الهدف : 394 (ص 9)

غرض

عنوان
الهدف : 394 (ص 9)
المحتوى
الذكرك السّادسّة للإستشهاد
الرفيق القائد غسّان كننافج
ضكرت الهنا
شجرة الحبار
ملكا ن كتاف جنين دنمًا
فرح ماليّاس فكان المعجصزة,
6
هزته مأساة فلسطين من الاعماق لكنها لم تشده الى بحار اليأسس
او مستنقعات الاتكال ‎٠‏ فراح يبحث في تلك السماء الظلمة عن
نوافذ للتحدي ‎٠٠١‏ تحدى الياأس ليخلق الحياة والنهار من جديد ‎٠‏
ورغم جنينيته في ذلك الزمان » وجد نوافذ عديدة » نفذ من بعضها الى
رحاب واسعة من الامل والتفاؤل وعلى عتبات البعض الاخر وضع قدها جمدها
الحظ والاحتمال ‎٠‏
لكن العبور كان صعبا ‎٠١‏ ولادات عسيرة واحدة تلو الافرى » ولكن كلها
عسيرة ‎٠‏ فبين الياس والامل مسافة شاسعة : المسافة بين الواقع والرؤية
الحاللمة ‎٠‏
فخاضها ضروسا :
ضد الموت في جسده >
ضد اليأس من حوله »
ضد الجهل بين اترابه وابناء جيله نحو الامل والرؤية الحالمة ‎٠‏
غسان كنفاني الجنين الذي لم يشتد عوده بعد قاتل بضراوة امارد الجبار
للاهساك بخيوط الرؤية المستقبلية ‎٠٠١‏ لانها القدر والمصير ‎٠٠‏
كما قاتل بضراوة على الجبهة الاخرى » كي يفنت من حبال الاعتقال :
حبال الهزيمة واليأس ‎٠١‏ اغربت الشمس ولم يعد الامن حتى بالدماء مضرجا »
بل كسته غمامة سوداء » فتغير الزمن وتبدل الظرف : فلم تعد الكرمة تنتج
عنبا ولا شجرة التبن تينا » بل لم تعد لوريقات الصعتر طعمها الحاد اللذيذ ‎٠‏
الارض جديدة » لكنها تذكره بالاؤلى ‎٠‏
الجفاف قاس وجاف لكنه يشده ‏ دون هوادة » نحو التراب الندي ‎٠‏
يصرخ في وجهه ان احتفظ بقطرات الدم وحولها عرقا تنفذ من خلاله نحو
الامل ‎,١‏
لتكن هحبل السر الذي يمد الجنين بالحياة ويقطع كي ينمو الجنين نعو
الحياة ‎٠‏
وكان غسان حبل السير ‎٠‏
امد الجنين بالحياة وانتهى كي ينمو الجنين نحو الدداة ‎٠‏ كان الجنين
والسسر ‎٠‏ وكان النمو نحو الزمان !
ل
قبل آلاف السنين ترعرعت اشجار الصبار في مناطق خصبة من
العالم ‎٠‏ كانت اشجارا وارفة الظلالٍ مرتفعة القامة عريضة الجذع »
اوراقها عريضة خضراء وملساء الملحس ‎٠‏ تستقي حياتها من التراب
المبلل وتتنفس عبر اوراقها العريضة وتغيرت الظروف وساد جفاف ‎٠‏
‏واحاط باشجار الصبار اليأس ‎٠‏ فقد هلكت كل الاشجار الاخرى وهلكت
النباتات وابيضت الارض الحمراء بعد ان نشف الدم يي خلاياها ‎٠‏
وقررت شجرة الصبار ان تتحدى الامر الجديد ‎٠٠١‏ رغم وجودها في ‎١‏
بحر من الجفاف والموت ودمار الافق ‎٠١‏
وانطلقت من محيط اليأس لتتكيف مع الظروف الجديدة متهر| | '
الجفاف والموت من ناحية ( وهي الضعيفة الضعيفة ) وناظرة للمستقى ,
فتخلصت من اوراقها العريضة البراقة وحولتها الى ريش رفيعة لا تر
