الهدف : 371 (ص 15)
غرض
- عنوان
- الهدف : 371 (ص 15)
- المحتوى
-
©-كان يا مكان ثلائة ثيران ٠ احدهما اسود والثاني ايض
والثالث بني اللون ٠ وكانوا يعيشون ويرعون في مرج يكسوه
العشب الاخضر » ويقع عند طرف غابة كثيفة يحكمها اسد عرف
بدهاثه ٠ وكان الثيران الثلائة يعيشون معا بانسجام ووثام لا
| يعكر صفو حياتهم شيء ٠
وذ يوم من الايام خرج عليهم اسد الغاب من بين الاشجار »
القى عليهم السلام مرحبا بهم في الجوار » ومعبرا عن مدى
استثناسبه بهم ٠ ومن يومها والاسد قد اصبح جزءا من نهارهم
في المرج يطل عليهم »2 يلقي التحية » ويجالسهم بعض الوقت »
يحكي لهم حكايا مملكة الغاب بشؤونها وشجونها ٠ حتى كان
يوم فاجأهم بينما كان الكور الابيض يرعى بعيدا عن رفيقيه ٠.
لقد جاءت: فرصته الذهبية ٠ تطلع نحو رفيقهم البعيد وتساءل
بيراءة مصطنعة :
« ما علاقتكم بهذا الثور ؟ »
- «.انه رفيقنا وشريكنا في هسذا المرج »© ونعيش ثلاثتنا
بانسجام وهدوء تامين » ٠
« لا اصدق » » هتف الاسد فصطنها الاستغراب » « وكيف
يكون شريككما هذا الابيضش » الاجرد » الذي لا لون له ؟! ما
له ولكما » يشارككها المرج الاخضر ؟! »
- « ولكنه شريكنا ورفيقنا »
واعترضهما الاسد الداهية » ومضى في محاولته الخبيثة :
د اولقن ها هذهو الشراكة الغريبة ؟ اتدرون انة يشارككما ف
المرعى والمرج لا يكفي ثلاثة ثيران ٠ سينضب العشب قبل
مجيء الموسم الثاني » وستجوعون ٠ انسا ادرى منكم بهذا
المرج » ٠
وراحخكت تخف حماسة الثورين في الاعتراض والدفاع عر
شريكهما :
« ولكن ما العمل ؟ »
وضحك الاسد ضحكة استعلاء
- « لا. تكلفوا نفسيكما عناء التفكير ٠ انا اتدبر امره »
فتتخلصا منه ويصبح ا مرج لكما وحدكما ولن يأكلكوا الجوع
بين الموسم والاخر ٠ » 1
وقام الاسد » واتجه نحو الثور الابيض ٠ تبادل واياه الكلام
ثم استدرجه نحو طرف الغاب ٠ وبعد لحظات سقع الثوران جعيرا
رهيبا هز سكون الغاب » وما لبث ان تلاشى » ليرج اليهما
الاسد والدماء تلون شدقيه ٠ لقد تناول وجبة خاصة واكل
حتى التخمة :
« الان انتهى كل شيء ٠ اطمثنا وسأراكما قريبا ٠ »
ا د جنر
© وانقضت عدة ايام قبل ان يطل الاسد على جيرانه في
المرج كعادته كل صباح ٠ وفي يوم من الايام وجدهما كلا في
ناحية من المرج ٠ انها فرصتهد الذهبية الثانية :
« مرحبا بالجار الجميل ٠ اراك وحدك هنا وذاك الجشع القاتم
اللون » يرعى في الناحية الاكثر اخضرارا ٠ للاذا تتركه
يشاركك لقمة العيش ؟ »
- ولكنه الرفيق الذي بقي لي ٠ انه سندي وانا سنده في
هذا المرج الموحش ٠ ولا تنسى اننا على طرف الفاب وليس كل
اهل الغاب من امثالك صديقا ودودا لنا ٠
واشاح الاسد بيده وقال بأسف ظاهر
« كفت اظنك ابعد نظرا واكثر طموها ٠ »
« ولكن ٠» لا افهم عليك ٠ (
- « الامر ابسط هما تعتقد ٠ انك ترضى به شريكا في الوقت
الذي تستطيع ان تكون فيد سيدا ٠ انا سيد الغاب ٠ انا ملك
لا يشاركني حكم مملكتي احد ٠ فلماذا لا تكون مثلي » ملك
المرج ؟ » ومهضى الاسد في لعبته الخبيثة “ وفكر الثور مليا :
لاذا يشاركه رفيقه المرعى ٠ لاذا لا يكون سيد اللرج » يرضي
الاسد الملحاح ويكون على مستوى طموحة :
- « حسنا » ولكن ما العمل ؟ »
- ومرة اخرى ابتسم الاسد ابتسامة العارف بكل شيء
- « لا عليك ٠ انا اتدبر امر ذاك الجشع واكرسك ملكا
على اللسرج »4
وراح الاسد باتجاه الثور الاخر ٠ تبادل واياد الكلام واستدرجه
الى طرف الغاب ٠ ومرة اخرى اهتز سكون الغاب بجعير رهيب »
ها لبث ان تلاشى ٠ وشوهد الاسد يسير بتثاقل الى اقرب
شجرة وارفة الظل ليغط في نوم عميق » بعد الوجبة التي اطلق ؛
فيها لشراهته العنان ١ ٠
#8 ور
© وانقضت عدة ايام على ملك المرج ٠يجوب المساحة الخضراء
ويسره ان يأكل ويآكل ويبقى العشب وفيرا ٠ ليس هناك من
:يشاركه لقمة العيش » ولكن ٠٠١ يقلقه التجول او النوم وحيدا
في جوار الغاب ..٠0
وصباح ذات يوم اطل الاسد على الثور الوحيد ٠ لم يعد
بحاجة لاصطناع الود » فهو الاخير ٠
وتطلع الثور في سحنة الاسد » فاجأه وافزعه ما رأى ٠ هاول
الهرب » ولكن الى اين المفر والاسد اكثر رشاقة منه ٠٠١
وتوقف ٠
« حسنا فعلت ٠ لا جدوى من محاولة الهروب ٠ »
- « ولكن قبل ان تنقض علي » اريد ان اقول كلمة اخيرة '
ارهد ان اقول انك لا تقتلني الان ٠ لقد قتلث يوم قتل الثور
الابيضن ٠ » (!) - هو جزء من
- الهدف : 371
- تاريخ
- ٢ أكتوبر ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 22189 (3 views)