الهدف : 217 (ص 11)
غرض
- عنوان
- الهدف : 217 (ص 11)
- المحتوى
-
الاظلاقة الجديدة
خصواط وَمقارنات فب 2
من جمهوريَة جورجي ا الستوفيَائَِه
احكتت] جمبورية جورجيا الاشتراكية السوفياتية »
ليست اكثر جمهوريات الاتحاد السو فياتي
لكا نقدما ؛ ولا هي مركز جذب سياحي كما هي
جمهوربات الشمال ٠.6 ومع ذلك فأمما توجحمت في
انحانها تفرض عليك الاشياء ان تجري الكثير الكثير من
المقارنات بينها وبين الاشياء في بلادنا .
كنا اربع. عشرة ضيفا من لبنان وفلسطين واليمن
الديمقراطية : وكانت سيارة الباص تنقلنا من العاصمة
تفليس الى سوفوخوز ١ مزرعة للدولة / على بعد مالة
كيلومتر . السهول على جانبي الطريق كلها خضراء تضج
بالخصب والعطاء .. وفي لحظة ما التفت الى رفيق
في الوقد اللبناني , وكأنه كان بقرا افكاري حين قال :
« لو اقتلعت الحيطان التي تفصل بين ارض فلان
وارض فلان في بلادنا .. كم ستزيد مساحة الارض
الصالحة للزراعة !! »
فعلا انه اشد الخواطر الحاحا على الذهن : عندما تقى
امام مئات الكيلومترات التي لا بقطعها حائط ولا يمرق
وحدتها تنازع ملكية . تسير فيها الحاصدات دون اي
توقف او تمهل أو تكويع .. 0
. انه نفس' الخاطر الذي كان بلح علينا في مدينة برلين
عاصمة جمهورية المانيا الديمقراطية حيث الشوارع
الفسيحة اللمليثة بالخضرة ومساكب الزهور وحيث
الابنية الشاهقة مصطفة كمربعات الشطرنج تاركة فيما
بين كل بنابتين مربعا اخضر .. فالارض في البلاد
الاشتراكية هي ملكية اجتماعية ولكل انسان هناك حق
ان تطل غر فته على حديقة او شارع هو احلى من
الحديقة . لا اعتقد ان في برلين كلها غرفة واحدة لا
بتوفر لها ذلك . تماما على عكس ما يقعل راسهاليو
بلادنا وملاكوها العقاريون الذين يتطاولون حتى على
القانون الذي وضع لمصلحتهم هم قبل ابة مصلحة
اخرى .. من اجل الا يتركوا اي متر من الارض دون ان
العمروه وبوؤجروه ..
3 هناك عل شيء » بما فيه القوانين » لخدمة راحة
الانسان: وصحته » وهنا كل شيء بما فيه الانسان
لخدمة جيوب الرأسماليين والملاكين العقاريين !!
©6#ه
وفيما كانث تتتابع في اذهاننا القارنات وكلها من هذا
ا
النوع » وصلنا الى المزرعة .. مديئة حديثئة جدا ..
بيوتها القرميدية ذات الطابقين منتشرة بين الحدائق
والحنائن ؛ لا يبين منها سوى سقفها الاحمر وانتينات
التلفزيونات .. انها بيوت فلاحي المررعة .
وبعد الاستقبال البلدي الحار وتبادل الهدايا
التذكاربة وكلمات الترحيب انتقلنا الى داخل الحقول
.. مئات الهكتارات لكل نوع من انواع المزروعات ..
مساحات لا نهابة لها من دوالي العنب ومثلها للتبغومثلها
للاجاص والتفاح » وهكذا .. ثم وصلئا الى ما بثسبه
المدينة : آلاف البيوت تحيط بها المراعي الخضراء ..
انها مركز تربية المواشي ..
وعند الظهيرة 033 اصيبت رفيقة من اعضاء الوفد
بدوخة ووقعت ارضا .. كان ذلك في وسط الحقول
وانتاينا خوف عليها نتيجة توقعنا ان تكون المسافة
طويلة جدا بين المكان وبين الطبيب . هرع احد المرافقين
الى اقرب طريق داخل الحقول واتصل من هناك بالهاتف
.. فلم تمض سوى دقائق قليلة حتى كانت تصلسيارة
فيها طبيبة وممرضات » عالجوا الرفيقة بسرعة بالفة .
