الهدف : 348 (ص 17)
غرض
- عنوان
- الهدف : 348 (ص 17)
- المحتوى
-
6
6
؟" نيسان ١م(
سسا
اضواء جرريدة ع شخصر: ينبن فرعيرسيلاده
بكروالغروروالنغشضب وخاصط ..فيجبالالتمنافذ
لتم واعرار : عست ان وبوسف جبرالعزيز
من قبيل الادعاء ان نحاول هنا اعطاء صورة
.شاملة عن اعمال لينين في مقال واحد قصسير ,
وربما يكون من الافضل ان نركز عوضا عن ذلك
على بعض الابعاد غير المعروفة تلكثيرين والتي
تمتاز في كونها توضح افق لينسين وعبقريته ,
وعندما نكتب عن لينين هذه الايام نستفيد من
قيقة اننا شاهدنا بأم اعيننا النتائج الحقيقية
اللمارسة ٠ واذا اردنا ان نضع انفسنا في مكان
معاصري لينين ورفاقه في السلاح فربما لن نرى
لينين اكثر من عملاق بشري ٠
لقد كتب احد اصدقاء لينين ومعاصريه اناتولي
مازليفيتش لونا تشارسكي » أول مفوض للثقافة
]| في عهد الثورة البلشفية مجموعة مقالات بعنوان
1 201155 1101111010177
والعملية لاعماله سواء في النظرية الثوريسة او
تناول فيه باختصار شخصيات عدد من قسادة
البلاشفة بأسلوبه الدافىء » لكن المتحيز » مصورا
مواطن قوتهم وضعفهم على كد سواء ٠ ولقسد /
تحدث عن لينين فقال :
« سوف لن أحاول هنا كتابة سيرة اخرى عن
حياة لينين ٠٠١ سوف اتعرض لما اعرفه عنه فقط
من خلال علاقاتنا الشخصية وانطباعاتي الخاصة»,
ومن اللفارقات التي يجدر تسجيلها ان اللقاءات
الاؤلى بين الرجلين في باريس وجنيف لم ترك
لونا تشارسكي بذكريات سعيدة ٠ اذ كان
رومانسيا اكثر من اللازم ومنغمسا في التنظير عن
ل فضائل علم الجماليات ») بينما كان لينين: على
النقيض ' من ذلك غارقا في بحر السياسة التسي
كانت بالنسبة له أقرب الى ارض الواقع مسسن
« الجماليات » ٠ وعليه فان لوناتشارسكي لسسم
يصبح بلشفيا لاقتناعه بما يقول لينين بل على
العالم معقولا » ٠,
لكي يصيبح المايسترو قا
ليس فقط على اسدذاء النصح
والنقاش والاقناع ٠١ بل ايضا
على القيادة الفعلية
للاوركسترا » يتحتم عليه ان
يعرف من الذي يعزف على
الكمان وعلى كل آلة موسيقية
اخرى ٠٠ أين وكيف يؤدي
المعروفة » أين تم تدريب
العازف على استعمال آلتة
الموسيقية ومن يسبب النشاز
في الاداء يتوجب تعيين موقعه
ومعرفة سبب وقوعه في هذا
النشاز » ومن يجب ان ينقل
من مكانه وكيف ٠٠ وذلك
بغية التذا من النغذمعة
| الشاذة ٠ لينين
الاغلب لشعوره بأن اللناشفة كانوا على خطما © 1
وقد اشار لونا تشارسكي في مذكراته الى هذا
الموضوع بمنتهى الصراحة حين قال :
« لقد كان هنالك بالطبع اختلاف كبير في شيج
كل واحد منا عن الاخر ٠ لقد عالج لينين كافة
القضايا كسياسي ذا جرأة متناهية كقائد سياسي
وصاحب تكتيك بارع وعبقري ٠ بينها كنا
اتصرف مثل استاذ جامعي او على الاصح كشاعر
الثورة ٠ لقد كانت الثورة بالنسبة لي مسر
مأساويا » وفي خضم تنمية الروح العاللية لدق
الجنس البشري باسره كانت عملية « البحث عن
اله » اعظم الادوار واكثرها حسما وروعة ودقة
عبر عنها الفيلسوف الالاني نيتشه بقوله : « لا
توجد. معقولية في هذا العالم وواجبنا نحن ان نجعل
لقد تأثر لوناتشارسكي الى حد كبير بالانماط
السائدة أنذاك من الفلسفة الجمالية ٠ ولقد جذبته
بشكل خاص فلسفه النقد التجريبي والتي صدف
ان كان منظرها استاذه في جامعة زيوريخ
البروفيسور افيناروس ٠ ويمكن معادلة هذه
الفلسفة بالجانب اليساري من الحركة الوجودية ٠
وقد اوضح لوناتشارسكي ان عملية « البحث عن
اله » لا تعني البحث عن قوة او فكرة خارقة
للطبيعة ها وراء الطبيعة ٠ ولقد خلت ديانتسه
