الهدف : 395 (ص 18)
غرض
- عنوان
- الهدف : 395 (ص 18)
- المحتوى
-
-2-
لذعكرك السّادسّة لإستشهصاد 5 أ 5
هه الرشِقَ القائد غسّان كننافا 5 + ١ 0ه
ا
اغنىه
7 قد يكون غسان كنفاني واحد من قلة بين الفنانين » الذين تظل
شخصيتهم : اغنى بكثير من عطاءاتهم » برغم عظمة ما اعطوا
وتعدد ذلك العطاء وتنوعه ٠
إن تعرق غسان عن قرب ء لأهم بكثير هن ان تطلع على كل ما اعطاه »
قد يكون قولا غريبا » ولكنه » كاستثناء للقاعدة » يصيب عيبن الحقيقة ٠
وفي الثامن هن هذا 'لش.هر » تحل ذكرى غيابه السادسة » ذلك الغيياب
المأساوي حيث ذهب واحد من ابرز الفنانين العرب » ضحية للغدر الصهيوني
وعلى الارض العربية ٠
في شارع المعلوف
وفدنا معا الى لبنان » الواحة التي طاها استظل وارف ظلالها الافوة
العرب : كلما اجهدهم طويل السرى ء وكان اول لقاء لنا » في غرفته اللتواضعة»
الكائنة في شارع معلوف المصيطبة ٠ وكانت لقاءات » فمودة فاخاء » فايمان
بالقضية الؤاحدة والعمل في سبيلها حد الاستشهاد ٠
ولكنه سبقنا جميعا » تجاوزنا جميعا ٠
أاعطى بكثافة » وحدة وعمق وتنوع وفيما يشبه اللهفة المستدعية للعطاء »
لكأن قدرا خفيا » كان يحثه على اختصار الزمن » يذكره انه وشيكا ما يرحل ٠
لقد ارعبت كلمته الاعداء البرابرة المتجلببين بجلابيب الحضارة الزائفة ٠
وحين لم يجدوا القدرة على مقارعة كلمة بكلمة ٠ لجاوا الى الغفدر
الخسيس » فكان لهم ها ارادوا ء على المدى القريب » ولكنهم نسوا » ان
الكلمة الحقيقية يستحيل اغتيالها » وانهم سيدفعون غاليا في المستقبل »
كلما قرأ قارىء - شيئا لغسان او شاهد لوحة له ٠
جائزة القصة
في العام 5 اقامت مجلة « المعارف » ايامذاك » مسابقة للقصة العربية»
شارك فيها ١0؟ قاصا عربيا ٠ وكانت لجنة الحكم مؤلفة من : سميرة عزام »
فؤاد كنعان وانعام الجندي ونال غسان الجائزة الاولى » وطبع « السرير
رقم ؟١ » + كانت تلك الجائزة طريقا لغسان » وهو الذي لم يكن بحاجة السى
جوائز ليؤكد قيمته الادبية والفنية ٠
وانطلق يعهل في كل حدب وصوب » في « الحرية » » في « المخبرر »
الاسبوعية » وفي « الانوار » وفي « الهدف » و « الدستور » ٠ فيما بعد ٠٠١ في
كل مكان » حتى يصعب عليك ان تلاكقه في تعدد مجالات نشاطاته ٠
صحافة + نقد » قصة ء رواية » مسرح » شعر » ورسم وفي كل هذه
المجالات كان اللمميز والمجلي ٠
الواقع ان غسان لم يكن يكب سوى حساب « مجموعة » من الامراضن
التي كان يشكو منها » ولكنه يأبى ان يظهر ما يعاني منه ٠ كانت ضحكته
الدائمة » وسخريته اللاذعة » غطاء قشيبا ابدا » يغطي على كل شيء » ولا
يستطيع استشقافه سوى قلة من الصحب والخلمس ٠
كان يعاني من السكر » الذي يجب ان يتناول ادوية معقدة له » فان
زادت النسبة او نقصت كان لهذه الزيادة او النقصان كل الخطر على حياته ٠
وكان يعاني هن نوع من النقرس ايضا » ناهيك عن « مجموعة » الامراض»
التي تتوزع انحاء جسده » الناحكل ٠
توهج طويلا فانفجر
كانت سبرعته في العطاء » دون ان يفقد نكهته الخاصة والعمق اللازمسين
لذاك العطاء » تذهل كل اصدقائه وزملائه في المهنة او الادب ٠
©
ن فى
4 ٠
كانت حالة من الاحتراق والتوقد » تتاجج في الاعماق » والانامل المعطاء ع
ولم يكن يعرف للتوقف ٠ لالتقاط الانفاس معنى ٠
والحديث يطول » والذكريات اغنى من ان ينضب لها معين فلنتوقفق
عند احدى مخطاته الكثيرة الغنى ٠
غسان الريشة والالوان
كثيرا ما كنا نفاجا » حين يكون عليه ان يصنع لوحة » او رسما مع كلمة