وسألنا المرافق : من ابن جاء الطبيب ؟
فأجاب بدهشة : مناين ! من مستشفى السو فوخوز !
.. وفي هذه اللحظة بالذات » كان عليئا ان نتذكر
عشرات ومئات القرى في بلادنا ») حيث يموت المرضى
لعدم وجود طبيب» او حتى في ارقى مدننا حيثيموتون
من توفر الاطباء والمستشفيات التي تمتنع عن المعمالجة
قبل قبض المقدم والتأكد من قدرة المريض على دفع
المؤخر .. ويا له من مقدم ومؤخر !!
وعلى سيرة الطب والقبض والدفع ٠.٠ كان اصدقاونا
في المانيا الديمقراطية كما في-الاتحاد السوفياتي »
يدهشون حين كنا ثقول لهم ان معالجة المرضى في بلأدنا
تتطلب مالا .. كانوا يدهشون ثماما كما لو ان احدا
قال لنا ان هناك بلادا يدفع فيها السكان ثمن الهواء
الذي يتنشقون !!
بعد الغداء في السو فوخوز اخد احد المسؤٌولين هناك ٠
بشرح لنا بعض مشكلات العمل الزراعي .. قال ان
العنب ل وهو بالمناسبة من اهم منتجات تلك البلاد ا
يتعرض ابان نضوجه مشكلة هطول البرد الذي يهطل
7
هناك بغزارة شديدة فيفرفط عناقيد العنب وبتلفها .
لكن العلم في الاتحاد السوفياتي قد توصل الى حل
لهذه المشكلة اذ ان مراكز مرائبة الطقس المنتشرة في
جميع انحاء البلاد تستطيع اكتشاف محمولات الفيوم 6
فيجري استباق البرد باطلاق نوع من الصواريخ على
تلك الغفيوم , فيستحيل البرد الذي تحمله الى قطرات
ماء ندية تفسل المزروع وترويه بدلا من ان تتلفه .
وعندما كنا نتابع عرضا سيئمائية عن هذه التجربة )
كان علينا طبعا ان ثقف إمام مقارنة جديدة » قنز
« سويسرا الشرق » التي يفاخر حكامها بأنها تعيش علي
والكهرباء لبلد السياحة هذا .
في جورجيا ايضا زرنا معسكرا صيفيا للاطفال ..
بقع المعسكر على بعد .٠؟ كيلومترا من العاصمة . . بناء
أبيض بديع تحيط به الملاعب الرياضية » وسط غابة
رائعة الخضرة .. ومئات الاطفال بثيابهم الزاهية
ووجوههم الفرحة اللمليئة بالصحة » يعيشون عطلتهم
الصيفية وفق اروع نظام .٠ نظام يبحث عن طاقات
الابداع لديهم ويفجرها .. رحيوا بئا ببرنامج حافل ..
قدموا احلى الرقصات الفولكاورية التي شاهدت بيروت
مثلها قبل عام مع فرقة جورجيا للرقص الشعبي »
وقدموا اجمل الاغاني الشعبية .. ودعونا فتناولئا
الفداء عندهم ثم قمنا فحضرنا بعضمبارباتهم الرياضية .
ان الاشترراك في هذا ١ لمدة شهرين يكلف
الطفل الواحد روبلا واحدا !
وتريدون الا نقارن ذلك بوضع اطفالنا الذين لا ملاعب
لديهم ولا حدائق .. تتسابق على الفدر بهم شتى انواع
الامراض .. ام تطلبون منا الرضى بأن مستوى حيأة
الاطفال هناك ما يزال دون مستوى حياة الاطفال لدى
؟ بالئة من عائلات لبئان المالكة كل شيء فيه !!
6ه
رددنا هناك كثيرا ٠٠ وبالكثر من الصدق : ان هذا
المجتمع يؤكد كم هي الاشترائية جديرة بالتضحيات
التي تقدمها الشعوب في طريق تحقيقها 5
7م - هو جزء من
- الهدف : 217
- تاريخ
- ١ سبتمبر ١٩٧٣
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 10634 (4 views)