الهدف : 370 (ص 11)
غرض
- عنوان
- الهدف : 370 (ص 11)
- المحتوى
-
- « لا تطيل الغيبة يا ابا حسن ٠ سأقلق عليك ٠ المسافة
الى الفرن قصيرة » )2 ١ ١
« ولكن صف الانتظار طؤيل يا امرأة ٠ انت تعرفين ٠
بالامس الم اوفق ٠ نفذ الطحين وكان الصف لا يزال طويلة ٠
صاحب الفرن راح يصرخ فينا ويقسم بالانبياء والرسل بأن
.الطحين قد نفذ » حتى يفرقنا من امام الفرن ٠
اعرف » اعرف ٠ ولكن اريد ان اتأكد بأنك لن تمر على
الحاج كما تفعهل عادة من دون ان تنذرني ٠ كيف
لي ان اعرف بأنك مررت عليه ولم يصبك اذى ؟'
.لا تقلقي يا امرأة ٠ ما بالك 6 كل يوم ذات الوساوس +
تحطمين اعصابك واعصابي ٠
وشلح ابو خسن سترته على كتفه ومشى ٠ عليه ان يضل
باكرا الى الفرن حتى لا يعود كالامس فارغ اليدين ٠ لا يستطيع
ان يشبع الاولاد من دون خبز ٠
- لا تمر على الحاج يا ابا حسن ٠ عدني بذلك ٠ ستنسي
الوقت يمر واقبع انا هنا ا نتظر واتصور امورا مفزعة؛ القصف
العشوائي © الرصاص الطاكش الذي يطلق في غير مكانه ٠
انت تعرف ..١٠
اعرف »اعرف جيدا ٠اعدك بأن لا اهر على الحاج ٠ ولا
تقلقي » سأسير مع الحاكط ٠ سأنبطح إرضا واشبك يدي خلف
رقبتي فور سماعي بأنفجار » وسأهرع الى اقرب مدخل بناية
فور سماعي اطلاق رصاص ٠ هل تطمثنين الان ؟!
وي
وسار ابو حسن بخطوات ثقيلة ٠
فرصة الخروج الوحيدة من البيت ٠ كان قبل شهر يفرج
يوميا ليبحث عن اي عمل يقوم به ليحصل على بضعة ليرات
تقيه والعائلة من الجوع ٠ كان يتوفق بضع مرات في الاسبوع ٠
ولكن همع اشتداد حرب القذاكف وازدياد الهجرة في الاشهر
القليلة المإضية » لم يعد يوفق بمن يحتاج الى ساعدييه
وهو ايضا لم يفكر يوما بالهجرة ٠ على من يتر كالاولاد "وام
الاولاد ٠ كيف يعيلهم وهو ف الخارجح» فل ومن يضمن له انه
سيجد عملا في اي مكان ترسو فيه الباخرة التي يستقلونها من
ميناء صيدا 5 و ٠ ترك الوطن صعب 55
وتابع سيره باتجاه الفرن ٠ حاول حتى هناك ٠ لكن لم يوفق.
صاحب الفزن اعتذر بآن لديه ها يكفي من العمال » ودعاه الى
الصبر 'لان امثاله يعدون بعشرات الالاف في زمن الحرب٠ صحيح
امثاله بالالاف » ولكن كيف يتدبرون امورهم ٠ انه يعرف كيف .
كمنا يتدبرها هو ٠ ولكنه دائما يطرح على نفسه هذا السؤال.
وعصر كل يوم يتناول ما اعدته ام حسن بما يسد جوعه وينهض
تاركا الاولاد يمسحون هما في الصحن » وهو يخاول ان يقنعها
بأنه شبع بينما هي تحاول بدورها » ان تقنعه بالمثل ٠
كان في كل هرة, يتصور بأن الغد سيختلف ٠ بأن الامور لا
يمكن ان تستمر بهذا السوء ٠ ويذكر نفسه بآن المثل يقول يوم
لك ويوم عليك » وبأن الصبر مفتاح الفرج ٠ ولكنه كفر ٠ ان
لها مفعول اللخدر » وقرر بأنهذا هو خطرها بالضبط .
امورا كثيرة كفر بها ٠ يضايقه ذلك ٠ « ماذا يحدث لي ©
كان يتساءل بقلق » ويقرر ان يبحث الاهر مع الحاج ٠ ولكنه
. كان دائما يتردد ثم يصرف النظر ٠ الحاج طيب © ولكنه
بالتأكيد لن يفهم عليه ٠ وفي احيان كثيرة
كان يتمنى لو
يحادث هؤلاء الشبان المتحمسين فى مقرهم اللمجاور لبيته ٠ولكنهم
يبدون دائما على عجلة من امرهم »...
عاد عاد عن
الصف طويل امام القفرن. ٠ ولكنه كان متفاكل. بان ذورة
سيجيء اليوم ٠ تحسس جيبه ليتأكد من وجود الليرة اليتيمة ٠
لو كان يحعل واحدة اخرى لكان يشتري قطعة خلوى لخقسن
والطفلة ٠ يضايقه ويريحه في آن » ان حسن ام يعد يطاليسه
بقطعة حلوى كما من.قبل ٠ كان يلح عليه كلما خرج الى
الفرن : « الن تأتينا بالحلوى ؟ كنت تفعل من زمان 4 ؟
كان يتوجس لحظة خروجه انذاك : سيقفز حسن عليه يقبله
ويطلب اليه ان لا ينسى الحلوى ٠ وكان يعده وهو يعرف بأنه
سيعود الى البيثت » يناول ام حسن الخبز ثم يخبط يده على
رأسه ويعتذر بأنه قد نسي »2 ويتهنى لو تكون حركته المسرحية
مقنعة ...٠ 1
وشعر بالالم في صدره ٠
بالامس »© وبعد صمت طويل ©
طلب منه حسن ان
يجيئكه بقطعة حلوى » ولكن باستحياء لم
يعهده من قبل كأنه يذنب ٠.0
سأشتري بنصف ليرة خبز وبالنصف الاخر اشتري قطعتي
حلوى بالسكر ٠ اتخذ القرار » ولتقل ام حسسن ما تريد ٠ الارغفة
القليلة » تكفي ».وهو لا يشعر بالجوع اليوم » على اية حال .
وبدا الضيق ريج عن صدرة ..٠
اد كلا عر
مهدويا عند باب الفرن » طار ابو حسن مسافة
تحسس جسده بيده ٠ اين الاخرى ؟ الالم يلفد
'والسائل اللزج يتدفق دافئًا ٠ هاذا حدث لي ؟ اذا لا استطيع
الحراك ؟ اذا يحملقون بي ويتهامسون ؟ ام حسن بأنتظاري ٠
ستكون قلقة جدا ٠ غيرتها الحرب ٠٠١ ماذا يفعل هؤلاءالبلهان»
الى اين يحملودتي ؟ اها 4 يستمون +
وانطلقت سيارة الاسعاف تطلق صفارتها المشؤومة ٠ وتجمع
المارة يستطلعون ٠ انحنى احدهم والتقط ليرة من بين فتات
الحجارة » وضعها في جيبهة ومشى ٠.٠
كان الانفجار
امتار عديدة . - هو جزء من
- الهدف : 370
- تاريخ
- ٢٥ سبتمبر ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 10270 (4 views)