الهدف : 377 (ص 9)
غرض
- عنوان
- الهدف : 377 (ص 9)
- المحتوى
-
واتت به ٠ وان كان سيجد نفسه » في البداية » مضطرا الى الظهور بمظهر
الوسيط اللمحايد بين الاطراف المتنازعة من اجل تسهيل مهمة السيطرة على
المناطق التي تسيطر عليها الحركة الوطنية والمقاومة وانتظارا لاستكمال
اعادة مؤسسات الدولة المنهارة لا سيما مؤسسات السلطة القمعية » بعد ان
اقرضته الرجعية العربية والنظاطط السوري خاصة « قوات الردع » اللازمة لذلك٠
هذا في الوقت الذي يجري فيه عمليا وضع المقاومة والحركة الوطنية تحت
د#صلة التصفية السياسية والعسكرية ٠ واعلان او عدم اعلان حالة الطوارىء
رسميا وغيرها من الاجراءات الاخرى لا تعني شيئًا من الوجهة القانونية طالما
زمام المبادرة العملية وتوقيتها في يد «الشرعية» للنظام الكومبرادوري العميل»
والغريب في الامر هو تهليل عدد كبير من اطراف الحركة الوطنية والمقاومة
لدخول « قوات الردع » الحليفة للفاشيين الى بعض مناطقهم وتصوير هذا
الاهر وكأنه انتصار هام امام بعض العقبات التي واجهها من الناحية
المعنوية ٠ والسؤال » هنا » اذا كل هذا الجهد الشاق الذي تبذله الانتهازية
لكي تظهر فشل سياستها وخنوعها السياسي بمظهر الانتصار ؟ لتصوير
السكين المسلطة على الاعناق كمنديل من الحرير ؟ ألا يساهم هذا الامر في
زرع المزيد من الاوهام وقتل اليقظة الثورية ٠
وع الشكل الجديد الفريد لاحياء مؤسسات النظام
لا شك ان الطابع الفريد » الذي اسفر عن تردد الحركة الوطنية ومن
ورائها القاومة الفلسطينية » قيام عدد من الدول الرجعية العربية وعلى
رأسها النظام السوري الى التدخل واعادة تشكيل مؤسسات السلطة من جديد
وتحت وصايتها واشرافها ٠ في الوقت الذي يتم فيه هذا في مواجهة الحركة
الوطنية والقاومة وبموافقتهما في النهاية !
ولكن هذا لا يعني بأية حال من الاحوال » كما يتوهم البعض » اعادة
بعث شكل الحكم الديمقراطي البرجوازي القديم ٠ فلبنان القديم قد انتهى
الى الابد ٠ فالسلطة « الجديدة » لن تكون سوى سلطة رجعية فاشية >
فالوضع العربي تفير باتجاه التقارب المتزايد مع الامبريالية » والطبقة الحاكمة
الكومبرادورية بكافة شرائحها المشوهة النمو وممثليها موافقة على اهداف
المشروع الفاشي الامبريالي الرجعي وان كانت الشرائح الكومبرادورية السنية
والشيعية لم تشن هجمات عسكرية مباشرة ضد المقاومة والحركة الوطنية ٠
وذلك لاسباب سياسية تتعلق بوضع القاعدة السياسية الوطنية العفوية في
الطوائف المحمدية وقدرة الحركة الوطنية واللمقاومة على استقطاب قسم واسع
من هذه القاعدة ٠
ففي بداية الاحداث » كان من مصلحة شرائح الكومبرادور الاسلامي
السعي لتحسين مواقعها للمشاركة في السلطضة حيث تسيطر الشريحة
الكومبرادورية المارونية على المراكز الحساسة ٠ كما ان القاعدة السياسية
!لاسلامية لم تكن تسمح كثيرا لمثلي الكومبرادور الاسلامي من التحرك بحرية
كافية مما اثر على مواجهة النظام ( من خلال مؤسسة الجيش ) للمقاومة
والحركة الوطنبة ٠ ناهيك بضعف هذه المؤسسات وعدم قدرتها الفعدة على
انتصدي الحاسم مهما حصر اللمواجهة في التنظيمات الفاشية الطائفية : احتياط
لنظام العميل ٠
ولكن على اثر انهيار مؤسسات السلطة اخذت شرائح الكومبرادور
الاسلامي تعبر عن مواقفها الطبقية المعادية للحركة الوطنية خاصة والمقاومة
عامة » لا سيما في اثر التدخل العسكري للنظام السوري ٠ فهي موافقة على
اهداف المشروع الفاشي من الناحية السياسية » وترى مصلحتها الطبقية في
اعادة الشرعية لنظامها العميل وتصفية الشرعية الثورية ٠
أ وى « الجبهة الوطنية العريضة » وطبيعة التحالف
مع ممثلي الكومبرادور الاسلامي :
ان العلاقة مع ممثلي الكومبرادور الاسلامي سلام » كرامي » الضدر لا
ينبغي ان تحكمها علاقة التحالف و « الجبهة الوطنية العريضة » كن
المسألة سيقود القوى الوطنية الى مزيد من التخبط والاخطاء القاتلةٌ .