للقيظ بان يبخر الماء من عروقها ‎٠‏ فدرأت عن نفسها الفتل بالجفافى "
وراحت بعدها تفتش عن طرق جمع طاقاتها ورصها في اشكال تتناس
مع طموحها لقبول التحدي ثم التصدي ! 9
©
ملأ الحب حياة والحياة حبا ‎٠‏ وامتشق السيف يحارب الشقوق في زات
كي ينفذ هو والاخرون من شقوق النور في السماء اللظلمة ‎٠‏
فاحتضن اللرضن وكظم عليه وهبط درجات « اللطبعة » ابلظلمة وتدشق
رطوبتها العفنة وعود عينيه على للعان حروفها الرصاصية ‎٠٠١‏ كي ين
للاخرين طريق الاهل ‎٠١‏
انهكه صف الحروف في اللطبعة لكنه كان سعيدا فمنه ولهم كانسن
الحروف تصطف بسرعة انيقة اناقة ريشته الرقيقة » لتنطبع في الاذهان قبل
الورق ‎٠‏ كان الحرف وسيلته الاؤلى ليخلق اللعجزة من الجنين المعلق بحب
اليأس ‎٠‏ واستمرت الاحرف وسيلته اللمعجزة لتحقيق الخلق الجديد ‎٠١‏ في ظل
الظرف الجديد نحو العالم الجديد ‎٠٠‏ عالم الامل ‎٠‏
قال لهم : مدوا الجنين باسباب الحياة يمدكم بعدها بالحياة ,
واضاف لهم : اسباب حياة الجنين الجديد هي ذاتها اسباب انتهاء
القديم ‎٠‏
وتابع : اقتلوا القديم اليائس بتنمية الجنين ‎٠١‏ مارد اللستقبل ,
وعلمهم : .
« وعد بلفور هو وعد المستعمر الذي لا يملك » للصهاينة الذين لا هق
لهم » بارض فلسطين » ‎٠‏
وعلمهم : ان الوعد تحقق بالارهاب والعنف ‎٠‏
وعلمهم ان العنف وسيلتهم للتخلصس من الوعد واللوعودين والغاصبين ‎٠‏
‏ونظمهم صفوفا تدرب اجسادها ليصلب عودها لتقاوم الجفاف والعنف وكي
تستمر في العطاء : حب للحياة وحياة للحب ‎٠‏
نظمهم كي يقولوا كلمتهم :
فلسطين لنا ولبنينا بعدنا وافهمهم ان هذا هو نداء الحياة يسكبون من
اجله العرق والدم والحياة ‎٠‏ .
ثم ارسلهم في الارض ينظمون صفوفا عريضة ‎٠‏ وأرسلهم في الارضس
يضربون جذورا عميقة تتحدى وتعبىء وترص الطاقات كي تنمو نحو المستقبل
٠ ‏والاحتمالات‎
ولم يكن كافيا لاشجار الصبار ان تقلص اوراقها ريشا كي تعيش»
فقد خف تبخر دمها ‎٠‏ لكن حاجتها لدم جديد يبث في عروقها » التي
كادت ان تجف بفعل اليأس المحيط والقيظ الرابط » حياة جديدة ‎٠‏ تنم
معها وبها نحو المستقبل والاحتمالات فاعادت تنظيم امورها ‎٠‏ فحيث
الارض المنبسطة طورت جذورها لتصبح قصيرة الطول منفرشة على
مساحة واسعة لتلتقط وتمتص كل ذرة هن اللاء تتلوى على السطح
فقط دون ان تغوص ‎٠‏
وراحت تلتهم ذرات الماء » وتحولها مصدر قوة وحياة وحيث الأرفي
صخرية ضربت جذورها في الارض عميقا ‎٠١‏ امتارا طويلة وشعبتها في
التربة فصعب اقتلاعها وسهل ‏ عليها امتصاص رحيق الحياة من التراب'
فنمت في محيط الياأس وتحت هيمنة الجفاف القاكظ نحو المستقبل
والاحتمالات !
