الهدف : 407 (ص 23)

غرض

عنوان
الهدف : 407 (ص 23)
المحتوى
- 2 الوقت ليلا » فالساعة الان التاسعة والربع مساء » واللدينة
حلت شعرها وخلعت ثياب اسهار » واستلقت بين زندي
لك ! الظلام الزنجي ‎٠٠١‏ والقذائف التي أخرست حناجر السكارى »
ومزامير العربات الملونة تزيد جسدها شهوة جحيمية ‎١!‏
‏قبل ان اضع النقطة على شمال اشارة التعجب في الفقرة اعلاه »
أزت رصاصة قادمة من « بيروت الشرقية » بمحاذاة النافذة » وانفجرت
على بعد مترين من غرفتي ‎٠١‏ كان يمكن أن تدخل الرصاصة نافذتي
المفتوحة على مصراعيها » وتستوطن تلافيف دماغي » فترتفع على
جبيني شاهدة تثبت بدمي تاريخها ‎٠١‏ ولادتها ووفاتها والقبر الذي
خلدت اليه ‎٠٠‏ وكان ممكنا ان يكون ثمة طفل زعلان من والده الذي لم
يشتر له لعبة جديدة كما وعده في الصباح ‎٠»‏ فانتحى زاوية في الشرفة
- التي وقعت فيها الرصاصة ‏ احتجاجا على كذب الوالد ؟ وبينما هو
يحتج تفاجئه الرصاصة بين عينيه ! ‎٠١‏ كان يمكن ان يحدث هذا »
ولكنه لم يحدث » ولم تقتل الرصاصة احدا هنا !!
3
بعد ان تناولت غدائي كالمعتاد » غادرت مطعم « التوليدو » »
ودلفت الى مقهى « حلويات ابو علي » » فجلست في المقعد الذي يفصل
بينه وبين الشارع واجهة زجاجية ‎٠‏
عادة لا أزور هذا المقهى الا عند الضرورات » لكن هذه المرة دفعني
الشارع القفر الا من بعض المسلحين أن ألج المقهى ‎٠٠‏ كان المقهى على
غير عادته شبه فارغ ‎٠٠‏ ومقاعده مصبوغة بالضجر ‎٠١‏ !
أنا لا أخاف القذائف » رغم أن عدم الخوف منها ليس بطولة »
لكن ثمة احساس لا أدري كيف سكنني أنني لن أموت بقذيفة
حمقاء ‎٠٠‏ خوف الناس الذي يقتلع القدمين من اسفلت الشارع » أشاع
في داخلي الاضطراب »© ودفعني بهدوء الى هذا المقهى لاراقب الخوف
المتدفق من ارحام القذائف وخواصر الرصاصات الطويلة » هن وراء
واجهة زجاجية ‎٠‏
هذا ما قلته للصديق الذي قاسمني اللمقعد على غير ما ألفته مثه
في الايام العادية ‎٠١‏
تأكد لدي شعور بمنتهى العري » ان الحرب تلغي الكثير هن
الحماقات الصغيرة التي تبني الحواجز بين الناس ‎٠‏
اثناء مواجهة الحروب والقذائف والموت »© تولد نوافذ في صدور
الناس ويطل الواحد منها بقلبه على الآخر ‎٠‏
عندما يهاجمنا الموت جميعا » نؤجل الصراعات السخيفة والظنون
السوداء التي يبيتها الناس واحدهم للآخر » وينسجون من شرايينهم
جسدا واحدا » يضم اللمتناقضات ويصهرها » فتشكل متراسا من
المودة تدافع عن الانسانية المهددة بالطلقات والثظايا والموت ‎٠‏
نا
هل فقدت الحرب طعمها الوطني والطبقي » هل افرغ الذبح الطائفي
والسرقات التي نظر لشرعيتها ضلوع الناس من مواجهة المسوت
بالتمترس بالحياة ‎٠‏ حتى باعة الخضار الذين كانوآ ينامؤن الى جنب
صناديق الفاكهة والفاصولياء للوا حواكجهم ولاذوا بالللاجىء ‎٠‏ حتى
الاطفال الذين كانوا يلعبون بين الازقة رغم القذائف والطلقات يرتجفون
ألان من اصوات القذيفة ‎٠١‏ لانها قتلت آباءهم وامهاتهم وأسلمتهم
للفقر يلوح بهم على ارصفة الدينة المتفسخة ‎٠‏
هل الانعزالي لم يعد انعزاليا » والوطني لم يعد وطنيا ؟ ‎٠٠‏ هذه
هي المشكلة »2 فالانعزالي سيبقى انعزاليا طانا نحاربه من بعيد
بالقذائف » ويبادلنا بنفس اداة الدمار هذه ‎٠‏
الاطفال لا يعرفون لاذا لا نقاتلهم بين الشوارع » ننظف وجه
لبنان العربي من بثورهم المتصهينة ‎٠١‏ الاطفال يسألون ‎٠١‏ والقذائف
وحدها تجيب ‎٠١‏ لكنهم لا يفهمون هذه الاجوبة الحمقاء ‎٠‏
*
ما زإل المواطن » والظفل » والقاتل » والشاع م والعامل » وبائع
الخضار » وربة المنزل ‎٠٠‏ ما زالوا ينتظرون اشراقة النصر على
التسوية » وكامب ديفيد » وسعد حداد » وكميل شمعون ‎٠٠‏ والكتائب
والاحرار والصهاينة ‎٠١٠‏ ما زالوا ينتظرون سلام البحر » وضحكات
الاشجار الجنوبية ‎٠٠‏ ولكن التصر والسلام وضحك الاشجار لن تأتي
الا عن طريق عزل شمعون والصهاينة وسعد حداد عن مواطني بيروت
الشرقية » بأساليب ثورية ‎٠‏
#*
جميعنا ننتظر ان تتوقف هذه القذائف ‎٠‏ لتبدا الحرب ‎٠‏ كرب
الشوارع والاحراش ‎٠‏ حرب امقاتل الثوري ضد الانعزاليين والصهاينة
والمرتزقة ‎٠‏ حرب لبنان العربي التقدمي ضد لبنان الضائع بين
الاحتمالات ‎٠‏
هادي دائيال
هو جزء من
الهدف : 407
تاريخ
٧ أكتوبر ١٩٧٨
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)