فالد ٠
وه في اسس الجبهة الوطنية الثورية المتحدة
لقد كان بامكان العمل الجبهوي على الصعيدين اللبناني والفلسطيني او
الصعيد اللبناني الفلسضيني المشترك » إنطلاقا من اسس ثورية » ان يحقق
الشيء الكثير ويفشل كافة التكتيكات الانتهازية والمتخبطة التي مارستها
القوى والتيارات الوطنية المختلفة الفلسطينية واللبنانية وفرضتها على .الجميع
دون استثناء ٠ وذلك سواء قبل معركة الجبل او بعدها او في الجنوب ٠.فهناك
دجموعة من الفرص التاريخية والسياسية تم تفويتها ٠ وما زال هناك مجالا )
بالرغم من كل شيء » للعمل الجبهؤي الثوري الجاد لايقاف عجلة التدهور
الخطسير ٠.
فحاليا » وبعد مؤتمري الرياض والقاهرة » حيث تمت تغطية الدور
السوري اللتآمر في لبنان. من الزاوية الرئيسية » برزت الاتجاهات الاكثر
انتهازية وتخلفا داخل -المقاومة والحركة الوطنية واخذت تفرض منطقها
النسيئاسي وتضع القوى والتيارات الثورية الاخرى في مأزق حقيقي ٠ فمناموافقة
على دخول « قوات الردع السورية » بعد طلائها باللون الابيض وتحت علم
الجامعة العربية » الى شتى الخطوات الاستسلامية التي ستعقب هذه اللوافقة
عامة والنظام السوري خاصة ٠
سيما ان اهداف الهجمة تستهدف تحجيم المقاومة مؤقتا الى اقصى حد
ممكن تمهيدا لسحقها او تطويعها نهائيا ضمن سياسة الاستسلام الوطني »
وكذلك اضعاف وضرب الحركة الوطنية اللبنانية وفك عرى التلاحم النضالي
بين المقاومة والحركة الوطنية والقضاء على الحريات الديمقراطية والنشاط
الثوري ٠ ولا بد ان يبدأ المخطط المضاد بتقليص اثر ودور القوى والاجنهة
ابيسارية والتقدمية الفلسطينية واللبنانية والعمل على شل حركتها والاستفراد
بها وضربها ٠
فمن هنا » ما لم تبادر القوى الثورية اللبنانية الاكثر انسجاماء وانطلاقامن
.رؤية ثورية استراتيجية » الى انشاء الجبهة الوطنية الثورية المتحدة التوتمثل
مصالح الطبقات الشعبية (البرجوازية الصغيرة » العمال » الفلاحون) واستبعاد
ممثلي الكومبرادور في هذه الجبهة » فأن الاوضاع ستزداد تدهورا ٠ 1
كما ان القوى والقيادات الثورية الفلسطينية مطالبة في المقابل © بالارتقا'
«العمل الجبهوي الى صيغة متقدمة جدا » والقوى الثورية المشتركة اللبنانية
والفلسطينية مطالبة » في نفس الوقت » بالنضال الفوري لارساء الجبه
الوطنية اللبنانية الفلسطينية الموحدة على الساحة اللبنائية انطلاقا مسن
اسس ثورية صلبة بغية تغويت فرص ضرب التلاحم النضالي بين الحركة
'الوطنية والمقاومة الفلسطينية وعزل التيارات والقوى الانتهازية في الجانبى ,
علما ان الشعار المركزي للمرحلة السياسية ككل لم يتفير : النضال لاقاهة
سلطة وطنية ديمقراطية » والاطاحة الثورية بالشرعية الزائفة ودحر كا
اشكال التدخل العسكري الرجعي ٠ وان كان شعار اقامة نظام وطن ”©
ديمقراطي بعد ان كان مسألة اجرائية راهنة ملحة انتقل » اثر
النكسات الاخيرة والانفضاض الجماهيري » » الى حيز -التحضير والدعاية
الثورية له ٠ فهو ينبغي ان يتجلى في كل تاكتيك ثوري ٠ فالتاكتيك لن يكون
ثوريا ما لم يرتبط ويخدم » بصورة جدلية » استراتيجية ثورية يكون 2 -
هذا الشعار المركزي ٠ والتاكتيكات الثورية كلها لن تكون كذلك او قادرة على :
الترويج مؤخرا من قبل التيارات الاكثر تخلفا وانتهازية في صفوف اق أ
واإحركة الوطنية ٠ ان العلاقة مع ممثلي هذا الكومبرادور هي علدقة يإ |
من التناقضات الثانوية بين صفوف العدو الطبقي » واي وهم حول من أ
والطريف ان صائب سلام نفسه يرفض قيام الجبهة الوطنية الاسلوى
