الهدف : 409 (ص 21)
غرض
- عنوان
- الهدف : 409 (ص 21)
- المحتوى
-
غلاف ديوان
قصائد ليست
محددة الاقامة »
كلمات من ! لارض اللحتلة
قصائد ليست محددة الإقامة
لمان الهروب من الواقع الى ما ورائه »
(©) "سد شرك المافيزيق » ل يعني
] بحال من الاحوال استبدال فعل ثوري
مستحيل بفعل ثوري ممكن » او استبدال فهفل
ثوري عملي بفعل ثوري ذهني ونظري : انها
يعني ردة فعل سلبية على فعل قمعي هو سلبي
ايضا » ويعني ايضا اطلاق غيوم تضليلية
مشبوهة في سماء الواقع المادي وصراع متناقضاته
الدائر » وذلك من خلال تغطية القمع الذي تمارسه
القوى المضادة للانسان بغطاء ديماغوجي منسوج
من خيوط السفسطة والانحراف عن الحقيقي الى
الهامشي والمختلق ٠٠
فالفعل الثوري ضد القمع الواضح يجب ان يكؤن
أيجابيا وواضحا ايضا ٠ ان السكوت والانصياع
واشكال الحياد المتواطىء مع الفعل القمعي المادي
وتغطية هذا القمع « بفعل » ميتافيزيقي هروبي
غير فاعل هو تأكيد للفعل القمعي وتسميد للتربة
التي غرس بذوره فيها ٠
فالفلاح الذي يعاني من سياط الاقطاعي لن
يدخله التخيل الليتافيزيقي الى مشفى نامع
لجراحات شقها السوط في جسده » ولن يعوؤضه
عن رغيف حرمه الاقطاعي منه ٠
الفعل الثوري هو مجابهة الاقطاعي والصراع معه
حتى استرداد حق الفلاح المستلب الييه »؛ ودؤر
الشعر هنا حث الفلاح وتوسيع آفاقه لهزم الياس
المتولد عن الصراع اللامتكافىء عادة »والتاكيد
على حتمية الانتصار على الظلم الواقع فعهلا »
5
اذا ها تمسك الفلاح بقضيته وامتلك الاداة الثورية
للقضاء على الاقطاعي وظلمه + والطريق الاؤلى
الى امتلاك هذه الاداة هو وعي القضية واستقرار
الامل بالنصر في ذهن صاحب القضية الحقيقي ٠
وهذا الدور نقل الوعي الثوري الى الفلاح -
يحدد الشكل الذي يساعد الكتابة الفنية على
قيامها بوظيفتها الاجتماعية والسياسية ٠١ وهذا
ليس الغاء للفن وحدا من كريته انها هو ردسسم
توضيحي لساره العام وترسيخ للقاعدة التي
يجب ان ينطلق منها الى أفاقه الرحبة لتحقيق
هدف الفن الاساسي : خدمة الانسان ٠
اننا اردنا آن نقؤل من خلال ها سبق « ان الشكل
هو المضمون بعد تفاعله مع الفن » ٠
ان طرح مسألة الشكل واللضهون في هذه
السطور لم يكن جذافا > انما ضرورة حتهها
تناولنا لديوان « سالم جبران » الثاني : « قصائد
ليست محددة الاقامة » )١( بعد ان تناؤلنا ديوانه
» قصائد ليست محددة الاقادئنة « )١(
مجموعة شعرية للشاعر « سالم جبران » صدرت
عن مطبعة النهضة في مدينة « الناصرة » في
ول.لديوان يقع في ثمائنين ٠ فلسطين المحتلة
