شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 114)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 114)
المحتوى
تحرير فلسطين والتحرر العالي
في اللحظة التي بدات فيها الثورة الفلسطينية تلعب دورا هاما في حركة التحرر العالمية
أخذ مركزها في العالم العربي يضعف . اذا نظرنا الى الوراء يتأكد لنا ان حركة المقاومة
دخلت »؛ بعد القتال الضاري في أيلول .111 ؛ أكثر مراحل نموها خطورة . كما ان
تناقضاتها الداخلية والخارجية قد نضجت في الوقت نفسه » مما يفسر النكسات المتلاحقة
التي منيت بها .
بدآت المقاومة رغم هزائمها » او ربما بسبب هذه الهزائم » تعكس صورة مميزة لنفسها.
وأصبح الفلسطينيون مرتبطين اكثر وأكثر بأسلوب ثوري خاص بهم واحتلوا مكانة ابرز
على خارطة النضال التحرري العالمي . ومع ازدياد الروابط بين الثورة واليسار العالمي
نتيجة اهتمام الحركات الثورية المتزايد بحركة التحرير الفلسطينية حدث تغير كبير في
الوعي الفلسطيني نفسه » واصبح الفلسطينيون ينظرون الى كفاحهم في اطاره العالمي
وهو بالطبع أعرض من الاطار القومي . وقد أصبحت كوبا وفيتنام والصين تدريجيا
عناصر جوهرية في الاطار السياسي والعقائدي للثورة . وقد تغير تصور النضال
الفلسطيني : لم يعد ينظر الى أهداف التحرير من خلال النضال اليومي » بل من خلال
حركة التحرير العالمية ‏ التاريخية . وهكذا تم ربط التحرر الفلسطيني بالنضال العا
في سبيل التحرر ربطا محكما . في ضوء الوعي الجديد اكتسب شعار ” اذا قاتلنا في اي
مكان فاننا نقاتل في كل مكان » ( وهو الشمعار الذي طرحه الاشستراكيون البريطانيون عام
ا ) معنى محدودأ وملموسا عند الفنلسطينيين ‎٠‏
اذا كانت حركة المقاومة الفلسطينية طليعة حركة التحرر العربية فان سقوطها سوف
يؤثرتأثيرا عكسيا على تطور الحركة العربية الاشسمل ويششسكل نكسة خطيرة لحركة التحرر
العالمية . بالتالي فان السؤال الذي يجب ان نطرحه عام 191/1 هو: اذا هزم الفلسطينيون
في الاردن هل تششكل هزيمتهم بداية النهاية للثورة الفلسطينية او هل يكون ذلك » كيا
يعتقد بعض المراقبين » بداية مرحلة جديدة من النمو الثوري في العالم العربي ؟ ان
الاجابة على هذا السؤال اساسية لفهم دور ومكان الثورة الفلسطينية في العالم العربي
وفي حركة التحرر العالمية .
الهزيمة جزء من النضال الاجتماعي . قيمة الهزيمة الايجابية تكمن في اسهامها في عملية
نضوج التجربة الثورية . وقد حللٌ الفيلسوف الاشتراكي البولوني لسزك كولاكوسكي
هذا الجانب من النشاط الاجتماعي ووجد أن الهزيمة شرط مسبق ضروري للنصر : « لن
تحرز الحركة الثورية آية انتصارآت اذا لم تصب في مراحل تطورها السابقة بهزائم
حتمية ‏ واذا لم تكن قد بدات التحرك الثوري في وضع تاريخي لا تتوفر فيه أية امكانية
للنجاح ‎.)١(»‏ أن موقف كولاكوسكي يختلف عن الموقف الكلاسيكي التقليدي . يؤكد
التحليل التقليدي ان اية حركة قد تنجح فقط « عندما تكون اهداغها ممكنة التحقيق » اي
١1
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)