الهدف : 397 (ص 18)
غرض
- عنوان
- الهدف : 397 (ص 18)
- المحتوى
-
أثار الانقلاب الافغاني الاخير ردود فعل عالمية
واسعة لا زالت اصداؤها تتردد حتى اليوم ٠ وقد تعددت
الزوايا التي هن خلالها نظر المراقبون الى هذا الانقلاب »
ليس أقلها اهمية تلك المستندة الى موقع اففانستان
الاستراتيجي وتوقيت الانقلاب مع نهو الردة اليمينية
في شبه القارة الهندية والاحداث في القرن الافريقي
واقليم شابا ,,١+
اضواء خاصة سلطت على محاولة تعريف التغيير
الذي حصل في السلطة السياسية في افغانستان : هل
هو « انقلاب عسكري تقليدي » » ام « ثورة وطنية
ديمقراطية » انتهجت طريقا خاصا في احداث التغيير ؟
| هذا التساؤل اعاد الى الاذهان التجربه التي
75 خاضها الحزب الشيوعي السوداني في العام (/ا9١ وكل
ا 2 لا ريب في ان الحديث عن الاقتصاد الافغاني وعن درجة تطور القوى
المنتجة ء وعن الاوضاع الاجتماعية وتركيبة المجتمع ونسبة القوى
ا الطبقية وعلاقات الانتاج السائدة وعلاقات اففانستان الخارجية ,٠١
ان الحديث عن هذه الموضوعات أهر على غاية الاهمية والضرورة في هذه الايام »
لانه يهدي الشيوعيين وكل الذين يهمهم فهم حقيقة التغيير الذي حصل في
افغانستان » ويساعدهم على تحديد مسار العملية التطورية وأفق الثسورة
التي يعيشها هذا البلد ٠٠١
كما ان الحديث عن هشكلة بلوشستان التي يتطرق لها الكتاب مشيرين
الى انها ستكون احدى اللصاعب التي سيحركها النظام الجديد ضد باكستان
وايران قاعدتي حلف السنتو الاساسيتين ٠٠١ ان الحديث عن هذه القضية مهم'
ايضا » ليس من اجل اخافة باكستان وايران وتحريضهها وتنبيههما الى الخطر
المتوقع أن يدهمهما » كما يفعل الكتاب الحريصون على أمن الرجعية وهيمنة
الامبريالية » ولكن في سبيل الاسهام بتوضيح حق هذا الشعب في ذقرير مصيره
بغض النظر عما سيلحق بالشاه أو بحاكم باكستان الجديد ٠٠١ !!
ان الحديث عن مثل هذه الموضوعات هام » ولكننا لن نتطرق اليه » لعدد
من الاعتبارات يتقدمها افتقارنا للمعلومات الكافية التي تسمح لنا بالخوض'
فيه» اؤلاء ولان حديثا كهذاء حتى في حال توفر المعلومات» لا يعدو عن كونه حديثا
عن الماضي والحاضر الذي استلمته الثورة » وهعنى ذلك اننا سنحتاج الى هعرفة
خطة الئورة للتغيير لكي نستخدم هذه المعرفة في سبيل مناقشة الخطة ومحاكمتهاء
ثانيا ٠
لذا فائنا مضطرون لان نقدم عرضا فكريا للتناقضات التي تحكم الثورة
في البلدان المتخلفة وهنها ١ ثورة الافغانية وتحدد افاق تطورها اللاحق » من جهة »
وسنقوم بمحاولة لاستخلاص دلائل الاتجاه الجديد لسياسة الاتحاد السوفياتي
الخارجية » ومغزئ استخذام الشيوعيين للمؤسسة العسكرية كاداة لاستلام
السلطة » وعلاقة ذلك كله بسياسة الوفاق الدولي » من جهة ثانية ٠
واذا تحدثنا بلقة العناوين » فسنتحدث عن تناقضات الثورة الوطنيسة
6
فقا ؤدله |
الجدال الذي دار في حينها في اوساط القوى الديمقراطية
والاشتراكية في العالم ٠ ,
في البحث التالي الذي اعده الرفيق] ابه عدنان ]»
والذي ننشره كوجهة نظر ودعوة للحوار » محاولة لاجابة
« نظرية » » تسلط الاضواء مجددا حول الفارق بين
« الانقلاب » و « الثورة » » كها تثير المسألة الهامة
التعلقة بدور القوات المسلحة كأداة تغيير مساهمة ليس