واستمر رجل الحب والحياة يعطي الحياة حبا والحب حياة ‎٠‏ فقد كان
الف عنده شرطا هن شروط الحياة وكان التحدي ‎٠‏
الاستاذ سليم : علمهم عن الوطن وما كازبامام ,
ام سعد اعطتهم الحياة وها كانت بمتعلمة ‎٠,٠١‏
راقبهم ‎٠٠١‏ جميع الذين ارسلهم في الارض ينظمون الصفوف ويضربون
فيها جذورا عميقة ‎٠‏
وحدثهم عن قيظ الجفاف والرجال الذين غرقوا في الشمس فاحترقوا لانهم
ابتعدوا عن رائحة الشعر المبلل بالندى ‎٠١‏ راكحة الارض المرأة ‎٠‏ وذكرهمم
بمعنى البندقية والارض ورسم لهم سماء جديدة لونها لون ازهار البرقوق
ونسيمها نسيم نيسان الطري ‎٠‏
وبقي يتحدى ‎٠‏ فحبل السر انهى اللهمة والجنين كبر وصار العطاء متلازما
والتحدي مستمرا ‎٠‏ بدأت مرحلة التحضير للثورة ‎٠‏ فقد قطعت حبال الياس
عندما انقطع حبل السر من بطن الجنين وصار يتنشق هواء الرؤية المستقبلية
والاحتمالات .
قوي العود وأصلب وراح ينسج الخيوط نحو الافق نصو شقوق السماء
ابلظلمة التي اتسعت ‎٠‏
ناولني ورقة رقيقة عليها كلمات مصفوفة :
الفتى خالد الحاج ابو عيشه الذي قوى عوده امس © توجه نحو التراب
الندي في الجليل الاعلى وها كاد يمتع نفسه براكحة الشعر ابلبلل والصعت
البري حتى اصطدم بالقيظ فاشتبك معه ‎٠,‏
فجفت ورقة الصعتر ونشف البلل عن الشعر ‎٠‏ عندها قرر أن يعد
للارض ها أخذ منها كي ينبت الصعتر من جديد وهوى مقبلا الارمس ناففا
فيها هن دمه حياة جديدة ‎٠‏
ونبت في ذلك اللكان شجرة صبار جديدة تنمو نحو ابلستقبل والاحتمالات ,
وقال لي : اذهب بهذه الورقة وبلغ ولكن احترس فالفتيان ما زالوا يافعين
والقيظ لهم بالمرصاد ‎٠‏
فقلت له : اي قيظ ‎٠١‏ فالقيظ هنالك فوق الجليل ‎٠‏
اجابني بابتسامة دافئة + دفء رائحة ارض بللها قطر الغيث :
« القيظ حيث القهر واعتقال الحرية » ‎٠‏
وانطلقت شرارات اللمرحلة الجديدة ‎٠٠١‏ مرحلة مد الحبال نحو الرؤية
المستقبلية والاحتمالات ‎٠‏
وراح الفتيان يعدون العدة للوصول لشجرة الصبار التي نبتت في الجليل
‎٠‏ للوصول لصعتر خالد الحاج ابو عيشه ‎٠١‏
والتهبت اخرف غسان كنفاني التي اضاءت الطريق ‎٠‏ واصبحت مصدر
اشعال بعد ان كانت مصدر دفء في مركلة النمو الجنينية ‎٠‏
فكشفها كلمات قنابل وزعها سنابل رماحا ‎٠‏ واشتد القيظ فهبط قاسما
ضاربا معذبا ‎٠‏ فجر اليأس لم يجف والجفاف كان بحرا من اليأس يلف الواقع
ويبعده عن الرؤية المستقبلية ‎٠١‏ عن التحدي والتصدي ‎٠‏ ويشد بخيوط الفجر
الاؤلى نحو الظلام يريد ان يطفىء فيها بوادر الامل ‎٠‏
٠9
‏فكان التحدي اكبر‎ ٠ ‏اراد للشروخ التي توسعت في سماء الظلام ان تضيق‎
‏فتجمع الذين انتشروا في الارض تعبكة واستنفرت‎ ٠ ‏والقتال اكثر ضراوة‎
١ ٠, ‏الجذور الضاربة في الارض عمقا‎
وعندما تتعرض اشجار الصبار لرجمات من القيظ اشد تلجا فورا
لاسلوب جديد لحماية النفس ولضمان الاستمرار في الحياة وتعدي
ظروف الجفاف والقهر ‎٠‏
فتقوم بتجميع السائل من عروقها وتخلطه بافراز حليبي اللسون
يجعل من قدرة السائل نفسه على مقاومة التبخر قدرة كبيرة ‎٠‏ وعندما