من الايمان او التصوف ٠ واعتبر باليخانوف هذه
الاراء بانها نوع من الهرطقة » ومما يجدر ذكره
أن لينين ابدى احترامه لهذا الحكم الذي اصدره
بليخانوف ٠ على اتي حال لم يحدث ابدا ان اثار
لينين شجارا سياسيا حول مسألة فلسفية ممع
لوناتشارسكي بل على العكس فقد دعاه لينين
الى الانضمام الى هيكة محرري صحيفتي « الى
الامام » و« البروليتاري » ٠ 1
مفوض « منحرف »
ي عام 1404 برزت الى املا الخلافات بين لينين
ولوناتشارسكي ٠ اذ كان اللناشفة انذاك يستغلون
لاغراضص دعائية حقيقة ان غالبية الفلاسفة
المنحرفين عن اللاركسية هم في الاصل « بلاشفة »
( مثل لوناتشارسكي وبوجدانوف ) ٠ وبالرغسم
مهن شطحاته الفلسفية فقد شذفعت له فطنتبِسه
السياسيبة عند لينين الذي كان تواقا لحمايسة
وحدة الحرب ٠ ومع ذلك فقد هاجمت زمسرة
#وجدانوف لوناتشارسكي ٠١ لينين علانيسة
واتهمته بأنه « انتهازي » وذلك لرفضه أن يدين
الاعضاء الاشتراكيين في مجلس الدوما ( اللجلس
التشريعي في عهد القياصرة ) الذين كانوا موضع
نقد لجبنهم السياسي وبلسايرتهم للجو الرجعي
الذي ساد بعد فشل ثورة 11:0 ٠ وقد اعتبر لينين
انتقاد الاعضاء الاشتراكيين بهذا الشكل مغالاة
وتطرفا يساريا ٠ وقد عزى لينين هذه ابلغالاة.
السياسية نحو اليسار الى « انحراف » بوجدانوف
- لوناتشارسكي الفلسفي ٠ وفي كتابه « اللادية
والنقد التجريبي » وجه اليهما لينين نقدا قاسياء
: وقد ترك لوناتشارسكي البلاشفة ولم يعد اليهم
ألا عام إ(94 ٠ وكان في أيام حكومة كيرنسككي:
( المؤقتة ) مناضلا كفوءا وخطيبا مفوها » ولكن
كانت تنقصه القدرة على التركيز في الافكار '
وقوة الارادة ٠ وليس غريبا والحالة هذه أن يتناول
باهتمام في معرض حديثه عن لينين قوة التركيز
الهائلة التي كان يتمتع بها لينين » وتنقصه هو >
مبديا اعجابه الشديد ٠
وبعد انتصار البلاشفة اختارلينين لوناتشارسكي
دون تردد اليصبيح عضوا فقي الحكومة الثوريسسة .,
الجديدة ٠ لقد عينه لينين مفوضا لشؤون التعليم»
< وبذا يكون لينين قد برهن على فهمه الدقيق
للرجل ٠ وفيما يختص بالثقافة ٠ فقد كان لينين
مولعا بترديد « لا يوجد شيء أكثر ضضيررا مسن /
الكراهية والعجرفة والتعصب » »© وفيى هسسسذه
الاحؤال يجب أظهار اكبر قدر من التسامح » ,
فلا غرو اذن .ان يكون لينين قد فضل « اللنحرف »
والحساس لوناتشارسكي على كثير من البلاشفة
الاكثر تطرفا لاشغال هذا اللنصب ٠ اذ كان يتحتم
انذاك تنمية التراث الثقافي وتكقيف الجماصير
وغرس الروح الاشتراكية في التعليم ٠ ان اختيار
لينين اللوفق للمفوض لوناتشارسكي هو نفس
طريقة الاختيار من جانب قائد فرقة موسيقية
. بارع يدرك مواطن القوة والضسعف في كل عازف لديه
في الاوركسترا ويقوم بتوزيع الادوات اللوسيقية
بدقة متناهية محسنا الاختيار ٠ ولم تجر بطبيعة
الحال اثارةاي مطلب بضرورة تراجع لوناتشارسكي ١
عن" أي من هرطقاته الفلسفية أو اعتذاره بسبب
شطحاته السياسية ٠ ان شيئا من هذا القبيل
لم يكن حتى في الحسبان في عهد لينين ٠
وكما اشرنا سابقا فان لينين لم يخلف اثرا
طيبا لدى لوناتشارسكي عندها تقابلا لاول مرة ٠
ولكن بعد أن استمع لوناتشارسكي الى محساضرة
ألقاها لينين في باريس )١4:5( عن مستقبل
الفلاحين الروس كتب يقول : « في هذه اللمحاضرة”
سمعت لاول مرة لينين خطيبا ٠ لقد تغيرت صورته
تماما ٠ لقد بهرتني الطاقة الهائلة التي تصحصدث
بها » وتلك العيون النافذة التي كانت تدكن قليلا
عندما كان يصوبها كالثقاب نحو الجمههور »2 .