العريضة اذا ضمت اليساريين » كما ورد في حديثه مؤخرا الى المفتي حصن )
!صالح تثبيت الشرعية الزائفة للنظام العميل ضمن وصاية الانظمة الرجعية '
و السبب السياسي الاساسي في عدم قيام جبهة وطذية ثوريية حتى الان يرجع الى غياب او ضعف الدور الثوري
الدماهيري الستقل ٠٠,
« إن الذزعة الاذهزامية اليسارية هي الوجه الاخر للانتهازية اليمينية والاصلاحية التي تقر بالامر الواقع عمليا وتتكيف
معه باسم « العلهية » والواقعية بينها ترفضه لفظيا ٠
# التصور اليميني للجبهة الوطنية يطمس دور الحزب والاستراتيجية الثورية ويحول القوى الثوري-ة الى ذيل خانع ٠١
باسم تفديس العهمل الجبهوي ليك
التصدي والحفاظ على المكتسبات الوطنية والديمقراطية والنهوض الثوري
الجماهيري من جديد » ما لم ترتبط بالفعل بشعار المرحلة هذا ٠
والان ها هو دور القوى والتيارات الثورية المنسجمة التي تتبنى » او يمكن
ان توافق على استراتيجية ثورية في مركزها شعار اقامة سلطة وطنية
ديمقراطية ؟ اذ لا يمكن حتى الدفاع المستميت عن المكتسبات الحالية دون
النضال على هذا الاساس ٠
ما هو دور القوى والتيارات الثورية ابلستقل والجبهوي ؟ وها ههي
اسس قيام الجبهة الوطنية الثورية المتحدة بصفة عامة » بعد ان اوضحنا
ضرورة قيامها ب قا وراهنا ولاحقا وعلى مختلف الصعد الوطنية المذكورة ؟
وما هو سبب عدم قيام مثل هذه الجبهة حتى الان ؟
«ان النضال ضد الامبريالية يبقى جملة فارغة او مجرد خداع اذا لم
يربط ربطا وثيقا بالنضال ضد الانتهازية ٠١ لا يمكن محاربة الانتهازية
بالبرامج وحدها » بل فقط بالسهر الدائب على تطبيقها الفعلي » ٠
(لينين . برنامج الثورة البروليتارية العسكري )
ان السبب السياسي الاساسي في عدم قيام جبهة وطنية ثورية فاعلة
حتى الان » انها يكمن في غياب او ضعف الدور الثوري الجماهيري المستقل
الذي ينبغي ان يقوم به حزب شيوعي أو تنظيم ثوري ديمقراطي برجوازي
صفير ٠ ان السبب يكمن بأختصار شديد في غياب استراتيجية ثورية قادرة
على توجيه مسار النضال من اجل تحقيق الاهداف ٠
فمن الناحية النظرية العامة فأن مسألة الجبهة الوطنية ليست مستقلة
بذاتها » بل هي مرتبطة بقضايا الاستراتيجية والتاكتيك » اي جزء من قيادة
الحزب الثوري للثورة الاجتماعية والوطنية ٠ فالبروليتاريا كطبقة منظمة واعية
لذاتها لا تستطيع ان تسير بالثورة بمفردها » بمعزل عن نشاط الطبقات
الثورية الاخرى تبعا لسمات الوضع السياسي الحدد الذي من شأنه ان يبين
اية طبقات اجتماعية لها مصلحة طبقية في الثورة ٠ فالطبقات الانرى
الشعبية » ( الفلاحون في الريف والبرجوازية الصغيرة الكادحة في الملدن
بصفة خاصة ) تملك طاقات ثورية محددة وان كانت تشكل قوى غير منسجمة
ثوريا » غير قادرة على السير بالثورة حتى نهايتها الحاسمة » بينما الطبقة
العاملة ممثلة في طليعتها التورية وحدها القادرة دون سائر الطبقات الاخرى
على انتهاج سياسة ثورية منسجمة حتى النهاية » وخلق قوة ديمقراطيية
شعبية جبارة للانتصار على الامبريالية ٠ فالاحزاب التي تمثل الطبقات الاخرقى
الشعبية ( الفلاحون والبرجوازية الصغيرة المدنية خاصة ) قد تخون المصالسح
الطبقية والديمقراطية للطبقات التي تمثلها في ظروف سياسية محددة ٠
وهنا دور الطبقة العاملة القيادي في جذب هذه الطبقات على ارضاستراتيجيتها
وبرنامجها وتربيتها تربية ثورية جديدة ٠
لاس هل تستطيع الديمقراطية البرجوازية الصغيرة
ان تنهج سياسة ثورية منسجمة ؟