صفحة من القطع الصغير ؛ ضاما اربعين
قصيدة قصيرة » كتب خطوط الديوان « عدوان
هاجد » ونحن نتناول بالعرض الطبعة الثانية
من الديوان » هذه الطبعة التي صدرت عام
٠ 11/6
الاول « كلمات من القلب » (؟) ٠
الذاكرة والقصيدة
اكدنا في تناؤلنا لديؤان « كلمات من القلب /
ان الشاعر « سالم جبران » يعتمد كثيرا اثنساء
كتابة قصائده على الذاكرة وخاصة ها اختزنته
من آيام الطفولة » لكننا سنجد في هذا الديسوان
الذي ضم ايضا عددا من قصائد الديوان السابق !|
سنجد ان الشاعر يعتمد على ما اختزبته الذاكرة
في الماضي القريب والقريب جدا ٠
لقد كان الشاعر واعيا ان قصيدته ملترهمة
بقضية ؛ ولها وظيفة يجب ان تقوم بها » اعسي
نقل الوعي الوطني الى الناس الذين يعانون الامرين
تحت وطأة الاحتلال : فكان يستيد مادة قصيدته
هن الواقع ابلعاشس والهموم الاجنماعية والسياسية
والاقتصادية اللشتركة بين عرب الوطن اللحتل ,
لذلك كان شكل القصيدة القني عند الشاعر
يعتمد الصورة الادية ذات الدلالة الاجتماعيية
او السياسية او الاقتصادية ٠١
ولذلك كان يبتعد عن الغموض والتخيل الذي
يشوب صور الوافع المادي » فهو يقول في قصيدة
« اللمأساة تصء, خبزأ يوميا » :
( الصور التي تطل / من خلال الاطر السوداء /
تملأ صدر الصحف اليومية / ونشرة الانباء /
خمس جنازات وعشرون من الجرحى » / وليل
كله / حوار مدفعية )
ويتابع :
( تموت هن تثاؤب مدينتي البلهاء / لا هرج
لا ضجيج شبان » / وفي البارات ': / نفس الاطر
السوداء / ونشرة الانباء ٠ ) ٠0
انه يصور الحالة التي يعيشها عرب الوطن
المحتل حيث :
( الموت كالزواج والطلاق صار رائجا / في
وطني © / وكل شيء غاليا صار /, سوى
الدماء / (4) ٠
في هذه القصيدة يقوم الشاعر تجربة ناضجة »
فهو يقول لنا دون خطابية او تقريرية فهة ان
الاحتلال الصهيوني اشاع اللوت في الإرض اللحتلة »
وصار الموت عادة يومية ونغم روتيني ٠١ فأصبح
الدم رخيصا اذا ما قيس بالحرية اللقتولة والؤطن
المغتصب ٠
وكما نرى فالكلمات بسيطة واضحة » والصور
حقيقية وذات دلالات واضحة » ورغم النبسرة
اليائسة فالتحدي كامن في القصيدة » ولكنه
متفجر في قصيدة اخرى بنفس المستوى » ؤهي
( ؟ ) - راجع صفحاتنا الثقافية في عددنا
الصادر يوم السبت 9 أيلول 9108( ٠
(« ) -« كلمات من .لقلب » »سالم
جبران » صدر عن مطبعة دار القبس العربي
في عكا » يحتوي حوالي 01 قصيدة قصيرة »
يقع في حوالي ٠١١ صفحة من القطع الصغير »
الثمن 70١ أغورا ٠
40 ) - من ديوان « قصائد ليست محددة
الاقامة » شعر سالم جبران ٠ صفحات
( الا لرو).