وحركاته الرتيبة لكن القوية وذلك الالقاء السلس
ابلشبع بقوة الارادة ٠ لقد ادركت انه بات مقدرا
لهذا الرجل اللدافع عن حقوق الشعب ان يتسسرك
من ورائه بصمات قوية لا سبيل الى محوها ) ,
ولقد كان واضعا. لي انه رغم كون لينين خطيبا
موهوبا ومفكراعظيما وشعبيا الاان. الصفةالتيكانت
تميزه وغالبة عليه هي الارادة : أنها ارادة ثابتة
وقوية للغاية وقادرة على تركيز ذاتها للمهومة
الاكثر ألحاحا والتي لم تبتعد قط عن محور ذكاكه
الهاكل الذي يصنف كل مشكلة. على حذة ويضعها
في مكانها الصحيح لتصبح مثل حلقة في سلسلة
ضخمة تضم كافة مشكلات العالم السياسية ,
وكلما تعرف لوناتشارسكي اكثر على لينين كلما
ازداد تقديرا واعجابا بحيويته ٠ ويقول في هذا
اللجال :
« كانت حياته دائما تفلي وتتقد » وعند كتابتي
هذه السطور )١990( كان لينين في الفمسين من
عمره ومع ذلك فها. زال يبدو شابا » وكان الشباب
هو النغمة التي تلف كل حياته ٠ لقد كان يضحك
بيسر وسهولة مثل الاطفال بكل سحرهم » الضحك
الذي هو بمثابة علامة انتصار الرجل على
الصعاب 1 » ٠ ان حب الحياة هذا من' جانب. لينين |
كان يشكل جانبا من عمله ٠ « من كل كتاب' ؤمن
كل صفحة يقرؤها كان يفرج بشيء جذيد: ويختزن
في ذاكرته بعض الافكار الهامة التي يبرزها فيما
بعد كسلاح ٠ ولم تكن تثيره علدة -الافكس سار |
الشبيهة بارائه بل الخالفة لها ٠ فقد كان لينين
على الدوام المناظر العنيف اللتقد » ٠ ويكتبا |
لوناتشارسكي عندما كان يساعد في التحرير: :
« لقد كان يحلو العمل مع لينين ابلحرر ء لقد كان
يكتب كثيرا وبيسر ٠٠5 وكان ينظر برعاية الى
انتاج رفاقه الادبي : كان دائما يصحمهم 'ويسدي |
لهم النصح وكان يغتبط أيما اغتباط .عندمسا
يقرأ مقالة موهوبة ومقنعة » ٠ ا
أها كتاباته الناقدة لاعدائه فكانت خالية: من اي
تعابير تطفح بالمرارة ٠ « ومع ذلك فقد كان. خصها'
سياسيا صلبا » يستغل اي خطأ فاضح يقع فيه
خصمه ويضخم اي قدر. ضكيل من الانتهازية .10٠
وبعد الهزيمة التي “منيت بها : ثورة 39:0 بدا
لوناتشارسكي دراسة .عن كرومويل ودانكون: في
محاولة لتحليل نفسية القادة الثوريين ٠. وقسارن:
لينين بهما على امل ان يقرر ها اذا كان لينسين.
في نفس اللنزئة الرفيعة للقاكد الثوري' ٠ ويضيف
لوناتشارسكي « لقد بدأت اشعر في زمن الهزيمة
بأن حياة لينين كمهاجر قللت بعض الشيء من |
:منزلته هذه والصراع داخل الحزب مع اللناشسفة
قد غطى بعض الشيء على الصراغ الاع سم
ضد اللكية ٠ ولذا كان اقرب الى هيكة الصحفي
من القائد الحقيقي »© ٠ | 1 3
ان هذا الرأي المبني. على نظرة استسلاميسسة
ومتشائمة تغير عندما اصبح واضها أن لينين هو
القاكد الذي. لم تكن مهمته تفسير العالم' فحسب
بل تغييره ايضا » ٠ ( هاركس ) ٠ أن مقولة لينين
الشهيرة « التحليل اللحدد للواقع ابلحدد » لم يكن
اللقصود منها مغايرة النظرية « البحتة © ولكن.
على العكس انها تمثل ذروة النظرية « الحقيقة »
والنقطة التي تبدا عنذها اللممارسة - اللمارسة.
التي تحدد بدورها توقيت القورة ٠ 02+12
وهكذا يكتب لوناتشارسكي ثانية ويقول : «لقد:
ثبت بما لا. يقبل الشك أن لينين على جانسسب'
عظيم من نفاذ البصيرة السياسي ٠ لقد كسانت:
عنده اللقدرة على ان يرتقي بالفرضية الى مستوى:
عبقري » واعني ذلك النوع من الفرضية ,التي
تنقضس على اللحظة المناسبة في الوقت اللناسب
وتعرف كيف تستغلها لتحقيق اهداف اللمسورة-
الثابتة © ٠١ 0 0
وبذا يكون لينين قد استعاد منزلته كقائسد
ثوري ٠ لقد كان منظرا عظيما ولربما يعتبر نذا
ماركس في هذا المضمار » ولكنه انهمك في الصراع
من أجل تحرير البروليتاريا محولا بذلك النظرية
الماركسية الى قوة مادية هائلة وعملية ٠ - هو جزء من
- الهدف : 348
- تاريخ
- ٢٤ أبريل ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 39354 (2 views)