فقط في يد البورجوازية والبورجوازية الصغيرة » ولكن في
يد البروليتاريا كذلك ٠٠١ وهو يطرح وجهة نظر في
ضوء القارنة بين « الانقلاب الافغاني والثورة
الافريقية » ٠
( هيئة التحرير )
الديمقراطية في البلدان المتخلفة » وطابعها » وقواها اللحركة ٠
ان ضرورة افتتاح موضوع البحث بالكلام عن تناقضات الثورة تتجلى في
كون بحثنا عن الحدث الافغاني بكليته ينطلق من اعتبار الانقلاب العسكري
الذي اسقط عهد داود » هو ثورة وطنية ديمقراطية متصلة بالثورة الاشتراكية»
ومحكومة بضرورة نقل المجتمع الاففاني الى صفوف البلدان الاشتراكية
والشيوعية ٠ بحكم قيادة الحزب الشيوعي الافغاني لها » لان هذا النمط من
الثورات محكوم بالارتباط الوثيق باتجاهه التاريخي الحتمي الذي هو الاشتراكية
والشيوعية +
ان البحث عن جذرية الانقلاب الافغاني وجديته ومغزى حدوثه ودلائله
وانعكاسات افاق تطوره اللاحقة » لا يمكن ان يكون مفهوها بدون هذا المدفل
الفكري » لذلك ينطلق البحث منه ٠
ولسنا بحاجة للقول ان موضوعات هذه اللقالة قابلة للمناقشة ليس بسبب
الجديد الذي تنطوي عليه » فحسب » وانما بسبب كونها هثار خلاف بين
الكتاب والمفكرين ن العرب ِي الاساس 000 |
تناقضات الثورة الوطنية الديوقرا طية
قي البلدان المتخلفة وطابعها
ان طابع الثورة الوطنية الديمقراطية في البلدان المتخلفة طابع انتقالي
مؤقت » بحكم طبيعتها المؤقتة الانتقالية هذه الطبيعة المحددة بمهمة الثورة
ألتي تتلخص في ايجاد الاساس اهادي التكنيكي للثورة ١ لاشتراكية التي
تمثل الاتجاه الحتمي لها ٠ اما بهاذا ومتى حدث هذا التغيير في طبيعة
الثورة » فيمكن ايجاز الجواب بما يلي :
ان الثورة الوطنية الديمقراطية في البلدان المتخلفة لم تعد جزءا من
الثورة البرجوازية العالمية » بل انها اصبحت جزءا من الثوركة البروليتارية
العالمية ٠ وقد تم هذا التحول بفعل ظروف انتقال الرأسمالية الى الامبريالية
واقتسام العالم الى مستعمرات خاضعة لسيطرة الدول الامبريالية الكبرى »
التي ادى تناحرها في سبيل اقتسام المستعمرات الى حدوث الحرب العالمية
الاولى التي ايقظت شعوب البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة » وفتحت عيونها
على بشاعة الظلم الذي تخضع له فتحفزت للنضال ضد مستعمريها وظالليها »
وفي هذه الظروف العابلية جاءت ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى لتعطي هذه
العوامل مضهونا جديدا تجسم في مثال حسي ملموس امام انظار تلك الشعوب
وفتح طريقا واسعة للتطور الجديد الذي بدأت هذه المجتمعات تعيشه منذ ذلك
التاريخ ٠
وبموجب طبيعة التطور الجديد وطبيعة الثورة التي تستقطب مسيرته »
اصبح طريق التطور الرأسمالي عاجزا عن تحقيق تقدم المجتمعات المستعمرة
وشبه المستعمرة كما اصبح بموجب تلك العوامل كلها استمرار نجاح الثورة
الوطنية الديمقراطية وبلوغها نهاياتها الحاسمة مقترنا بقيادة الطبقة العاملة
وحزبها الشيوعي » والتزام جميع طبقات الثورة ببرنامج الثورة المرخلي »
المستند الى ايديولوجية الطبقة العاملة » الماركسية اللينينية والذي يجسم
الواقع الراهن وينطلق منه لاحداث التغيير الجذري في الحياة الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية والسياسية وبسبب توفر هذه الشروط فان الثورة تسير