او مقال او حتى غلاف كتاب او مجلة » ولا يجد رساما قريبا هنه » انه يقوم
هو برسم « ما يلزم » ٠
« فهمنا » قصة ونقد وصحافة واحيانا شعر » رسم كمان » ٠١ ولم تكن
تجيبنا سؤى ضحكته الدائهة او تعليقاته اللاذعة البلفعمة بروح اللحبة ٠ ومع
الايام » ازدادت حاجاتنا » كين اكتشفنا » ان الرسم بالنسبة اليه » ليس
هجرد هواية ؛ او ملء للفراغ » انه يرسم بجدية وعمق » كما كان في كل
اعماله » ولكنه في نوع من التهيئة والتحضير لشيء اوسع وأكبر » في حدود
وعيه » كان لا يعلن » او لا يهتم بالاعلان عن هذا الجانب فيه ٠
من يعرف شيئا عن حياة غسان ؛ لا بد له وان يتساءل من اين له الوقت»
لينصرف الى الرسم » ايضا » خاصة وان اعماله في هذا المجال » تحتاج الى
طويل صبر وجلد ومعاناة » ولكنه » حتى في مجال الريشة والالوان اعطسى
تماما » كما عودنا على العطاء في مجالات الكلمة والنضال ٠
اين هي اعماله الكاملة لوحاته جميعا ؟ الواقع انها موزعة على
الاصدقاء ٠
دعوة لجمع اعماله
اننا هنا ؛ ندعو اؤلئك الاصدقاء : لجمع ما لديهم وتقديمه الى جمعية
غسان كنفاني » التي اهتمت خلال السئوات الماضية بنشر تراثه الادبي في
اربع مجلدات ( الثالث لم يصدر في ظروف الحرب ) والتي انشات مجموعة
من رياض الاطفال باسمه ٠ فقد كانت الطفولة هاجسه وعزاءه الدائمين ٠
كما اننا لا بد لنا وان نشكر لهذه المؤسسة » طبعها لعدة لوكات وصلت اليها
وتوزيعها ٠
ابرزها « فلسطين » » زخرف يتجاوز حدود الزخرفة الى الايحاء ٠
مجموعة من الخيول » التي يبدو انه حمل لمساتها من عيشه فترات في
الصحراء ٠
« الشيخ » وهي عمل شديد الخصوصية » فيه الحلم » والغموض »والسفر |
البعيد في اعماق الذات » الماضي والمستقبل ٠
« نساء » » وهي جانب من النكبة » حملت الحزن الدفين » قائما حقيقيا»
إلى جانب نوع من الاصرار » الماساوي على متابعة الطريق » الازرق المشف ء
فيه الكثير-من شفافية الفنان » والابيض > الذي يوحي بلقائه بالازرق بالكثير
من التصميم والحزن معا » وتبقى الوجوه النابعة من قلب العتم ٠ لتؤكد على
انسانية الانسان العربي الفلسطيني ٠
اما اهم اعماله فهي « عنتر » التي اعطانا فيها » كل ما في الصحراء من
قوة وقوة وابعاد ٠ وقدم اليناعنتر فيها : غير ها عرفناه في كل العطاءات
الاخرى ٠ انه الفارس القادم من الماضي السحيق » هن اعماق الاسطلورة »
ليصنع المستقبل » يحدد معالله الاكيدة والنبيلة ٠
وفيها » حتى على الصعيد الفني » اشارات » لو طالت فسحة الزمن
قليلا » لكانت اكثر من اضواء كاشفة على دروب الفن التشكيلي 8
هل نبالغ » وهل نكتب ما نكتبه » بتأثير حزننا على صديق راهفل غ,
وشعورنا بالفراع الكبير الذي تركه ٠
ربها » انما نحاول ان لا نقع تحت هذه التأثيرات » اللموجودة فعلا ٠
الكف الراحلة
يوم الفاجعة » بحث رفاقه واصدقاؤه طويلا » عن قطع جسده الغالي »
كح كان يشد وجهد,مع وخز ابرة الانسولين في يده »ويتطلع
([(9)) الى صورته ميتا في الحائط المرأة ٠ في سباق معالموت
اسه كان غسان كنفاني » واللموت اللنتظر مع ارتفاع نسبة
السكر في دمه اتاه من طريق مفاجئة » طريق الانفجار ٠
وتشيخوف الذي كان مريضا بالسل » كثف نتاجه القصصي
حتى بلغ حوالي خمسمئة اثر من احجام مختلفة » كذلك غسان
كنفاني المتسابق الاخر مع الموت واجه المصير القريب بنشاطات
متعددة : نتاج ادبي غزير » وكتابة صحفية تقارب الادب »
وريادة الشأن الاعلامي الفلسطيني في شتى وجوهه الادبيية
