شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 85)
- المحتوى
-
الاستيطان الاسرائيلي
في المناطق المحتلة في حرب حزيران
لا نبتعد عن الحقيقة في شبيء اذا قلنا ان الكيان
لانن رد الك الاستيطان الليشودي لفن
فلسطين . فيفضل الاعمال الاستيطانية التي بدات
بشكل ملحوظ » في الربع الاخير من القرن التاسسع
عشر » واستمرت الان في فلسطين واجزاء من
أراض عربية ©» قامت دولة اسرائيل وتعززت بها.
ذلك لان الصراع العربي الاسرائيلي يدور بالاصل
حول الارض »© وقد رأت الحركة الصهيونية ان خخير
طريقة لبلوغ أهدافها لتكوين دولة في فلسطين بناء
شبكة من المستعيرات الاستيطانيية في الارض
العربية لتشكل عندما يحين الوقت قاعدة اسساسية
للدولة العتيدة . وتعتبر الاعمال الاستيطانية السمة
الرئيسية للصهيونية التي تميزها عن الحركات
الاستعمارية العالمية » ذلك ان هذه الحركات
تستهدف »© بششسكل عام © اسستغلال ثروات البلدان
المحتلة » او الخاضعة لسيطرتها » او تطويع
اقتصاد وثروات تلك البلدان لخدمة اقتصادها .
اما الحركة الصهيونية فليس هذا هو مرماهها
الاساسي © ولو اقتصرت مراميها على ذلك لهان
الامر » واصبحت كأية حركة استممارية تقليدية »
فهي تسسلعى الى شيء آخر اكثر من ذلك وأششيد
خطورة منه » تسعى للحصول على الارض. ولذلك
مان الوسسائل التي تتبعها لتحقيق مآربها تختلف
اختلافا جذريا عن الوسائل التي تتبعها الحركات
الاستعمارية المألوفة . فالحركات الاستعمارية عند
استعمارها لاي جزء من العالم تعتمد أما على القوة
العسكرية او على ننفوذها في ذلك الجزء الذي
تعتزم استعماره ٠ أما الحركة الصهيونية المتمثلة
الان في الكيان الاسرائيلي فانها تعتيد كليا بعد
اعتمادها على القوة المسكرية » على بناء
لمستوطنات في المناطق التي تحتلها لخلق وقائع
م
عبد الحفيظ محارب
جديدة » وازالة معالم قديية » تمهيدا للسيطرة
عليها الى الابد . وليس هنالك مثيل في التاريخ
الحديث للاسلوب الاستيطاني الذي اتبعته
الصهيونية في استعمار فلسطين » وتتبعه الان في
المناطق العربية التي احتلت في حرب الايام الستة»
الا الاسلوب الذي اتبعه الاوروبيون في استعمار
أميركا وجنوب افريقيا واسستراليا ٠. وهو أسلوب
يحمل بين طياته خطرا كبيرا للبلدان التي يطبق
غيها ©» فلولا الاستيطان الاوروبي في اميركا لما
انقرض الهنود الحمر » اصحاب البلاد الثر ميين »
ولولا الاستيطان الاوروبي لاستراليا لما اوشك ابناء
استراليا الاوائل على الانقراض »© ولولا الاستيطان
الاوروبي لافريقيا الجنوبية لما اصبح اصحاب البلاد
الشرعيين يعيشون في ظلال التمييز العنصري »
وكذلك يقال بالنسبة للشعب الفلسطيني »© فلولا
الاستيطان الصهيوني لا اصبح معظم الشمعب
الفلسطيني مشردا بعيدا عن أرضه ووطنه !
من هنا »© تبدو لنا مدى الخطورة الكامنة وراء
الاسلوب الاستيطاني الذي تتبعه دول أو مجموعات
بشرية للسيطرة على بلد ما ٠ ومع ادراكنا لاختلاف
دوافع وظروف الاستيطان الصهيوني عن دوافع
وظروف الاستيطان الاوروبي لا يسعنا الا ان نقرر
أن القاسم المقترك بينهما كان الاسستيطان البشري
كتمهيد للسيطرة التامة على الارض ٠ وقد تمتم
الاستيطان الاوروبي بميزتين ادتا الى نجاحه التام»
بعكس الاستيطان الاسرائيلي الذي لا يزال يخوض
صراعا عنيفا من اجل بقائه ونجاحه : ١ طاقة
بشرية كبيرة على امتداد الساحة الاوروبية » كانت
تشكل روافد كبية تصب في محيط الاستيطسان,
الاوروبي » بينهيا تقتصر الطاقة البشرية التي
يحتاجها الاستيطان الصهيوني على ؟١ مليونا من - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39492 (2 views)