قصيدة « ما يشاء » ٠ حيث يقول الشاعر :
كان الجليل ناسا / وتربة وخضرة وماء /
وبعد ان حرمت ان ازوره صار الجليل جنة / وناسه
آلهة / وصار حتتى ليله ضياء ) (9) ١ _
إن هذه الصورة واقعية ومحسوسة بقدر ما
هي جميلة ومحزنة » فالجليل الذي كان « ناسا
وتربة وخضرة وماء » صار جنة ربها يكون اموت
واحدا من الطرق اللوصلة اليها وناسه آلهة ولا
ليل فيه .ان هذه الاستعارات من التراث الديني
كانت لتجسد عمق اللأساة » ولكن الشاعر يتحدى
من حرمه زيارة الجليل قائلا :
( أقول للقياصر الصغار : ما أضعفكم / قد
تحبسون خطواتي / لكن قلبي هائم في وطني /
يزور أي بقعة يشاء / يفعل ها يشاء ٠ )1( ) ٠١
ان النموذجين السابقين يؤكدان أن ذاكرة الشاعر
هي منجم غني يقتلع منه الشاعر صوره لييني
قصائده » واأذا كانت آلصور هي الكهيارة
فان الكلمات البسيطة والاسلوب الغنائي الواضح
هي الاسمنت الذي يمكن الحجارة من التماسك
والبقاء على ارض الثقافة العربية في الارفلن
المحتلة مشكلة بناء صحيا يلجأ اليه المناضلون في
الحر والقر عبر فصول النضال المستمر ضد العدو
الصهيونى 0٠
خطابية رديكة
وعندما يفتقر موضوع القصيدة آلى مصادر
موجودة في الذاكرة » تسقط القصيدة » وتخرج من
الشاعر
« سالم
جبران "
ادائرة الشعر » وتصبح نثرا خطابيا منظوما
لا قيمة له لا على الصعيد الآني ولا في الملدى
الزمني القريب او البعيد » كما حدث لشاعرنا في
قصيدة « يولد من جديد » التي يحاول ان يقول
فيها آن الانسان العربي يشهد ولادة جديدة تعيد
اليه امجاده » وتفسح له حيزا محترما في خارطة
العصر الحضارية :
( يولد من جديد / اراه » في مصانع الحديد /
في حلوان / أراه بين الارض والسماء / في أسوان
/ وفي القرى المستيقظات / من دجى الصعيد ) ٠
( 60 )-المصدر السابق » قصيدة ( ما يشاء ٠)
الصفحات ( 0-14( ) ٠
(1 )- نفس المصدر ٠
وتزداد القصيدة رداءة وسقوطا في « النضلم»
والمباشرة التقريرية عندما يقول :
( يولد من جديد / اراه في ظفار / يمتشق
السلاح » لا ينام / أراد فوق اليمن الجديد :'/ لا
ليل ولا اهام / اراه في عدن / اذهب الى الجحيم
يا مندوبها السامي»؛ / وخذ مكانه في القصر يا
عانان / اراه في لبنان / اراد في العراق / اراه
فوق كل شبر حررته كفه / أراه فوق كل شبر
عنده ٠٠١ ) (لا) ٠ 1
أن هذه القصيدة رغم الهم القومي الذي تعبر
عنه والصدق » لا تترك عند آللتلقي التأثير الذي
أراد الشاعر من قصيدته ان تتركه ليس لان
كتابة القصيدة القومية تفترض بالشاعصر ان
يعيش في كل الاقطار العربية ويشحن ذاكرته
بصور من الؤاقع وحركته فيها » بل لان « سالم
جبران » شاعر يكتب من الذاكرة » فهو لا يستفيد
من ذاكرته الا عندما يكون موضوع آلقصيدة ذات
علاقة مباشرة بذاته الموضوعية » به هو كمواطن
يعيش تحت وطأة الاحتلال ٠٠ وهذا ما سنلاحظه
. في القسم التالي من دراستنا ٠
التجربة الذاتية
ان فرض الاقامة الجبرية على الشاعر » افذت
حيزا مهما من تجربة « سالم جبران » في هذا
الديوان » والقصائد التي ترد فيها عبارة الاقامة
الجبرية كثيرة وهي :
: 6 © 0 قصيدة « حنين الى القرية » ص -١
يا قريتي القريبة البعيدة / وغاصب التراب (
والاشجار والازهار والهواء » / لا ينكل ي
التصريح / وخطوتي سحينة في البييت »© / لا
٠ ) تحسن أن تطير » كالقصيدة
؟ قصيدة « بطاقة ٠١ س بعيد » ص لا » 4 :
( وأفتح الباب لعام آخر / وأنت حيث انت ©
يا انت / وفي سجني انا / وبيننا ٠١ تصريح ) ٠
