعيد ٠١ لا قيود فيه » ولا شرايين محتقنة
٠٠ يبحث عن مدينة لا سجون فيها يتعب ٠٠ يتعب ٠١ يجلس
بانتظار ثورة قادمة ليغني للحب في الصيف ٠٠١ للحب في الشتاء
٠٠ لحروف ضائعة في رسالة حب قديمة تبعثرت اجزاؤها وابتلت
بماء المطر الازرق ٠
7/4/1
- هو جزء من
- الهدف : 402
- تاريخ
- ٢ سبتمبر ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 2234 (12 views)