تزول الهجمة تعود الشجرة لتوزيع السائل مجددا في العروق محتفظة
بالمادة الحليبية في كنفها ‎٠‏
تدافع اليافعون نحو الجليل ونحو خالد الحاج ابو عيشه ‎٠‏ وكان اندفاعهم
ملتهبا يواجه القيظ بعنفوان الندى ‎٠‏ واستل غسان كنفاني قلمه الرقيق خاطا
لليافعين المندفعين فكرا سياسيا ودروسا في التنظيم والعنف الثوري ‎٠‏
وكبرت اللوجة واشتدت الفيوط نحو الافق فاصبحت حبالا متينة ‎٠‏ وتأرجح
القيظ وسقط الندى مرة اخرى ‎٠‏
وبقيت كلمات غسان كنفاني تتابع بتدرج منطقي : تدرج قطع الخيوط مع
بحر اليأس ومدها حبالا همع الرؤية المستقبلية واحتمالاتها ‎٠‏ ولم تبخل لحظة
عن دب الحياة وملئها بالحب ‎٠١‏ وبقيت شوكته عنيدة وشكيمته قوية متحديا
في ذاته الشروخ وفي الواقع ظلمته وني المستقبل اكتمالاته ‎٠‏
كان نضاله ينمو بنهو الجنين الذي قطع حبل السر منه » ومطرقته عملت
دون كلل لسبك الحروف اللضيئة والملتهبة ‎٠‏
حروف تلهب الفتيان المندفعين نحو الجليل ‎٠‏
حروف تنظمهم خلال اندفاعهم حروف تسيس مسيرتهم نحو الرؤيمة
المستقبلية وتعطيها عمقا وبعدا ببعدها نهائيا عن محيط القيظ والجفاف
واليأاس ‎٠‏
وامتدت حروفه نحو القيظ نفسه تفكك اوصاله ‎٠‏ فتشتت هجماته وتخفف
قدرته على تبخير الحياة ‎٠‏
واصبح الجنين ماردا ولم تتحقق المعجزة ‎٠‏ فحبال اليأس التي التفت
حول عنق الجنين قطعت ‎٠٠6١0‏ فنما ‎٠‏ وحبل السر الذي غذاه كان عظيما
ومعطاءا فاشتد عوده ‎٠‏
والخيوط التي نسجت نحو الشروخ المضيكة في سماء مظلمة نمت
ولكن تشابكت وراح قلم غسان كنفاني ينهال بكلماته لحل التشابك
كي تقوي الخيط وتتوسع الشروخ لتصبح نوافذ منيرة ‎٠‏ فذكر الارتال
المندفعة بثورات شعبهم واستخلص دروسها وعبرها ‎٠‏
وتحدث لهم عن تجارب الشعوب الاخرى وثوراتها ودروسها ‎٠‏
‏ونقل لهم ملاحظات ام سعد عن الذين « لم ترضعهم امهاتهم بما فيه
الكفاية » وعن الذين تسلقوا الشجرة قبل ان يقوى جذعها وعن الذيين
اكلوا الثمر قبل ان ينضج ‎٠٠‏ رسم لاصحاب الحيآة والارض طريق
العودة للارض ‎٠‏ الطريق التي ابتعد عنها الاعمى ‎٠‏ وأسمعهم ممن
حكايات الثورات ودروسها الكثير كي لا يقعوا في الحفر والمهاوي :دروس
وحكايات لم يسمعها الاطرش ‎٠‏ كل هذا والمطرقة تنهال على القيظ »
لا تهدأ » لا تكل حتى يتمكن الذين انتشروا في الارض من نسج الحبال
مع الذل والاحتمالات ‎٠‏
ويستمر الجفاف القاكظ ويستمر النضال لتفكيك اوصاله كما علمنا غسان
لكن بعض اشجار الصبار اعادت ريشها اوراقا وارفة فجفت الحياة فيهيا
وسقطت » تبخرت منها الحياة لانها ضلت الطريق الى الصمود في وجه القيظ
وانتهت باوهام تفكك القيظ عن ضيرباته اللاذعة ‎,١‏
وبقيت اشجار الصبار الاخرى تتابع التحدي ‎٠٠٠١‏ تصمد في وجه القيظ
وتناضل من اجل الحياة والعودة للايام وارفة الظل ‎٠‏
ويستمر غسان كنفاني في كل جنين حبل السر الذي يمد الحياة لينمو
نهو الرؤية المستقبلية والاحتمالات التي حددها بوضوح الاعجاز :
الثورة » النصر » التقدم ‎٠‏
0
هو جزء من
الهدف : 394
تاريخ
٨ يوليو ١٩٧٨
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)