نحو اتجاهها التاريخي الحتمي الذي هو الاشتراكية » بنجاح من مرحلة الى
اخرى سيرا يحدد طابعها وقواها المحركة في كل مرحلة من مراحل تطورها ٠
كون الثورة الوطنية الديمقراطية » اصبحت جزءآ من الثورة البروليتارية
العالمية » فانها تجابه بمقاومة عنيفة من قبل القوى الرجعية » والامبريالية
العالمية ٠ وتدخل مع هذه القوى بمعركة شرسة طويلة تتابع الثورة ابانها
ضرباتها لاعدائها ٠ ويتابع الاعداء مقاومتها ورسم المخططات لتعطيلها عن
مواصلة مسيرتها تمهيدا لاجهاضها بالاجهاز عليها او بحرفها عن طريقها
الطبيعي ٠ وكلما تقدمت الثورة في تحقيق مهماتها وانجاز اهدافها » كلما
توغلت بعيدا في طريق تسديد الضربات لاعدائها واضعافهم باجتثاث وجودهم
ودوائر نفوذهم وركائزهم في مجتمعها ٠
ان اهم مهمة يتوجب على قيادة الثورة تحقيقها هي تعبكة كافة القوى
المحركة للثورة ٠ وتوفير الظروف اللائمة لنمو حركة الجماهير عامة وجماهير
العمال والفلاخين الفقراء على وجه الخصوص ٠ اذا ؟ لان الجماهير هي اهم
طاقة تتوفر للثورة في ايامها الاولى خاصة ء فهي القوة الانتاجية الاوؤلى »
وهي اللقاومة الشعبية ضد قوى الثورة المضادة وفوق ذلك كله » فهي صاحبة
المصلحة في الثورة وفي نجاحها بتحقيق اهدافها بالقضاء على الاعداء وبالتقدم
الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والايديولوجي والتكنيكي والثقافي وفي كل
تقدم يساعد الجماهير على تحسبن اوضاعها المعيشية وتطوير جوانب حياتها
الاخرى والارتقاء بمستوياتها ٠ على أن مهمة تعبئة الجماهير .تتطلب من قيادة
الثورة وهي تخرص معركتها مع اعدائها » ان تبذل جهودا كبيرة من اجمل
توعية الجماهير بمصلحتها الطبقية بفية شحذ يقظتها ودفعها في عملية
الصراع الطبقي والوطني ضد القوى اللضادة للثورة ٠ ان الخط البياني لعملية
الصراع الطبقي والوطني ٠ وبالتالي يقظة الجماهير يجب ان يسير باستمرار
نحو تغليب الاتجاه التاريخي الحتمي للثورة وذلك بتجميع كافة قوى الثورة
أي العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة في ابلدن وكل العناصر والفئات
الاجتماعية التي تسهم بالثورة وتكتسب بذلك الاسهام حقها في المشاركة وهذا
امر هام لا بد من تحقيقه في اللرحلة الاولى اذ على ضوئه تتحدد معالم وابعاد
ومقاييس البرنامج الذي يتجنب عادة ابلس بمصالح كافة الطبقات والفئات
الاجتماعية والعناصر المشاركة في الثورة في اللرحلة الاؤلى » على ان عملية
التجميع هذه ليست غاية بحد ذاتها بقدر ها هي وسيلة لتمكين الثورة من بلوغ
مرحلتها التالية التي هي الثورة الاشتراكية ٠ لذلك فان عملية تجميع القوى
الطبقية الوطنية تصبح موضع اعادة نظر بين فترة واخرى » اما اللقياس الذي
تتخدد ,بموجبه هذه الاعادة » فهي الخط البياني لتقدم الثورة وتطور قواها
المنتجة وعملية الصراع الطبقي والوطني وما ينتج عنها من يقظة لدى اوسسع
الجماهير » وبهذه الاعادة تقضي فئات اجتماعية واقتصادية وسياسية من ذلك
التجمع اي من الحلف الاجتماعي الثوري وسوف تصل الثورة الى القضاء
تماما على البرجوازية بكافة اشكالها ومراتبها » وبذلك يتغير طابع الثورة