هن غير المستبعد تبعا للظروف السياسية الموضوعية والذاتية المعددة
في بلدان معينة » ان تنهج التيارات والتنظيمات الاكثر تقدما وانسجاما مسن
الديمقراطية البرجوازية الصغيرة سياسة ثورية منسجمة قادرة على تغيئير
الوضع القائم والتحرر من الامبريالية والطبقات العميلة المرتبطة بها في
الداخل ٠ وهكذا يمكن ان ينطبق » فقط » على تلك البلدان التي ظل فيها |
نطور هياكل الانتاج الرأسمالية المحلية ضعيفا وهامشيا للغاية ٠ وحييث |
تسيطر البرجوازية الكومبرادورية ( مع بقايا علاقات الانتاج ما قبل |
الراسمالية ) ٠ ا
ففي حال غياب حزب شيوعي ثوري في مثل هذه البلدان » فأن التنظيمات |
الديمقراطية البرجوازية الصغيرة » في ظل ظروف سياسية موضوعية مواتية
مامكانها ان تنهج نهجا ديمقراطيا منسجما وتقيم نظاما وطنيا ديمقراطيا »
ضمن الاطار التاريخي للثورة البرجوازية الديمقراطية » لكنه يتميز بكونه |
يفوم بمهام الثورة البرجوازية بدون البرجوازية الكبيرة وعلى اسس ديمقراطية |
شعبية ارقى ٠ ولكن هناك مرحلة انتقالية سيمر بها هذا النظام فأما ان تتعمق
التحولات الديمقراطية في اتجاه الثورة الاشتراكية من خلال ولادة حزب شيوعي
قادر على القيام بهذه المهمة » واما ان تتحول السلطة الوطنية الديمقراطية |
وتفسح المجال لسيطرة الرأسمالية الكبيرة سواء كانت فردية او من خالل |
رأسمالية الدولة » اي نشوء طبقة برجوازية بيروقراطية جديدة من الشراكقح |
البرجوازية الصغيرة التي تسيطر على قمم السلطة والاقتصاد ٠ الا ان حسم |
مسألة السير في اي طريق من الطريقين ستجري الامور فهذا امر يتوقف على
نوفر النشاط الثوري الشيوعي أو عدم توفره ٠
ونذكر من البلدان التي تنطبق عليها هذه المواصفات العامة ( سيضرة
الكومبرادور وغياب حزب شيوعي ثوري في بداية الثورة ) » كوبا » اليهسن
الديمقراطية » لبنان ٠ ففي كوبا تمكنت الديمقراطية البرجوازية الصغيرة مسن
الامتصار وشكلت عناصرها وتياراتها الاكثر تقدما الحزب الشيوعي الكوبي
مما حسم مسألة اللرحلة الانتقالية في اي طريق ٠> ووضع مهام السلطة الوطنية
الديمقراطية في سياق انجاز الثورة الاشتراكية ٠ اما في اليمن الديمقراطيية
فقد استطاعت الديمقراطية البرجوازية الصغيرة » باتباعها سياسة ثوريةحازمة
قادرة على تعبئة وتنظيم طاقات واسعة من الجماهير » ان تطرد الاستعمار
الانجليزي وتدحر عملاءه من الكومبرادور والسلاطين » وتقيم سلطة وطنية
ديمقراطية ٠ وحتى الان لم يتم حسم السير في اي طريق ستجري عملية السير
بالثورة : برجوازية ام اشتراكية ؟ لان هذه المسألة متوقفة على توفر حزب
شيوعي ثوري او عدم توفره كما اسلفنا ٠ فالسلطة هناك ما زالت في طور
انتقالي مؤقت ضمن اطار المرحلة التاريخية للثورة الديمقراطية البرجوازية ٠
اما في لبنان » فالديمقراطية البرجوازية الصغيرة لم تستطع ان تلعب دورا
حاسما في مسار الاحداث حتى الان » بالرغم من كافة الجهود التي تم بذلها |
من قبل قوى وتيارات ثورية عديدة ٠والسبب في ذلك لا يعود الى قصور في ]|
بذل جهد اكبر كيف ما اتفق »بل في عدم بذل جهد اكبر ضهن اتجاه سياسي |
معين يستند الى النشاط الجماهيري المستقل وسط الجماهير ٠ نشاط ثوري |
قادر على حرق الارض تحت اقدام التنظيمات البرجوازية الصغيرة الافرى
المترددة والانتهازية ٠ فالمفقود هو هذا الدور الثوري الجماهيري المستقل - هو جزء من
- الهدف : 377
- تاريخ
- ١٣ نوفمبر ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 22436 (3 views)