<ا - قصيدة « رسالة الى أمي » ص ١١ :
( لا تقفي » بعد : على الشباك في انتظاي /
جلالة السلطان لا يمنحني التصريح » ) ٠
غ - قصيدة « لا وقت لليل » ص ؟١ :
( أقول لليل الذي يلف كل وطني / في هذه الايام /
لم تعد الاقامة الجبرية / مرهقة » / لدي الف
شغلة انجزها / دن قبل أن أنام / وان شعرت »
مرة بوحدة وحشية / بسح حزن القلب لحن قادم /
الي من محطة الاذاعة الليبية ) ٠
0 -.قصيدة « حذين » ص ١1 /ا١:
( أحن والجبابر الانذال / يقيدون خطوتي / وان
أتيت ثمن اللقاء يا حدستي : / أوامر اعتقال ) ٠
؟ - قصيدة « توقيع على أهز الاقامة الجبرية »
ص ١8 2 11:
( صار غياب الشعس يعنيني » / فبعد ساعة
منه مكاني البيت / اقرأ او اكتب او انام . / ها
كك 77070
(7 ) المصدر السابق » قصيدة « يولد من
حديد » ٠ الصفحات ( !1 » 218 19 6 ٠لا
١)
شكت ؛ ولكن : / كله في البيت ) (4) ٠
ولكن الشاعر يؤكد في جميع هذه القصائد انه :
( يا وطني /ان سجنوا لي خطوتي / وغيبوا
عني طلوع الفجر في الجليل / والارض © / وشعبا
هو فوق الموت / فلن نشل خطوتي / وسوف
يعلو الصوت ) (1) ٠
ان الشاعر لا يخبرنا فقط عن فرض الاقامسة
الجبرية عليه من قبل الاحتلال انما يعلمنا كيف
نستغل هذه التجربة النضالية لتنقلب تصبرفات
العدو التعسفية وبالا عليه » فالشاعر يقرأ ويكتب
ويزداد تمسكا بالحرية وهياما بالوطن ٠
وليست « الاقامة الجبرية » هي الموضوع
الذاتي اللؤضوعي الذي تتضهنه قصائد « سالم
جبران » انما الحب آيضا هو موضوع آخر ياأفذ
حيزا لا بأس به من الديوان ٠
فالشاعر الذي يقول في قصيدة « لا وقت للغزل »:
( لحم ابي وامي / وأخوتي في النار /, وانت
تطلبين / أن أكتب في جمالك الاشعار ) ٠ )٠١(
يكتشف ان ثمة وقت للغزل » رغم العدو ء
ويكتشف ان الصهاينة يحاؤلون ان يحرموا المواطن
العربي في الارضص المحتلة حتى من دحقه الانساني
في أن يعشق ويحب » وهو يكتب عن الحب والحبيبة
في اطار القضية والوطن > ففي قصيدة « وعد »
يقول :
( أموت حنينا اليك / وجسمك زنبقة في يدي /
فظلي معي ٠ / ودعيني اعيش / بغير انتظار /
ولا موعد / سأدفن أمسي واعطيك يومي / ونمشي
معا في ظلال الغد ) ٠ )(١(
او يقول :
( نقية انت كقطرة الندى / سخية انت كزفة
المطر / ظلي معي » / تكسري على ضلوعي © /
وأذيبيني ضبابا لاضم شامة / وحيدة كالله ©» /
عند ضفة النهر /ا/ عمري بلا عينيك جهد
ضائع / وحينما أنت معي / في قبهتي
القمر ) ٠ )(٠9(
وفي قصيدة « حنين » صص ٠ ١8 ا( ؛ يحكي
الشاعر لحبيبته كيف أنه يحن اليها حنين الجندي
في مواقع القتال آلى بيته وزوجته واطفاله »
وكيف انه يقطع ساعات طويلة وهو يفكر بهاء
الا آن الصهاينة الانذال يقيدون خطوته واضعين
بينه وبين حبيبته زنزانة سوداء ٠
ان الشاعر اذ يحدثنا عن تجاربه العاطفية » يؤكد
لنا في الوقت نفسه من خلال الصدق الففني
الذي تزخم به قصائده ان هذا هو حال كلل
عاشق عربي في الارض اللحتلة » فهو يعبر لحبيبته
(4 ) المصدر السابق » قصيدة « توقيع على
امر الاقامة الجبرية » ص 8( © 1( ٠
( 9 ) نفس المصدر ٠
٠١ ( ):المصدر السابق » قصيدة « لا وقت
للغزل “ ») ص (2 ٠
١١ ( ) : المصدر السابق ©» قصيدة « وعد » .
ص 8"؟ ٠
( ؟١ ) :اللمصدر نفسه » قصيدة « اغنية '
صفحات ( ا -8, ) ٠
- هو جزء من
- الهدف : 409
- تاريخ
- ٢١ أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 3485 (8 views)