الهدف : 409 (ص 23)

غرض

عنوان
الهدف : 409 (ص 23)
المحتوى
المكان : قرية حلحول المناضلة » واحدة من قرى مدينة الخليل
الفلسطينية ,
الزمان : شهر تموز من عام 1180 »© ايام تصاعد الثلورة
الفلسطينية ضد الغزو الصهيوني والامبريالي البريطاني لفلسطين ‎٠‏
حوالي الساعة الرابعة صباحا » في هدوء الفجر الذي يحكتضن
البيوت الامنة وكروم العنب والزيتون حيث العصافير ترقد في اعشائها ‎٠‏
‏خشية ان يفسد عليها برد الندى هجعة الصباح اللذيذة » وبينها اهل
القرية العربية كانوا نائمين على. اسطحة منازلهم يحلمون بشمس
الحرية » اخترقت اصوات عربات الحتل البريطاني والياته أحلامهم
فتبعثر الصمت والسكون الفجري باصوات الرصاص الذي انطلق ارهاباء
فهرع الشيوخ والنسوة والاطفال مسرعين الى داخل بيوتهم الطينية
خوفا من آن يصيبهم رصاص آلغدر كالعاة ‎٠‏
طارت العصافير عن اعشائها » وثارت ارض القرية وترابها بوجه
اليات العدو تصفعها بالغبار لتحيل حبات الندى السبحة على اوراق
الاشجار طينا يحتج على همجية الاعداء ‎٠‏
و
وما آن طوق العدو القرية وبساتينها من كل صوب » حتى ارتفعث
صوات مكبرات الصوت آمرة كل من تجاوز السادسة من عمره ممن
الذكور بالتوجه الى ملعب مدرسة البنين الكائن في جنوب القرية ‎٠١‏ »
وكل من تبقى من النساء والاطفال بالتوجه الى ملعب مدرسة الاناث
الكائن في شمال ألقرية » منذرة كل متخلف عن تنفيذ هذه الاؤامر
باطلاق الرصاص عليه دون سؤال ‎٠‏
2
تجمع الشيوخ وآلشباب والاؤلاد في ملعب مدرسة الذكور » واحاطت
بهم قوات الاحتلال مدججة بالاسلحة ‎٠»‏ تطلق النار في الهواء وهول
المواطنين المتجمعين في محاولة ارهابية لتحطيم روحهم المعنوية تمهيدا
لا سيحدث » وارتفعت شمس تموز القاكظة تلفح وجوه الشيوخ
السمراء وعظامها البارزة ‎٠‏ واخذت شفاههم تجف من تأثير الحر
الشديد ‎٠١‏ بينما الاولاد الصغار يبكون من فعل الجوع والعطش
بأجسامهم اللينة ‎٠١‏ في حين جنود الاحتلال يقطفون عناقيد العنب من
كروم القرية » ويشربون البيرة قاذفين بعلبها الفارغة فوق رؤوسسالاهالي
المحاصرين ‎٠‏ والذي زاد آلطين بلة آن جنود الاحتلال منعوا الاهالي من
التحرك من أماكنهم » ولو حتى لامر التبرز او التبول ‎٠‏ مما جعل الروائح
الكريهة تمنع حتى الهواء النقي عن ركات اهلنا ‎٠‏
وبينها الناس يتساءلون عن سبب قدوم الجنود الاعداء وسبب
تجميعهم » توقفت امام الملعب سيارة مدنية انيقة اندفع منها ثلاثة
جنود » وفتحوا الباب ‎٠»‏ فترجل منه ضابط انجليزي آشقر » مورد
الخدين » مكتز الجسم » ناعم البشرة ‎٠١‏ وتقدم من رجال القرية يجيل
عينيه هن فوق الجموع التي اجلسها الجنود القرفصاء فوق تراب وحصى
الملعب ‎,٠‏
كان الجميع ينظرون آليه » وصمت رهيب يخيم تحسبا لكارئة
ستنطلق من فمه ؟ ‎١‏
وبعد صمت ثقيل » تكلم الضابط بلهجته الاعجمية » ونبرته
الحاقدة ‎٠‏ -
« اهنا اندنا مالومات اكيدة أنه فيه هنا سلاه » + يقصد : احنا
عندنا معلومات اكيدة آنه فيه هناسلاح ‎٠‏ « يستاملو » يستعمله الثؤار ‎٠‏
‏« اشان » علشان هيك « اهنا » احنا بيجمع انتؤو هون » ومش لازم
« واهد » واحد يخرج « كبل » قبل « اهنا » احنا « بأرف » بيعرف
« السلاه » السلاح فين ‎٠‏
واستدار الضابط » فهرع الجنود الثلاثة لفتح باب السيارة له »
فدخل سيارته التي انطلقت بين الاتربة والغبار الثائر ‎٠١‏ واختفت عز
الانظار ‎٠٠‏ بينما عيون الاهالي ظلت شاخصة من هول ها وقع ‎٠!‏
3
واستهر الحال على ها هو طوال النهار » واقتربت الشمس من
الطفيب » واشتد هول الصدمة على الرجال عندها اعلن المسؤول الانجليزي
ان تلك الخال مستمرة دون طعام او ماء أو راهة آلى ان يشي الاهمل
بثوارهم ‎١!‏
وغابت شمس اليوم الاول » وطلع صباح اليوم التالي + والحال
يزداد سوءا » وحرآرة الشمس جهنمية ‎٠١‏
فارتفع صوت رجل عجوز قد نحل جسمه حتى آصبح كالشيبح .
قائلا : « انا أدلكم على السلاح » !!؟!ء
حصوعلا وجوه الشيب والشباب الاستغراب والاستهجان ‎٠‏ لاعتقادهم
ان العجوز سيدل الانجليز فعلا على مكان السلاح ‎٠‏
نهض شاب من مكانه متوجها نحو العجوز محاؤلا قتله ع لكن
رصاص العدو كان سباقا ‎٠‏
وحضر الضابط. الانكليزي يصرخ بسرعة : « وين ؟ ؤيين ؟» ‎٠‏
‏والعجوز يشير اليهم آن يتبعوه ‎٠٠‏ فصحبهم الى بثر ماء قائلا : « هنا
في البكر » ‎٠‏
خاف الانكليز آن ينزلوا في البئر » فطلبوا من الرجل ان ينزل بعد
ان ربطوا وسطه بحبل » نزل العجوز في البكر واخذ يغب الاء غبا حتى
ارتوى تماما ‎٠‏ فصاح بهم آن يخرجوهء فأخرجوه ‎٠‏
سأله الضابط العدو :
«ها ؟ لكيت ‏ لقيت - السلاه ‏ السلاح - »؟
فاجاب العجوز وهو ينظر في عيني الضابط وعيون جنوده المسلحين
مستخفا باهتمامهم :
« لاء لم اجد سلاحا » انا احضرتكم الى هنا فقط لاشرب » ‎٠‏
‏فانهال الجنود عليه ضربا مبرها وركلا بالاقدام حتى اوصلوه الى
ارض الملعب خائر القوى » غير قادر على الحركة ‎٠‏
وعندما رآه اهل القرية وقد عرفوا ها حدث » علت وجوههم
ابتسامات انبعثت من وسط الالم » واخذوا يتسابقون عليه ليمتصوا
ثيابه بحثا عن قطرات آلاء العالقة بين خيوطها ‎,١‏
هذه صفحة من تاريخ شعب لا بد ان ينتصر ,
« 5
-
هو جزء من
الهدف : 409
تاريخ
٢١ أكتوبر ١٩٧٨
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7078 (4 views)