والتشكيلية والسياسية والانسانية ٠
محبا للحياة » يعب منها حتى الجمام ويعطيها دممه
المفصود وشعلة عقله التألقة » والحياة عنده اخذ وعطاء ع
حركة للوجود الحقيقي تتفاعل مع الواقع وتشد اوتار اهدافها
الى الشأن المصيري ٠
هذا الذي توقع لنفسه موتا مبكرا كان له هذا ابلوت »وانفجار
جسده في تلة من لبنان كان نذيرا اوليا بالفاجعة الاتية » لقد
كانت بيروت اللمشرعة بلا حساب قاتلته لتكون هن بعد مقتولة
كبيرة لهمه الكبير » وبيروت التي احب والتي كانت مهمازا لهمه
الخاص والعام » ترامت اليوم اشلاء ٠ لو يعود غسان لتألم لها
مثلما يتألم لفلسطين » وتمنى حكمة ما تمنع عنها فعل القتل
والانتجار ٠
اديبا واعدا » ومؤسسا للنثر الفلسطيني الحديث - على
حد قول محمود درويش » هذا هو غسان كنفاني » لكن
السياسة لبسته ولبسها » انها قدره كفلسطيني وهي التي
جعلته يطرق باب الدراسات ليكتب « في الادب الصهيوني » ٠
قدره كفلسطيني جعله » فترة يراوح بين موقع ممتاز فسي
صحافة لبنانية متألقة » وبين موقع جارح في اعلام فلسطينسي
مناضل » لقد اختار غسان اللوقع الثاني ليكون له تمام الانسجام
مع روح وثابة وجسد يستعد للرقاد الاخير ٠
بيد ان حضوره في الاوساط اللبنانية كان مستمرا » ولقد
وجدوها جميعا » سوى كفه التي كانت الاكثر عطاء ٠
مر وقت طويل » حتى وجدوها » بعيدا عن مكان الانفجار لكأنها تلك
الكف » تمردت على واقع الغياب » احبت ان تتابع رحلتها » كفرس شاردة
في صحراء العصر ٠,١
او » لكأن هذه الحادثة بالذات ٠ كانت اللؤشر » الى الاسباب الحقيقية
الكامنة وراء اغتياله ٠
لكان تلك اليد » ارادت ان تؤكد ان الاعداء لم يخافوا اي شيء اخفر >
كما خافوها ٠
فيها كتب ورسم وخط اولى كلمات الخلود في سفر حياته الرائعة ٠»
البالغة العطاء ,٠١
عاصم الجندي
عن جريدة
« اللواء » اللبنانية
المودت المذدّوي
اتخذ غسان منه وسيلة لتقديم الفنانين الناشئين وتشجيعهم »
واكثر من مرة واحدة » كان يشاهد متابطا ذراع هذا الاديب او
تلك الرسامة يجد لكل منهما محط اطلالة في ضحيفة او في صالة
لعرض الفنون التشكيلية ٠
مبتدأه كان الفوز في مسابقة للقصة القصيرة التي اجرتها
مجلة « اللمعارف » اللبنانية عام ١41( »© وكان عنوان قصته
,م الصقر » ٠,
ومنذ ذلك التاريخ تناسلت عوالم القصة عنده لتصور عوالم
الفلسطينيين في تهويماتهم » فوق الخريطة العربية » وكانيلمس
في كل قصة يكتبها الجرح الفلسطيني الخاص : الوطن والكرامة
في الوطن , 5
تزوج غسان كنفاني من يسارية داتماركية » وشهمدت
علاقته معها البعد العابلي للشخصية الفلسطينية اللناضلة هذا
البعد الذي حقق في ما بعد نجاحات سياسية لا شك فيها ٠
بيد ان العلاقة الشرقية العائلية كانت تشد غسان بابنة
اخته بليس » وفي الرسائل التي كان يوجهها لها تقر محهبة
فلسطين وترابها وانسائها » وتقرأ قبس التفاؤل بالمستقبل ٠
غسان كنفاني الذي كان ينتظر ابلوت عن طريق ارتفاععم
نسبة السكر في الدم » اتاه انفجارا » ولقد كان موته مدويا
ورائدا لانماط الموت الصارخة التي شهدتها بيروت القاتنة
والقنبلة 0
وفي كل عام تأتي الذكرى » وتتأكد الافكار ويأتي الحث ان
يبحث كل عن موقعه وان يرسم كل موته اللدوي لكي تنبجس
الحياة نافورة ماء لامع يضيئها نور الشمس الزاهي ٠
محمد فرحات
« عن السفير »
كا ٠ - هو جزء من
- الهدف : 395
- تاريخ
- ١٥ يوليو ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 22437 (3 views)