بالتدريج من طابع برجوازي الى طابع بروليتاري ٠
هذه هي باختصار شديد طبيعة الثورة الوطنية الديمقراطية الجديدة التي
تكون قيادة الطبقة العاملة لها ضرورة من ضرورات نجاكها » وهذا هو
1 ل 5 5
طابعها الانتقالي ٠ بيد ان تجربة ما يسمى ببلدان العالم الثالث )١( لم تتبع
كلها خط السير هذا وحده بل جاءت كما هي طبيعة حركة التاريخ متعرجة غير
مستقيمة +
واهم التواء في هذه التجربة هو عجز الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي عن
قيادة الثورة في بعض البلدان ولذلك رأينا نموذجين من نماذج الثورة الوطنية
الديمقراطية في البلدان اللتخلفة والقياس هنا هو طبيعة القيادة الطبقية التي
يرتبط بها نجاح الثورة او فشلها ٠
فاذا كانت قيادة الثورة الوطنية الديمقراطية قيادة بروليتارية اشتراكية
علمية ذات افق يتجاوز حدود الانقلاب الديمقراطي استطاعت ان تحقق الالتحام
بينها وببن الجماهير يوما بعد يوم وتربح معركة اثر معركة وبذلك تسير الثورة
محكومة بقانون وحدة وصراع الاضداد » وبفعل هذا القانون الناجم عن تناقضش
المصالح بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة » ينشأ اتجاهان يرتبهان
بعلاقة جدلية تجعل كل منهها نافيا للاخر » من جهة ومستقطبا للقوى اللتضادة
على الصعبدين الوطني والعالمي من جهة اخرى » ومثال هذا النمط من الثورات»
يتجلى بوضوح في فيتنام وكوبا وكوريا وغيرها من بلدان الديمقراطيات الشعبية؟
اها اذا كانت قيادة الثورة الوطنية الديمقراطية قيادة برجوازية صغيرة »
او وطنية على وجه العموم» فبحكم ضيق افقها وكونه لا يتعدىحدود الاصلاحية
والفكر المثالي فانها تعجز عن تحقيق الالتحام مع جماهير العمال والفلاعين
الفقراء عجزا يخلق تباعدا تتسع هوته يوهما بعد يوم وبذلك تسير الثورة
محكومة بتناقضين : احدهما رئيسي والاخر ثانوي فترتبط بفعل الاول بعلاقة
صراع مع الطبقات الرجعية المحلية والامبريالية » ارتباطا يمكن قيادة الثورة
(9) - تسمية او مصطلح العالم الثالث « فرية » اطلقها
الاستعماريون على بلداننا لكي يوهموننا بخصوصية مفتعلة » نصدق
معها ان مجتمعاتنا تمثل عالما ثالثا » بين الاشتراكية والرأسمالية »
علما بان ليس هناك مقياسا علمَا يمكن.ان قصنف بلداننا بموجبه على
انها « عالم ثالث » ٠ ذلك ان اي مجتمع من المجتمعات تحدد طبيعته
باسلوب الانتاج الذي يحكم الاتجاه الرئيسي لتطوره وبطبيعة اقتصاده
والايديولوجية المعبرة عنهما » لذلك تعتبر الفيتنام وكوبا مثلا ©» بلدانا
اشتراكية بينما لا يدخل اي هن البلدان العربية ضمن هذا الاعتبار !٠٠٠
من هنا ينبغي ان يكون تصنيف بلدان العالم » بما فيها بلدان
القارات الثلاث على اساس ان بعضها اشتراكية وان بعضها الاخر غير
اشتراكية » بمقياس طبيعة اسلوب الانتاج والاقتصاد والايديولوجية
المعبرة عنها » وان تحدد ان كانت مع الامبريالية او مع الاشتراكية من
خلال موقفها السياسي المعبر والعاكس لطبيعة اقتصادها وطبيعة القوى بم
الطبقية السائدة فيها ٠
-
: الجيش كأداة فى يد البروليتاريا ٠
محمد نور طرقي - هو جزء من
- الهدف : 397
- تاريخ
- ٢٩ يوليو ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 39480 (2 views)